تقرير: وكالة الصحافة اليمنية//

عرفت إفريقيا خلال السنة الماضية أحداثًا تاريخية كبرى، ستظل عالقة في أذهان الأفارقة وغيرهم لأهميتها وتأثيرها على مجرى الأحداث في القارة السمراء، أحداث سياسية وأخرى اقتصادية ورياضية أيضًا فضلاً عن أحداث مست مجالات أخرى، سنتعرف عليها معًا في هذا التقرير الذي أعده noonpost.

 

اتفاق السلام بين إريتريا وإثيوبيا

أبرز الأحداث التي شهدتها القارة الإفريقية، كان في منتصف السنة الماضية، ففي يونيو/حزيران 2018، تم توقيع اتفاقية الإعلان المشترك للسلام والصداقة بين إثيوبيا وإريتريا، وهو ما وصفه وزير الإعلام الإريتري يماني جبر ميسكيل بنهاية حالة الحرب بين البلدين وبداية عصر جديد من السلام والصداقة.

وتتضمن الاتفاقية الموقعة خمس نقاط، هي: عودة العلاقات الدبلوماسية وفتح السفارات، وفتح الاتصالات بين البلدين، وفتح الأجواء الإريترية الإثيوبية، واستخدام إثيوبيا الموانئ الإريترية، بالإضافة إلى وقف كل أشكال التحركات العدائية بين البلدين.

ويعد النزاع بين إريتريا وإثيوبيا أطول نزاع في القارة الإفريقية، فقد صدر قرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1952 بضم إريتريا في اتحاد فدرالي مع إثيوبيا، وبعد ذلك بعشر سنوات ضمت إثيوبيا إريتريا إليها بوصفها أحد أقاليمها.

تميزت السنة الماضية بتعدد المواعيد الانتخابية في إفريقيا

وعام 1967 بدأت حركة تمرد في إريتريا ودخلت في مواجهة مسلحة شاملة للاستقلال عن إثيوبيا، وفي عام 1991 سيطرت جبهة تحرير الشعب الإريتري على العاصمة أسمرة وشكلت حكومة مؤقتة، وبعدها بسنتين وافق الإريتريون بأغلبية ساحقة على الاستقلال عن إثيوبيا، وحصلت دولتهم على عضوية الأمم المتحدة.

وفي أواخر القرن الماضي شهد البلدان اشتباكات حدودية تحولت إلى حرب شاملة خلفت نحو سبعين ألف قتيل، وفي ديسمبر 2000 وقعت إثيوبيا وإريتريا اتفاقية سلام في الجزائر، تقضي بوقف الأعمال العدائية ونشر قوات حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة، وفي أبريل/نيسان 2011 أعلنت إثيوبيا للمرة الأولى أنها ستدعم الجماعات المتمردة التي تسعى للإطاحة بالرئيس الإريتري أسياس أفورقي الذي يقود البلاد منذ تأسيسها.

اتفاق جنوب السودان

في سبتمبر/أيلول، عرفت القارة السمراء توقيع أطراف النزاع في دولة جنوب السودان اتفاق سلام نهائي برعاية قادة دول الهيئة الحكومية الدولية للتنمية في شرق إفريقيا (إيغاد) لإنهاء نحو خمسة أعوام من حرب أهلية أودت بحياة خمسين ألف شخص على الأقل وشردت مليونين.

ويقضي الاتفاق المكون من خمسة فصول بتقاسم السلطة والثروة، وتحديد الترتيبات الأمنية، ووقف الأعمال العدائية، ووضع الدستور والسلطة التشريعية، وإحياء عملية السلام التي ظلت معلقة لسنوات، وكانت الدولة الفتية قد انزلقت إلى أتون الحرب بعد عامين من انفصالها عن السودان في صيف العام 2011 عندما تحول النزاع السياسي بين سلفاكير ومشار إلى مواجهة عسكرية، وذلك بعد أن اتهم الأول الثاني بتدبير انقلاب عليه.

 

أنهى اتفاق السلام في جنوب السودان حرب امتدت لخمس سنوات

وكان اتفاقًا قد أبرم بين الطرفين المتنازعين في أغسطس 2015، انتهك بسرعة لتندلع المعارك العنيفة في جوبا، يوليو 2016، ومن بين بنود الاتفاق الذي انتهك، عودة رياك مشار إلى منصبه كنائب أول للرئيس سيلفاكير، واحتفاظ الحكومة بنسبة 55% من السلطة، وتسند 25% للحركة الشعبية بقيادة رياك مشار، و20% لمجموعات أخرى معارضة، لكنها لا تعتمد النزاع المسلح.

سنة الانتخابات

تميزت السنة الماضية بتعدد المواعيد الانتخابية في إفريقيا، ففي أغسطس/آب أعيد انتخاب الرئيس المالي المنتهية ولايته إبراهيم أبو بكر كيتا لولاية جديدة من خمس سنوات، بينما نددت المعارضة بالنتيجة واعتبرت أن الانتخابات مزورة وقررت الطعن بنتائجها.

وحصل كيتا على 67.17% من الأصوات بالدورة الثانية للانتخابات، مقابل 32.83% للمعارض سومايلا سيسيه وزير المالية السابق، يُذكر أن الانتخابات الرئاسية جرت في جو من اللامبالاة وعدم الحماس في أوساط شعب يعيش نصفه تقريبًا تحت خط الفقر، وأرهقته المواجهات بين القوات الحكومية والجماعات المسلحة.

أما في الكاميرون، فقد فاز بول بيا (85 عامًا) في الانتخابات الرئاسية التي أجريت في أكتوبر/تشرين الأول 2018، بنسبة 71% من الأصوات، ما يمنحه فترة ولاية سابعة، ويمدد هذا الفوز فترة ولايته المستمرة منذ 36 عامًا كما يدعم مكانته كواحد من الذين سجلوا أطول فترات حكم في إفريقيا.

وفي زيمبابوي، تم انتخاب إيمرسون منانغاغوا الذي كان نائبًا للرئيس روبرت موغابي، في أغسطس/آب رئيسًا للبلاد بعد حصوله على 50.8% من الأصوات، بينما حصل منافسه الرئيسي نلسون شاميسا على 44.3% من الأصوات.

خلال السنة الماضية، شهدت دول بحيرة التشاد أزمة إنسانية تعد الأبرز في دول القارة الإفريقية

في مدغشقر، فاز أندري راجولينا الذي كان يعمل في قطاع الإعلان والموسيقى برئاسة البلاد بعد فوزه بالدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية التي نظمت نهاية السنة الماضية، وهزم فيها الرئيس الأسبق مارك رافالومانانا الذي صنع ثروة على رأس مجموعة للألبان منذ أزمة 2009.

وشهدت نفس السنة انتخابات في الكونغو الديمقراطية، غير أن نتائجها لم تعلن بعد، تعتبر هذه الانتخابات، أول انتخابات سلمية في تاريخ البلاد منذ الاستقلال في 30 من يونيو/حزيران 1960، ورغم وجود كلمة الديمقراطية في الاسم الجديد، فلم تعرف الكونغو التي كانت تسمى سابقًا “زائير”، أي انتقال سلمي للسلطة في تاريخها.

المؤتمر الوطني الإفريقي يضع حدًا للرئيس جاكوب زوما

في شهر فبراير/شباط 2018، أجبر الرئيس الجنوب إفريقي جاكوب زوما البالغ من العمر 75 عامًا على تقديم استقالته بعد ضغط كبير من حزب المؤتمر الوطني الإفريقي الحاكم الذي ينتمي إليه، ليضع نهاية لسنوات حكمه التي امتدت لتسع سنوات شابتها الفضائح.

وقبل استقالته، كشفت تقارير إعلامية سابقة تورط عائلة “غوبتا” الهندية في إدارة شؤون الدولة، وفي تعيين وزراء، إضافة إلى ممارسة الضغوط للحصول على عقود حكومية، كما كشفت تقارير عن تلقي أفراد عائلة زوما هدايا قيمة من عائلة غوبتا الغنية.

ضربات متتالية للإمارات

لم يكن حظ الإماراتيين جيدًا في إفريقيا السنة الماضية، ففي أبريل/نيسان 2018، أنهت الحكومة الصومالية الفيدرالية الدور الإماراتي في تدريب قوات من الجيش الصومالي في العاصمة مقديشو وإقليم بونتلاند (ذاتي الحكم) شمال شرقي البلاد، ضمن اتفاقية وقعها البلدان عام 2014، وذلك على أعقاب احتجاز السلطان الصومالية طائرة السفير الإماراتي ومصادرة 9 ملايين و600 ألف دولار كان يحملها.

جيبوتي تطرد الإماراتيين من أرضها

وقبل ذلك بنحو شهر ونصف، أنهت سلطات دولة جيبوتي عقد الامتياز الممنوح لشركة مواني دبي العالمية الذي يقضي بأن تشغل محطة دوراليه للحاويات في ميناء جيبوتي لمدة خمسين عامًا، لتضع بذلك حدًا للسيطرة الإماراتية على الميناء.

ومثل هذين الحادثين، ضربة موجعة للإماراتيين الذين لم يدخروا جهدًا في توسيع دائرة نفوذهم داخل القارة الإفريقية في إطار حلمهم بفرض السيطرة على الممرات البحرية الإستراتيجية، فهناك رغبة إماراتية كبيرة في مشاركة القوات الأمريكية والمصرية في تأمين ساحل اليمن حتى مضيق باب المندب، ومن ثم السعي إلى تعزيز دور البحرية الإماراتية في حماية المضيق الآن وفي السنوات القادمة، ضمن خطة لتوسيع الانتشار العسكري في مضيق هرمز وساحل اليمن وباب المندب وحتى سواحل القرن الإفريقي.

أزمة إنسانية كبرى في دول بحيرة التشاد

خلال السنة الماضية، شهدت دول بحيرة التشاد أزمة إنسانية تعد الأبرز في دول القارة الإفريقية، أزمة ما فتئت تتصاعد حدتها نتيجة قصور المجتمع الدولي عن الإيفاء بالتزاماته المادية والسياسية، فضلًا عن انتشار الجماعات المسلحة في المنطقة وانعدام التنمية الريفية وآثار التغير المناخي.

تعيش المنطقة وفق هيئات الإغاثة “أزمة حادة” ناجمة عن عوامل التغير المناخي وتراجع بحيرة تشاد وتقدم الصحراء الكبرى، حيث فاقم التدهور البيئي – بما في ذلك موجات الجفاف المتكررة – أزمة سكان المنطقة الذين يعتمدون على صيد الأسماك والزراعة القائمة على الري.

وتسببت أعمال العنف التي تعرفها المنطقة منذ قرابة الـ10 سنوات، التي تشارك فيها الجماعات المسلحة بقيادة جماعة “بوكو حرام”، والجيوش النظامية هناك بمساعدة الجيش الفرنسي المنتشر في المنطقة، في تفاقم الوضع الإنساني الصعب في الأصل، إذ خلفت وفق بعض التقديرات 20 ألف قتيل على الأقل وأكثر من 2.6 مليون نازح ولاجئ.

نجح الترجي الرياضي التونسي في التربع على عرش إفريقيا بعد التتويج باللقب القاري

نتيجة أعمال العنف عرفت المنطقة تمزق النسيج الاجتماعي بطرق تحتاج إلى عدة أجيال لإصلاحه، حيث ارتفعت عمليات الخطف والقتل واستخدام الأطفال كقنابل بشرية والعنف الجنسي بمعدلات تنذر بالخطر في حال لم يتم إيقاف هذا النزيف وهذه الحرب التي أكلت الأخضر واليابس وأضرت بالجميع هناك.

فيما تقل مياه البحيرة ويرتفع العنف، يتزايد عدد السكان بمن فيهم ملايين من المهجرين من مناطق النزاع، فالأزمة في حوض بحيرة تشاد تتجلى أيضًا في تحركات السكان، ويضطر الناس إلى مغادرة منازلهم لإنقاذ حياتهم على حساب سبل معيشتهم، ما أدى إلى حدوث موجات هجرة ونزوح كبرى.

إجمالًا هناك أكثر من 211.000 لاجئ وأكثر من 2.2 مليون نازح داخلي في المنطقة، انتشروا بين القرى والمناطق الوعرة التي يصعب الوصول إليها، حتى يأمنوا على حياتهم من الحرب، لكنهم لم يأمنوها من الجوع والمجاعة.

المنطقة القارية للتجارة الإفريقية الحرة

اقتصاديًا، شهدت القارة السمراء إطلاق المنطقة القارية للتجارة الإفريقية الحرة، التي تُعَدُ خطوة كبيرة نحو الأمام لتحقيق حلم قديم للاتحاد الإفريقي، وكانت بداية التشاور والتفاوض بشأن هذه الكتلة التجارية منذ العام 2012، عندما قرر الاتحاد الإفريقي لأول مرة وضع خطة على مستوى القارة، بهدف إنشاء سوق موحدة للسلع والخدمات، والسماح بحرية حركة الأعمال والاستثمارات، وتوسيع التجارة البينية الإفريقية، وإنشاء اتحاد جمركي لتنظيم التعريفات.

الترجي التونسي يتوج باللقب القاري

واعتمدت الاتفاقية على إدماج ثلاثة كيانات اقتصادية إفريقية ضمن كيان واحد شامل يضم أكثر من ستمئة مليون شخص، وتلك الكيانات هي “مجموعة تنمية إفريقيا الجنوبية” و”مجموعة شرق إفريقيا” و”السوق المشتركة لشرق وجنوب إفريقيا” (الكومسا)، وقد تم الاتفاق على بدء التطبيق الفعلي لهذه الاتفاقية في غضون 3 سنوات.

وتستطيع الاتفاقية خلق سوق إفريقية تضم أكثر من 1.2 مليار شخص، بناتج محلي إجمالي يصل إلى 2.5 تريليون دولار، بحسب الاتحاد الإفريقي، كما ستلغى منطقة التجارة الإفريقية الحرة التعريفة الجمركية تدريجيًا على التجارة بين الدول الأعضاء بالاتحاد، مما سيجعل التجارة أسهل بالنسبة للشركات الإفريقية في القارة.

الترجي التونسي بطل القارة

خلال السنة المنقضية، نجح الترجي الرياضي التونسي في التربع على عرش إفريقيا بعد التتويج باللقب، وهو التتويج الثالث لممثل كرة القدم التونسية بعد 1994 و2011، وحققه بعد انتصار مستحق على الأهلي المصري خاصة بعدما شهده لقاء الذهاب من مظالم تحكيمية ضد فريق الترجي.

وفي الحصاد الرياضي أيضًا، يبرز حدث تجريد الاتحاد الإفريقي لكرة القدم الكاميرون من حق استضافة نهائيات كأس الأمم الإفريقية 2019، التي سيشارك فيها 24 فريقًا، وستقام في الفترة من 15 من يونيو/حزيران إلى 13 من يوليو/تموز، وأكد الاتحاد الإفريقي القرار بعد اجتماع للجنة التنفيذية في أكرا.