المصدر الأول لاخبار اليمن

أزمة الغاز مستمرة في أمانة العاصمة : أنبوبة  واحدة كل ثلاثة أشهر

قالت شركة الغاز أنها وزعت 785 دينا على عقال الحارات منذ بداية يناير..  ومواطنون يؤكدون أنها متواجدة في السوق السوداء فقط

تقرير خاص/ عبدالملك حسن/ وكالة الصحافة اليمنية//


منذ مطلع يناير الجاري ، أعلنت الشركة اليمنية للغاز أنها وزعت نحو 785 دينا في أمانة العاصمة على عقال الحارات بغرض توزيعها على المواطنين للتخفيف من الأزمة الحادة التي أكلمت شهرها الثالث.

تصريحات شركة الغاز بدت مستفزة لكثير من المواطنين، الذين اشتكوا لوكالة الصحافة اليمنية انتظارهم الطويل للغاز منذ ما يزيد على الشهر والنصف.

 

وقال عبدالملك هادي من سكان منطقة مذبح بمديرية معين أنه استلم انبوبة غاز قبل أكثر من شهر ونصف عبر عاقل الحارة، ومنذاك وحتى اليوم لم يتحصل على أنبوبة أخرى وكل ما يتلقاه مجرد وعود.

 

آلية التوزيع ليست موحدة في مختلف المناطق والأحياء داخل أمانة العاصمة، ففي حين يتحدث قليلين عن حصولهم على أنابيب الغاز بصورة شبه منتظمة وبفاصل زمني لا يتجاوز الاسبوعين، يؤكد الكثيرين أن يعانون من عدم انتظام التوزيع وعدم التزام عقال الحارات بالآلية المقرة رسمياً.

 

يقول محمد حسن (من أهالي منطقة شعوب) أنه حصل على أنبوبة غاز قبل أكثر من شهر ونصف، وأنه يتفاجأ من الإعلانات المتكررة لشركة الغاز عن وصول قاطرات الغاز وتوزيع “الدينات” على عقال الحارات.

 

اتهامات متبادلة

 

شكاوى المواطنين لم تكن محصورة في منطقة معينة، بل كانت من مناطق عديدة داخل أمانة العاصمة، وجميعها حملت تذمراً من تأخر صرف أنابيب الغاز عليهم، وطالبت السلطات المحلية وشركة الغاز بضبط آلية التوزيع مجدداً بصورة عادلة وأن يتم التعامل مع شكاواهم بمسئولية.

 

وثمة اتهامات لبعض عقال الحارات بأنهم وراء بيع أنابيب الغاز في السوق السوداء، علماً بأن الأنبوبة الواحدة تباع بمبلغ يتراوح بين الثمانية والعشرة آلاف ريال.. علماً بأن السوق السوداء تنتشر في بعض شوارع العاصمة وبصورة علنية.

 

من جانبهم عدد من عقال الحارات تنصلوا من مسئوليتهم ورفضوا اتهامهم ببيع الغاز في السوق السوداء، وقد حملوا الشركة اليمنية للغاز المسئولية الكاملة التأخير في توزيع الأمر الذي يؤدي إلى حالة إرباك كبيرة للمواطنين.

 

من يقف وراء الأزمة؟

 

وفي مسألة أزمة الغاز أو بتوصيف أدق التلاعب بآلية توزيعه يبدو الأمر متعمداً، وثمة جهات تقف وراءه بهدف إحداث سخط شعبي خاصة وأن المواطنين لم يعد بإمكانهم تحمل المزيد من الأزمات والمزيد من الالتزامات.

 

يقول الصحفي رشيد البروي أن المواطنين غير قادرين على شراء الغاز من السوق السوداء، لأن أحوالهم المالية أصبحت متدنية جداً، بسبب الحصار الاقتصادي الذي يفرضه التحالف على البلد، وكذلك بسبب مؤامرة قطع المرتبات عن الموظفين منذ عامين ونصف.

 

ودعا البروي شركة الغاز والسلطة المحلية في أمانة العاصمة التعامل بمسئولية مع معاناة الناس من أزمة الغاز، وأيضاً التعامل بحزم وشدة مع من يعملون على إيجاد الأزمات والتكسب منها على حساب قوت المواطن.

 

اللجوء إلى “المخابز”

 

وللتخفيف من وقع الأزمة عليهم، ومن أجل توفير “الغاز” الذي باتوا يحصلون عليه بصعوبة بالغة، لجأت شريحة واسعة من المواطنين إلى الأفران والمخابز المتواجدة داخل حاراتهم حيث يقومون بإرسال صحون خبزهم إليها منذ ساعات الصباح الأولى نظراً للازدحام الكبير أمام وعند تلك الأفران، وطبعاً عملية الانتظار تستمر من ساعتين إلى ثلاث ساعات.. وبحسبة سريعة فإن ما يتم انفاقه من مال على الأفران يصل في المتوسط إلى 3500 ريال فضلاً عن الانتظار والجهد المبذول يومياً.

 

لتذكير شركة الغاز والسلطة المحلية

 

في الثاني من يناير الجاري خرجت الشركة اليمنية للغاز ببيان رسمي لها تؤكد فيه أنها وزعت في ذلك اليوم 197 دينا غاز منزلي لعقال الحارات في أحياء أمانة العاصمة لتوزيعه على المواطنين، وقد أوضحت في البيان أنها مونت المطاعم من خلال 26 دينا غاز وزعت مباشرة.

 

بيان شركة الغاز لم يتطرق إلى أي أزمة، وبدا أنه يتحدث بثقة عن عدم وجود أي أزمة حيث أشار إلى أن عدد قاطرات الغاز المرحلة من صافر 29 قاطرة تم توزيعها 11 لأمانة العاصمة و18 لبقية المحافظات الواقعة تحت إدارة حكومة الإنقاذ الوطني.

 

وفي السادس من يناير الجاري أيضاً، قالت الشركة اليمنية للغاز أنها وزعت 180 دينا غاز منزلي لعقال الحارات في الأحياء بأمانة العاصمة لتوزيعه على المواطنين، وأوضحت الشركة أن عدد قاطرات الغاز المرحلة من صافر 65 قاطرة منها 24 قاطرة لأمانة العاصمة و41 لبقية المحافظات.

 

منتصف الشهر الجاري (14 يناير)وزعت الشركة – بحسب بيانها الرسمي – 202 دينا غاز منزلي لعقال الحارات في أحياء الأمانة، وقد أكدت أن عدد قاطرات الغاز المرحلة من صافر 90 قاطرة منها 21 قاطرة لأمانة العاصمة و69 لبقية المحافظات الواقعة تحت إدارة حكومة الإنقاذ.

 

بعد يومين فقط، (أي في 16 يناير الجاري) أكدت الشركة اليمنية للغاز أنها وزعت 208 دينا غاز منزلي لعقال الحارات في أحياء الأمانة وأنها مونت المطاعم من خلال 27 دينا عن طريق التوزيع المباشر.

 

وخلال الثلاثة الأشهر الفائتة تواردت التصريحات تباعاً عن مناقشة قيادات السلطة المحلية في أمانة العاصمة وشركة الغاز وحتى مجلس النواب لأسباب أزمة الغاز، وقد حملت تلك التصريحات العديد من التوصيات والتوجيهات والحلول، غير أن جميع ما سبق ذكره لم يتم تنفيذه.

 

بإمكان السلطة المحلية وشركة الغاز وكل الجهات المعنية التأكد من الأمر عبر نزولهم الميداني إلى أحياء وحارات أمانة العاصمة، وسؤالهم المباشر للمواطنين هناك.. بشفافية ومسئولية.

 

قد يعجبك ايضا