المصدر الأول لاخبار اليمن

“بدون السعودية” يتحركون لتدويل قضيتهم

“بدون السعودية” يتحركون لتدويل قضيتهم

الخليج//وكالة الصحافة اليمنية//
يعقد ممثلو البدون في السعودية اجتماعات مكثفة في الفترة الأخيرة لإثارة قضيتهم دولياً، وإنهاء “الظلم” الواقع عليهم في المملكة وما يتعرضون له من انتهاكات “تعسفية” لحقوقهم.

 

وتضم الاجتماعات أعياناً من قبائل “قحطان” و”همدان” و”بني خالد” و”عنزة”؛ أملاً في تحصيل حقوق البدون في المملكة وإيصال مناشدتهم، بحسب ما أكدت مصادر لـ”الخليج أونلاين”.

وينتقد البدون استمرار المماطلة الرسمية من السلطات السعودية إزاء مطالبهم بحل ملفهم والاعتراف الرسمي بهم كحق أساسي لهم بعد ظلم يتعرضون له منذ عقود طويلة.

 

ويبلغ عدد البدون في السعودية أكثر من 150 ألف شخص، ورفع هؤلاء على مدار السنوات الماضية آلاف القضايا عبر جمعيات حقوقية للمطالبة بإنصافهم ورفع “الظلم” الواقع عليهم، لكن من دون استجابة جدية من السلطات بالمملكة.

 

وقال مصدر من قبيلة عنزة إحدى قبائل البدون لـ”الخليج أونلاين” إنهم يعيشون في السعودية “تحت واقع تعسفي ظالم”، إذ إن حياتهم مجمدة وتفتقد إلى الخدمات الضرورية في مجالات الاستشفاء والتربية والزواج والمعاملات المالية.

 

وأضاف المصدر أنهم توجهوا مراراً وتكراراً إلى السلطات السعودية بشكل مباشر أو عبر منظمات حقوقية لإنهاء الظلم الواقع عليهم والاعتراف بهم كمواطنين رسميين، لكنهم ظلوا يقابلون بتهميش ووعود تتحول إلى مماطلة امتدت عقوداً.

من جهته قال أحد الأشخاص من البدون في السعودية لـ”الخليج أونلاين”: “هناك جيل بأكمله يشعر أن الجنسية لم تعد ذات منفعة شخصية له إنما لأولاده وأحفاده، فنحن ننتظر منذ 35 عاماً وبإمكانك أن تتخيل كم أصبح عدد أفراد العائلة منذ ذلك الوقت”.

 

ويرزح “البدون” في السعودية تحت ظروف إنسانية واقتصادية واجتماعية صعبة للغاية؛ إذ يعانون من المعااملات القانونية غير الملائمة وتتفاقم أوضاعهم في ظل الواقع المرير؛ بحيث يزداد معدل الحالات الإنسانية الصعبة، سواء بالنسبة للنساء والأطفال وكبار السن، وجميعها حالات تتطلب تدخلاً عاجلاً من الدولة لتعديل أوضاعها.

 

وقال شيخ من قبيلة السبعة من عنزة السعودية: “بالنسبة لمن لا يحملون جنسية (البدون) من القبائل النازحة يمكن القول إن حال هؤلاء لا يسر؛ فأبناؤهم لا يعالجون في المستشفيات، وتعليمهم يواجه مصاعب، ولا يجدون فرصة للحصول على الوظائف؛ ما يجعلهم عالة على المجتمع”.

 

وأوضح أنه حتى الذين تم تجنيسهم خضعوا للمادة (9) التي تنص على عدم حصول أبنائهم على وظائف عسكرية أو رسمية، ولا يحق لهم الالتحاق بالتعليم، كما لا حق لهم في العلاج، وحتى المصارف لا تتعاون معهم بتاتاً.

ويتكون البدون من عدة قبائل نازحة، وهم من قبائل “عنزة” و”شمر” و”بني خالد” و”الأساعدة” من “عتيبة” ينتشرون شمالي المملكة.

 

وهُم مجموعات من قبائل عربية من البدو الرحّل يعيشون بين الحدود السعودية والعراقية والكويتية والسورية والأردنية، وبدأت معاناتهم عند وضع الحدود السياسية بين دول المنطقة.

 

كما يوجدون في جنوبي المملكة ومن هذه القبائل “آل كثير” و”المصعبين” وبعض قبائل “العوالق” و”النسيين” و”خليفة” و”الكرب” و”همام” و”بالحارث” والبعض من قبائل “قحطان” و”همدان”.

 

وينقسم البدون إلى ثلاثة أقسام: الأول “بلوش البريمي” وهم سكان منطقة البريمي الحدودية بين السعودية وعُمان، والثاني: الجاليات الإسلامية من آسيا التي استوطنت مكة المكرمة والمدينة المنورة والطائف وجدة كالبخارية، والتركستان، والبرماوية والإندونيسية، أما الثالث: فالجاليات العربية والأفريقية التي استوطنت بعد أداء العمرة والحج.

 

ولا يملك البدون خياراً آخر للحصول على الجنسية في أماكن أخرى من العالم، ولم ينجح النظام السعودي في الوصول إلى حل ناجع لمشكلتهم.

وأخذ النظام السعودي تعهدات على البدون لتقديم وثائق تثبت أصولهم، حتى العام 2020، ما يثير المخاوف من احتمالية ممارسة خيارات أكثر قسوة عليهم، أو ترحيلهم من البلاد التي هي في الأصل بلادهم تماماً.

ويعاني البدون من البطالة، وتواجه بناتهن العنوسة ولا خيار أمامهن سوى الزواج العرفي بسبب استحالة الحصول على صك زواج لعدم وجود الرقم الآلي.

 

وعلى الرغم من أن النظام السعودي استصدر بطاقات سوداء لهم فإن هذه البطاقات لا تعترف بأنهم من سكان الجزيرة الأصليين، وإنما تعتبرهم بدواً نازحين من الدول العربية المجاورة.

كما أن حملة البطاقات السوداء من البدون لا يحصلون بسهولة على جواز سفر للعلاج أو الدراسة في الخارج، لكن السلطات تمنح البعض تذكرة مرور مدتها ستة أشهر لسفرة واحدة، كما لا يستطيعون الذهاب لأي دولة خليجية، والتجديد يستغرق أشهراً ويشمل الجميع كباراً وصغاراً إناثاً وذكوراً.

 

وحملة البطاقة السوداء ليس بإمكانهم تسجيل أكثر من سيارة باسمهم أو تملك عقار، منزلاً كان أم أرضاً، كما أن بعضهم يواجه صعوبات في دفن موتاهم، فقد منحتهم السلطات السعودية هذه البطاقات على أساس فترة زمنية مؤقتة لكن المؤقت أصبح دائماً.

وتوجد غالبية البدون في أحياء النظيم والنسيم والجنادرية في الرياض، وفي حفر الباطن والمنطقة الشمالية من رفحاء وعرعر إلى القريات والجوف.

قد يعجبك ايضا