المصدر الأول لاخبار اليمن

الأطماع السعودية الاماراتية تزعزع الاستقرار وتصنع كوارث المنطقة

الأطماع السعودية الاماراتية تزعزع الاستقرار وتصنع كوارث المنطقة

خاص – تحليل //وكالة الصحافة اليمنية//

التدخلات في الشئون الداخلية للبلدان والتحكم في مصير الشعوب والسيطرة على قرارها السياسي والاقتصادي لم تعد تأتي، بحسب المفهوم المتعارف عليه قديما، كالتدخل السياسي الذي يتمثل بدعم طرف دون آخر في المحافل والقرارات الدولية، أو الأمني والعسكري الذي يأتي على شكل مساعدات وتدريب ودعم لوجستي، أو على هيئة دعم خفي من تحت الطاولة.

 

التدخلات ومخططات فرض الهيمنة بالقوة والاستيلاء على ثروات الدول الفقيرة لم تعد تحتاج اليوم لأكثر من إشعال فتيل صراع داخلي في البلد المستهدف وتدميره من الداخل سياسيا وعسكريا وإقتصاديا وزعزعة أمنه واستقراره وإيصاله لمرحلة الاستعانة بالمحتل الذي يجتهد في التسويق لنفسه كمنقذ يمتلك الحلول لما تعانيه تلك البلدان من مشاكل في مختلف المجالات.

 

دول الخليج وفي مقدمتها السعودية والإمارات ومع بروز فرص إستثمارية جديدة في اليمن ومنطقة البحر الأحمر والقرن الأفريقي، رأت في هذه المنطقة المتخلفة والمكتظة بالسكان فرصة اقتصادية رمت بكل ثقلها السياسي للوصول إليها بأي حال من الأحوال.

ورغم أن الحالة المثالية لصنع علاقات سياسية واقتصادية تؤكد أن بإمكان الجميع الاستفادة إذا ما اتجهت لبناء تحالفات سياسية واقتصادية، إلا أن السعودية والإمارات وغيرهما من دول الخليج لا تنظر ولا تضع في حساباتها الدخول في شراكات مع مثل هذه الدول التي تستهدفها مخططات السيطرة المبنية على أساس تدميرها وتمزيقها وإمتلاك قرارها السياسي.

ولأن البحر الأحمر كممر مائي رئيسي لعبور التجارة العالمية ويعد جزءاً رئيسياً من مبادرة الصين المعروفة بـ “بطريق الحرير” اتجهت القوى العظمى والقوى الطموحة على السواء للتمركز فيه وبذل كل ما في وسعها لإيجاد مواطئ قدم حتى وإن استدعى ذلك لإشعال حروب أهلية وتدمير بلدان وتجويع شعوب.

اليمن كأبرز دولة مستهدفة في منطقة البحر الأحمر ولما تمتلكه من مقومات اقتصادية واستراتيجية، تم إدخالها في الكثير من المشاكل السياسية والاقتصادية، والإيقاع بها في شباك المؤامرات “السعوإماراتية” التي لم تتوقف عند حدود التلاعب بحكوماتها وأنظمتها السياسية واتجهت لخلخة المجتمع اليمني وتمزيقه، بل وتحويل بعض شرائحه إلى أداة من أدواتها التي تستهدف حاضر البلاد ومستقبلها.

تدخلات الأنظمة الخليجية لم تكن وليدة اليوم وبروز الدور السعودي والإماراتي في التخطيط لحرب تستهدف اليمن وتشكيل التحالف العسكري الذي تقوده السعودية تحت مبرر “إعادة الشرعية” وإعلان الحرب في العام 2015م، لا يعني إنطلاق مخطط السعودية والإمارات للسيطرة على اليمن، بقدر ما يعني أنهما بدأتا في جني ثمار تدخلاتهما في الشئون اليمنية منذ سنوات طويلة.

بدأ التدخل السعودي المباشر في اليمن بظهور التيار الجهادي المسمي بأفغان العرب ومرورا بنشوء تنظيم القاعدة واندماج تنظيميها في اليمن والسعودية لتشكيل تنظيم قاعدة جزيرة العرب حتلى ظهور النسخة الدموية منها تحت مسمى الدولة الاسلامية في العراق والشام “داعش”.

ومهما كانت المسميات التي ترجمت مخططات التدخلات فقد ظل الارهاب في اليمن ملف سعودي حصري مدعوم امريكيا وبشكل دموي تستثمره اطراف محلية تكن الولاء الاجرامي للنظام السعودي في سبيل ابقاء اليمن في حالة نزيف دموي ومالي وامني بل وتحول إلى مخطط سعودي امريكي لتغيير الثقافة والهوية والجغرافيا والتركيبة الاجتماعية اليمنية.

اليوم وبعد أربع سنوات من الحرب على اليمن تتجلى الأهداف الحقيقية للتحالف الذي تقوده السعودية، والتي تؤكد أن المخططات السعودية لم تتوقف عند حدود السيطرة على قرار اليمن السياسي وإحتلالها، بل تجاوزتها لدرجة صنع كارثة إستراتيجية أدت إلى زيادة الفوضى الإقليمية وعززت الأزمة الإنسانية الأكثر حدة في العالم.

قد يعجبك ايضا