المصدر الأول لاخبار اليمن

رئيس اللجنة الثورية يثير فزع التحالف وإعلامه

رئيس اللجنة الثورية يثير فزع التحالف وإعلامه

رئيس اللجنة الثورية يثير قلق التحالف ويغدو “متلازمة فزع” لوسائل إعلامه

خاص // وكالة الصحافة اليمنية//

 

يتنامى قلق تحالف السعودي الاماراتي من رئيس اللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي، ونشاطه الميداني والسياسي، في إقرار ضمني بالفزع من تأثيره الفاعل على مختلف الصعد، وبصورة أكبر من شعبيته وقربه من اليمنيين اجتماعيا وما اكتسبه في زمن قياسي من حضور وثقل سياسي ومجتمعي منذ رأس اللجنة إبان توليها ادارة شؤون البلاد وبعد تسليمها السلطة للمجلس السياسي الأعلى، علاوة على نشوطه البارز في وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي.

 

ذلك، ما أظهره تركيز وسائل إعلام التحالف على شخصية رئيس الثورية العليا محمد علي الحوثي، وانكبابها على فبركة اخبار والتقاط وترويج أي شائعة ذات صلة به، بما في ذلك زعمها عشرات المرات مقتله مع اختلاف قصصها، ومحاولاتها الحثيثة رصد وقوعه في أي مثلب أو زلل يمكنها توظيفه لصالحها، من دون ان تنجح في ذلك.

 

سعى التحالف بقيادة السعودية والامارات عبر وسائله المختلفة وبصورة أكبر في الاونة الأخيرة، إلى النيل من رئيس اللجنة الثورية العليا ومحاولة الحد من تأثير حضوره الشعبي والسياسي، ولأسباب يعزوها المتابعون إلى اتساع دائرة هذا الحضور وتأثيره وفاعلية نشاطه السياسي عبر المنصات الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي في مخاطبة العالم.

 

على الصعيد العملي، يرصد المراقبون خلال تولي اللجنة الثورية إدارة شؤون الدولة قبل تشكيل المجلس السياسي، تمكنها في ظرف قاس وصعب، من الحفاظ على مؤسسات الدولة واستمرارية ادائها نشاطها بالوتيرة نفسها، وانتظام صرف مرتبات جميع موظفي الدولة في القطاعين المدني والعسكري، حتى جاء قرار هادي بنقل البنك المركزي إلى عدن، واتخاذه من المرتبات سلاحا لابتزاز اليمنيين ومحاولة كسر صمودهم.

 

وفي هذا، يرى المتابعون أن رئيس اللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي يتميز بكاريزما جعلته يوفق في مهمته الصعبة وأبقته بعد انتقالها للمجلس السياسي قريبا من الناس ومؤثرا فيهم أكان بخطاباته أو أحاديثه لوسائل الإعلام أو كتاباته وبياناته التي لا يكاد يمر يوم من دون نشرها تعليقا على أحداث أو تفنيدا لمزاعم أو دحضا لتضليل، وإظهارا للحقيقة على نحو يقيم الحجة بأسلوب مباشر ومقنع.

ويحسب المتابعون لرئيس اللجنة الثورية محمد الحوثي تبنيه لسان حال اليمنيين ووضعه المطالب الشعبية نصب عينيه كأهداف يسعى إلى تحقيقها، سواء خلال فترة توليه السلطة أو بعدها بالرغم من الظروف الصعبة في ظل الحرب والحصار، وبقائه قريبا من المواطنين ومعاناتهم، مدافعا عن قضاياهم ومطالبهم، وفاضحا لجرائم التحالف، وكاشفا عن حقيقة وجهه البشع.

يُظهر رئيس اللجنة الثورية مرونة عالية في التعاطي مع المواقف والاراء، مع بقاء موقفه ثابتا من القضايا كافة، الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والأمنية التي استهدف التحالف الإضرار بها بما ينعكس سلبا على المواطن اليمني، وتميز بمواكبة دائمة للمستجدات في مختلف المجالات وعلى جميع المستويات، وعدم ادخاره وسيلة ممكنة ومتاحة لمخاطبة العالم والرأي العام.

 

وبجانب لقاءاته ومداخلاته التلفزيونية المحلية والعربية والعالمية، تمكن رئيس اللجنة الثورية من فتح نافذة للتواصل مع اشهر الصحف العالمية، ومنها صحيفة “واشنطن بوست” التي كتب لها مقالة أكد فيها أن اليمنيين يريدون السلام العادل والشامل، مطالبا بأن تتوقف غارات التحالف السعودي على اليمن وأن يرفع الحصار عنه.

 

رئيس اللجنة الثورية نوه بأن أي مراقب للجرائم التي ارتكبتها السعودية في اليمن، رغم أنها حملة ترافقها معلومات مغلوطة (تضليل) وحصار على الصحفيين الذين يحاولون تغطية الحرب؛ يمكنه تقديم تقرير عن القتل العشوائي لعشرات الآلاف من المدنيين، معظمهم من خلال الضربات الجوية، واصفا أن هجماتهم أدت إلى أكبر أزمة إنسانية على الأرض.

 

وأكد أن الهدف من حصار المدينة الساحلية ليس إلا محاولة لإجبار الشعب اليمني على الركوع، وأن التحالف يستخدم المجاعة والكوليرا كأسلحة حرب، ويقوم أيضاً بابتزاز الأمم المتحدة عبر التهديد بقطع أموالهم والدعم المالي، وكأنها مؤسسة خيرية (متفضلة) وليست مسؤولية مطلوبة عليها بموجب القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن.

 

برز رئيس الثورية العليا، ناشطا فاعلا في كشف ما يحدث لليمنيين من حرب وقصف بالأسلحة المحرمة والمحظورة، وحظر جوي وحصار بري بحري من قبل دول التحالف، حدا غدا ذلك هاجسا يؤرق مضجعه ويقلق منامه، ويدفعه لمخاطبة العالم والضمير الإنساني بحجم معاناة اليمنيين وما يتعرضون له وما يتهددهم من أخطار وكوارث.

في أحد خطاباته التي يكرسها لنقل هموم ومعاناة اليمنيين، يقول محمد علي الحوثي بلغته البسيطة والمباشرة: “نحن ندافع عن أنفسنا وليس لدينا طائرات حربية أمريكية مثل تلك التي تقصف اليمنيين بالأسلحة المحرمة والمحظورة، لا يمكننا رفع الحصار المفروض على الواردات والصادرات اليمنية، لا يمكننا إلغاء الحظر الجوي والسماح للرحلات الجوية اليومية، أو إنهاء حظر استيراد السلع الأساسية والأدوية والمعدات الطبية من أي مكان آخر غير الإمارات، لأنهم فرضوا ذلك على رجال الأعمال اليمنيين”.

 

يلفت المتابعون إلى ميزة اخرى لرئيس اللجنة الثورية العليا، برزت في منطق خطابه وتعليقاته وأسلوب طرحها المباشر، وبلغة تفرض تقبلها. وتعريته أنظمة دول التحالف وارتهانها لقوى الهيمنة الدولية وخدمة وتمويل أجندة مصالحها .. مشيرا في غير محفل وتعليق إلى أنها أكثر الأنظمة المشهورة بانتهاكها الحاد لحقوق الإنسان سواء لشعوبها أو لشعوب الدول الأخرى.

 

في الجانب الاقتصادي فضح محمد علي الحوثي التحالف بالمضي في ارتكاب جرائم تجويع في حق الشعب اليمني منذ رفضه الحوار على الملف الاقتصادي الذي اعتبره الحوثي تأكيدا على وقوف التحالف وراء إنهيار العملة وإيقاف مرتبات الموظفين منذ نقل مهام البنك المركزي من صنعاء إلى عدن.

 

ومما قاله في هذا السياق: إن التحالف بدأ بتنفيذ مؤامرته الاقتصادية منذ منتصف عام 2016 حيث بدأ بالضغط والتخطيط لنقل إدارة البنك المركزي من صنعاء إلى عدن بهدف السيطرة المالية وتغيير قيادة البنك التي أثبتت نجاحا وحيادا نال إعجاب الجميع.

 

كما أشار في بيان اسباب الانهيار الاقتصادي إلى أن المليارات التي تسلمتها حكومة هادي وتمت طباعتها بدون غطاء نقدي وضخها إلى السوق، أحدثت خلخلة في اقتصاد البلد، وأن تلك الأموال لم تستخدم للتخفيف من معاناة المواطنين.

 

واجه رئيس الثورية العليا دول التحالف بحقيقة واجبات ملزمة لها وفق القانون الدولي، أبرزها تجميد طباعة العملة، وتسليم الايرادات وتقييدها في البنك المركزي وعدم نهبها، وتسليم مرتبات جميع موظفي الدولة من دون قيد أو شرط، ايفاء بالتزاماتهم وفقاً للآلية المقدمة في ذلك عبر الأمم المتحدة.

 

كما طالب التحالف وحكومة هادي بتوريد جميع موارد البلد من العملات الأجنبية إلى البنك المركزي وأهمها عائدات مبيعات النفط ومشتقاته، وتغطية فاتورة الاستيراد للمواد الأساسية وبصورة مدروسة، وإعادة الثقة في القطاع المصرفي بتمكين البنوك من الاستفادة من أرصدتها في البنك المركزي.

 

التحام رئيس الثورية بالشعب اليمني يتجاوز الهموم والمعاناة إلى الامال والتطلعات ايضا، يتجلى هذا في خطابته، ومنها كلمته في الاحتفال بالذكرى 56 لثورة 26 سبتمبر، يقول: “بالعودة إلى أهداف الثورة التي نعمل كثوار على تحقيقها بدءا من التحرر من الاستبداد والاستعمار ومخلفاتهما وإقامة حكم جمهوري عادل وإزالة الفوارق والامتيازات بين الطبقات، وبناء جيش وطني قوي لحماية البلاد وحراسة الثورة ومكاسبها ورفع مستوى الشعب اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا وثقافيا”.

 

يضيف في الخطاب نفسه منتقدا التحالف: “من الطبيعي أن يتمسك الشعب اليمني بهدف ثورته السادس الذي ينص على احترام مواثيق الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والتمسك بمبدأ الحياد الايجابي وعدم الانحياز والعمل على إقرار السلام العالمي وتدعيم مبدأ التعايش السلمي بين الأمم، في حين أثبتت دول التحالف أنها هي من يضرب بكل تلك القيم والمبادئ والقوانين الدولية والإنسانية عرض الحائط”.

 

سياسيا، ظل موقف الحوثي من المبادرات الأممية واضحا وجسده قولا في العديد من المناسبات، بالتعبير عن أمله أن تحمل تلك المبادرات والزيارات لمبعوث الأمم المتحدة مقترحات تلبي الوضع الاقتصادي والانساني وتحدد معالم حقيقية لصناعة السلام .

 

وفي هذا السياق، سبق لرئيس الثورية العليا الإشارة إلى أن تنفيذ اتفاق السويد بشأن ميناء الحديدة إنجاز يدلل على المصداقية والانسجام بين القيادات السياسية والعسكرية التي لم تتردد للحظة في اتخاذ قرار يخدم الشعب، وأن استمرار الحصار على الشعب اليمني جريمة مركبة خصوصا في ظل تواجد الأمم المتحدة في الميناء.

 

وأعتبر تواجد الأمم المتحدة اليوم بميناء الحديدة من قبل جنرالها المكلف بالرقابة أمرا يدحض ادعاءات تهريب السلاح وغيره وأنها ليست إلا مزاعم سوقها التحالف لتبرير استهدافه ميناء الحديدة المدني .. لافتا إلى أن رفض وفد الرياض عرض فتح مطار صنعاء الدولي ولو جزئيا يؤكد النية المسبقة لتكريس معاناة اليمنيين في المستقبل.

 

كما سبق لمحمد علي الحوثي، الحديث عبر منصة “تويتر” عن زيادة الإجراءات ضد المسافر اليمني في المحطات الدولية أو المحلية وأنها تعتبر ابتزازا وعقوبة عليه، إضافة إلى إجراءات غير قانونية على المسافر اليمني، بل ومصادرة لحقوقه الطبيعية.

يخلص المراقبون والمتابعون، إلى أن صوت رئيس اللجنة الثورية محمد علي الحوثي كان ولا يزال قويا في إسماع كل العالم مظلومية الشعب اليمني، ونقل كل هموم وآمال وتطلعات اليمنيين، وفضح حقيقة التحالف ومؤامرة الحرب على اليمن منذ ما يقارب أربعة أعوام.

 

على أن هذا، يفسر انزعاج التحالف بقيادة السعودية والامارات من رئيس الثورية العليا محمد علي الحوثي، ولماذا غدا مثيرا لقلق التحالف وتوجسه، وعلى نحو تجاوز التكتم الى تكثيف وسائل إعلام التحالف استهدافه مؤخرا.

قد يعجبك ايضا