المصدر الأول لاخبار اليمن

فيروس مجهول يتقمص هوية انفلونزا” الخنازير” يهاجم اليمنيين والمؤسسات الصحية تقف عاجزة

الإنفلونزا .. ضحايا ومعلومات جديدة
فيروس مجهول يتقمص هوية انفلونزا” الخنازير” يهاجم اليمنيين والمؤسسات الصحية تقف عاجزة

تحقيق / محمد الغبسي//وكالة الصحافة اليمنية//

عدو آخر يتربص باليمنيين ولا يكف عن مهاجمتهم بالتزامن مع هجمات طيران تحالف العدوان الذي دمر الشجر والحجر، وأيقظ الأمراض والأوبئة في عموم المدن والقرى اليمنية، إنه فيروس “H1N1” المعروف شعبياً بـ “إنفلونزا الخنازير”.

 

لا تكاد تغيب أعراضه حتى يظهر له ضحايا جدد في أكثر من مدينة، مئآت الإصابات وعشرات الوفيات خلال 14 شهراً، وسائل الإعلام أكدت كل بحسب مصدره بأن الفيروس عاود الظهور ولكل وسيلة أدلة وضحايا،.. وفي كل ما نشر من قبل الأطباء وما أعلنت عنه المستشفيات ووسائل الإعلام ظل هناك جزءً مفقود من الحقيقة التي يتم تداولها برعب وهلع، هل تم التأكد من وجود الفيروس أم أنها حالات اشتباه فقط؟!

 

إشتباه

مدير عام المستشفى السعودي الألماني الدكتور عبد الحافظ ثوابة أكد بأن الحالات التي تم تسجيلها لديهم كوفيات خلال الأيام السابقة لم تكن مؤكدة بأنها “إنفلونزا خنازير” وأنها تندرج ضمن حالات الإشتباه.

 

وكانت وسائل إعلامية قد نشرت خبراً مطلع يناير الماضي أعلنت فيه عن وفاة أول شخص مصاب بإنفلونزا الخنازير، وذهبت بعضها للقول بأنها تأكدت من مصادر داخل “السعودي الألماني” بإصابة المواطن الذي توفي في 1/1/2019م بإنفلونزا الخنازير.

الخبر منشور في موقع صحيفة الأيام بتاريخ 2 يناير 2019م
الخبر منشور في موقع صحيفة الأيام بتاريخ 2 يناير 2019م

فحوصات غالية الثمن

 

سألنا مدير المستشفى عن الحالات التي توفيت لديهم وتم الإعلان عنها بإعتبارها مصابة بالفيروس : هل لديكم أجهزة ومحاليل قادرة على تشخيص المرض؟.. فرد بالنفي مؤكداً بأن تلك الأجهزة غير موجودة نتيجة لارتفاع سعرها كفحوصات طبية، لافتاً إلى أن وزارة الصحة تكفلت بتوفير تلك الفحوصات لديها وتكفلت بتنفيذها، سألناه لماذا أعلنتم عن تلك الحالات إذاً دون الرجوع لوزارة الصحة فأوضح  بأن هناك حالة اشتباه اسبوعياً، وأن الوباء يعتبر مشكلة موجودة وتتطلب اليقظة والحذر من تفشي الوباء.

 

 

 

الإنفلونزا تطور من نفسها

 

مدير عام مستشفى الصريمي في مدينة عمران الدكتور عبدالملك الصريمي أوضح بأن فيروس الإنفلونزا بكل أنواعه يطور من مناعته كل ستة أشهر وأنه ونتيجة لتلك التطورات التي تقوم بها الفيروسات يتفاجأ الأطباء بنوع جديد من نفس الفيروسات فيظنون أنه “H1N1” ونفى الصريمي في تصريح خاص لوكالة الصحافة اليمنية تسجيل أي حالة بانفلونزا الخنازير.

 

وكان عدد من العمال في مصنع اسمنت عمران قد أصيبوا بالفيروس في ديسمبر الماضي وتم الإعلان عن وفاة إثنين منهم بـ “إنفلونزا الخنازير”.

 

وزارة الصحة تؤكد: لدينا أجهزة حديثة.. ولكن!

 

مدير برنامج مكافحة الإنفلونزا في وزارة الصحة العامة والسكان الدكتور أحمد الزبير أكد بأن اليمن تمتلك أجهزة طبية حديثة مدعومة من منظمة الصحة العالمية قادرة على تشخيص حالات الإصابة بالإنفلونزا H1N1 ممثلة في المركز الوطني للمختبرات في العاصمة صنعاء.

 

وأوضح الزبير لوكالة الصحافة اليمنية بأن المركز يعمل بقدرات وأجهزة حديثة بتقنية الـ جي بي آر، لافتاً في الوقت نفسه إلى حاجة المركز لمحاليل خاصة وذلك لتشخيص حالات الإصابة بإنفلونزا H1N1 والتأكد من وجودها في اليمن.

 

تعطل خمسة من المراكز الوطنية المخبرية

 

وأضاف الزبير بأن هناك إلى جانب المختبر المركزي الوطني التابع لوزارة الصحة خمسة مراكز مشابهة هي الوحيدة القادرة على تشخيص حالات الإصابة بـ “إنفلونزا الخنازير”في كل من الحديدة وإب وتعز وحضرموت وعدن لكنها تعطلت مؤخراً بسبب عدم حصولها على المحاليل الخاصة.

 

انفلونزا موسمية

 

ولفت الزبير إلى أنه لا توجد تأكيدات حتى الآن بأن إنفلونزا الخنازير موجودة في اليمن خاصة وأن معظم الحالات أثبتت الفحوصات المخبرية بأنها إنفلونزا موسمية، مضيفا ًبأن البرنامج يتواصل حالياً مع منظمة الصحة العالمية  بهدف الحصول على المحاليل اللازمة.

 

وبحسب آخر احصائية لوزارة الصحة العامة والسكان فإن عدد حالات الإصابة بإنفلونزا “إتش ون إن ون” قد ارتفع إلى 767 حالة إشتباه منذ بداية الموجة منذ بداية العام 2018م وحتى إلى تاريخ 17 فبراير الحالي، فيما بلغ عدد الوفيات 159 حالة، منها 85 حالة إصابة بتصنيف AB تم تأكيدها مخبرياً كانفلونزا موسمية، وأن الوباء ينتشر في 126 مديرية في 18 محافظة من محافظات الجمهورية بحسب ما أعلنه مصدر طبي لوكالة الصحافة اليمنية يوم أمس الثلاثاء 19 فبراير 2019م.

 

ومن خلال النزول الميداني للبحث عن إجابات لاحظنا وجود تخبط وتناقض بين المسئولين في وزارة الصحة العامة وفي المستشفيات الحكومية والخاصة، إذا أنه ثبت بأن جميع الحالات التي تم الإعلان عن وفاتها بـ “إنفلونزا الخنازير” لم تثبت مخبرياً، وحالها حال بقية الحالات التي تم الحجر عليها بإعتبارها حالات يشتبه إصابتها بالفيروس فقط.

قد يعجبك ايضا