المصدر الأول لاخبار اليمن

أسرار من كواليس الحرب النفسية .. “اليماني” – نتنياهو لإسقاط أخر معاقل العداء الشعبي لإسرائيل

أسرار من كواليس الحرب النفسية .. “اليماني” – نتنياهو لإسقاط أخر معاقل العداء الشعبي لإسرائيل

 

تحليل / خاص / وكالة الصحافة اليمنية //

 

 

سعت الولايات المتحدة إلى تطويع المنطقة العربية لصالح “اسرائيل”، تم خلالها الإعتماد على سياسة الغزو من الداخل لإضعاف الدول العربية، واللجوء إلى اسلوب “القوة الناعمة” لسلب المجتمعات العربية قدرتها على الرفض، واتخاذ القرار بعيد عن المؤثرات التي خلقتها العولمة في الوطن العربي.

وفي المحصلة كان هناك تركيبة معقدة أستطاعت من خلالها الولايات المتحدة الإقتراب من تحقيق أهدافها الرامية إلى فرض اسرائيل باعتبارها دولة “صديقة” على مجموعة من الدويلات العربية المفككة تحت عنوان “الشرق الأوسط الجديد”.

وقد أتخذ المشروع الأمريكي خلال العقدين الآخيرين شكلاً أكثر قوة من السابق، بانتهاج أساليب مختلفة لضمان نجاح مساعي التطبيع في الوطن العربي، من ضمن تلك الأساليب كان توجيه البوصلة تجاه العداء لإيران بدلاً من اسرائيل في إطار مجموعة كبيرة من الممارسات الإقتصادية والعسكرية والسياسية .

ويأتي مؤتمر وارسو الذي عقد الأسبوع الماضي تحت نفس الخارطة التي الولايات المتحدة في رسمها في المنطقة العربية، لكن اللافت في هذا المؤتمر هو إختيار ممثل حكومة هادي للجلوس بجانب رئيس وزراء الكيان الصهيوني خلال المؤتمر وتعمد قصة الميكرفون المعطل.

قد يعتقد البعض أن جلوس وزير خارجية حكومة لا تملك قرارها مثل خالد اليماني إلى جوار نتنياهو لا يعني شيئاً، خصوصاً في ظل حملة الهرولة للتطبيع مع الصهاينة التي تقودها السعودية في المنطقة العربية.

لكن قرأة الموقف من تلك الزاوية يعد محاولة للتستطيح ستؤدي إلى نفوذ المشروع الصهيوني بكل سهولة، حيث أن التطبيع الذي تسعى له امريكا واسرائيل لا يقتصر على “الحكومات” المتهمة بالعمالة بكل الإثباتات والبراهين.

فاسرائيل تسعى إلى ماهو أكثر من ذلك، من خلال سعيها إلى التطبيع مع المواطن العربي ذاته، وجعل المواطنين يحسون أن لا عداء لـ”اسرائيل”، وأن أعداء اسرائيل هم اعداء العرب.

وفي هذا الإطار تم وضع ممثل حكومة هادي إلى جانب نتنياهو في مؤتمر وارسو، فالمعروف أن اليمن كانت في سنوات حكمها السابقة اقل الدول العربية اندفاعاً تجاه التطبيع مع اسرائيل، والحقيقة أن الأنظمة الحاكمة في اليمن كانت غير متجرئة على أي نوع من التقارب مع اسرائيل، بسبب الموقف الشعبي المتشدد رفضاً لهذه المسألة.

فقد سبق أن كان الشعب اليمني على فقره أكثر الشعوب العربية تبرعاً لفلسطين، وقد دفع هذا الموقف بالولايات المتحدة إلى اتخاذ مؤتمر وارسو فرصة لإقناع بقية شعوب المنطقة، أن واحدة من اخر حصون الرفض لاسرائيل ممثلة باليمنيين بدأت تتهاوى، بما يعزز الإيحاء لبقية الشعوب العربية بعدم جدوى البقاء على المواقف المعادية لاسرائيل، وطبعاً لن توجد فرصة افضل من وضع اليمنيين في موقف التطبيع أكثر من تلك التي أوجدتها حرب التحالف على اليمن.

من ناحية ثانية يعرف الأمريكيون أن هناك ثورة شعبية في اليمن ايقظت العداء لإسرائيل، ولابد من اتخاذ خطوات في اطار الحرب النفسية لكبح جماح اليقظة الشعبية المعادية لإسرائيل في اليمن، قبل أن تنتقل إلى يقظة عامة بين شعوب شبه الجزيرة.

قد يعجبك ايضا