المصدر الأول لاخبار اليمن

“جاسيندا” تثير الشكوك حول معايير “نوبل للسلام “.. جائزة بحاجة إلى إعادة نظر

 

تقرير خاص// وكالة الصحافة اليمنية//

لاشك أن الفوز بجائزة نوبل للسلام هو “وسام” رفيع، إنساني من الدرجة الأولى يستحقه من سعى للسلام وقدم التضحيات ليزرع المحبة والعدل بين الناس، خاصة في ظل صراعات عالمية وحروب متفاوتة وإرهاب يطل بوجهه القبيح حتى في دور العبادة.

 

جائزة نوبل التي فاز بها لأول مرة هنري دونان مؤسس الصليب الأحمر عام 1901 عبرت عن بداية عهد جديد للتنافس الخيري الذي يخدم البشرية في ستة مجالات منها مجال السلام، إلا أنه ومع مرور السنوات انكمشت بعض المعايير الخاصة بمنح الجائزة لحملة مشاعل السلام وضمت القائمة العالمية أسماء لمرتكبي جرائم حرب فازوا بجوائز نوبل ولعل فوز الإسرائيلي مناحم بيجين عام 1978 بالجائزة قد فتح الباب لقادة الحروب ومرتكبي جرائم الحرب وجسد فوزه المعنى الحقيقي لفاجعة أن يمنح رجل تقتل دولته الأبرياء وتغتصب أعراضهم أرضهم وتسوي عظامهم بالأرض هذه الجائزة.

وبالفعل فقد فاز بها لاحقا الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز عام 1994 ومن أجل درء شبهات التكريم فاز معه الراحل ياسر عرفات رئيس فلسطين آنذاك.

 

اوباما فائزا أيضاً

وللتأكيد أن القائمين على الجائزة غريبي أطوار أو تعمدوا أن يكونوا كذلك قدمت لجنة الجائزة وسامها الرفيع للرئيس الأمريكي أوباما عام 2009، وكان ذلك فعلاً نظير حبه الكبير للأمن والسلام المثير للسخرية، فقد شاركت قوات الرئيس في قتل السوريين ودمر ليبيا وقدم أكبر دعم عسكري لإسرائيل وجعل سجن غوانتانامو يستقبل السجناء بعد أن وعد بإغلاقه بسبب ما حدث فيه للمعتقلين.

 

توكل كرمان لها من الكعكة نصيب

عقب أحداث ثورة فبراير 2011 في اليمن ، برزت  الناشطة اليمنية توكل كرمان كاسم مرشح للفوز بجائزة نوبل للسلام ، وبالفعل فازت توكل بنوبل في ذات العام ولم يتوقع أحد أن تكون واحدة من بين ثلاث نساء توجن بجائزة نوبل للسلام ، وأول عربية تفوز بالجائزة.

ثمة من أشار إلى أن قطر كانت وراء فوز كرمان بجائزة نوبل، ولاحقاً تزايدت أعداد المشككين بأحقية كرمان للجائزة خاصة بعد تأييدها للعدوان السعودي  على بلدها اليمن في إطار تحالف عربي ودعم لوجستي مباشر من أمريكا، في حين ذهبت هي إلى تركيا للإشراف المباشر على مشاريعها الخاصة فيما يُقتل المدنيين اليمنيين أطفالاً ونساء .

 

جاسيندا نيوزيلندا

تبدو معايير الفوز بجائزة نوبل غريبة، لكن ذلك لا يُغفل حقيقة أن هناك شخصيات  استحقت الفوز بجوائز نوبل نظير ما قدموه للعالم من أسس وأفكار وبرامج تخدمهم وتمضي بهم نحو السلام.

مؤخراً باتت رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أحد الأسماء المطروحة على طاولة “نوبل” للسلام بعد الحادث الإرهابي  لشاب  استرالي  قتل خمسين مصلياً في مسجدي كرايستشيرش، وقد كان تعامل جاسيندا الإنساني لافتاً ومثيراً للإعجاب.

 قدمت رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا درساً أخلاقياً بليغاً في التعامل مع جريمة مجزرة مسجدي كرايستشيرش والتي ذهب ضحيتها خمسين مصلياً مسلماً بعد قيام إرهابي استرالي بمهاجمة المسجد، كما أصاب عشرات آخرين.

وكانت رئيس الوزراء قد كسبت تعاطف العالم بعد ردود فعلها حول الحادث والتدابير التي قررت اتخاذها للحفاظ على حياة المسلمين وغيرهم في بلادها، حيث أعلنت أن بلادها ستحظر البنادق نصف الآلية والهجومية كالتي يستخدمها الجيش بموجب قوانين صارمة جديدة.

وأضافت في مؤتمر صحفي “سنحظر كل الأسلحة النصف آلية من النوع العسكري. كما أننا سنحظر بنادق الهجوم”، مشيرة إلى أنه سيتم اتخاذ إجراءات مؤقتة لمنع أي اندفاعة محتملة نحو شراء الأسلحة قبل دخول التشريع الجديد حيز التنفيذ.

كما سارعت إلى إلقاء خطاب وطني وصفت فيه إطلاق النار على المصلين بـ”العمل الإرهابي”. ووجهت حكومتها بتحمل تكاليف الجنازات لجميع الضحايا، وأظهرت تضامنا ملفتا مع عائلات الضحايا، كما ظهرت مرتدية الحجاب الإسلامي وفعل مثلها الآلاف من سكان نيوزيلندا كتعبير معنوي عن تقديرها للمسلمين ورفضها لما حدث.

وبدأت حملة توقيعات رسمية وشعبية للمطالبة بمنح جاسيندا جائزة نوبل للسلام وتم وصفها بالمرأة السلمية.
والسؤال من يستحق الجائزة كرمان أم جاسيندا..؟.

 

قد يعجبك ايضا