المصدر الأول لاخبار اليمن

من أول غارة قبل 4 أعوام وحتى جريمة سعوان.. مقاتلات التحالف تواصل انتصاراتها على تلاميذ المدارس في اليمن

  تقرير خاص: وكالة الصحافة اليمنية// من خلف غيم العداوة البغيضة، جاءت مقاتلات التحالف مسرعة لتسدد ضرباتها الخاطفة على مدرسة مكتظة بمئات الطالبات ووسط حي سكني بمنطقة سعوان في العاصمة صنعاء. نجحت مقاتلات التحالف في ضربتها ظهر أمس ، وقد اضافت109 أشخاص إلى قائمة ضحاياها أغلبهم طالبات مدرسة في مدرسة الراعي، ومدارس مجاورة. الضربة “الغادرة” […]

 

تقرير خاص: وكالة الصحافة اليمنية//

من خلف غيم العداوة البغيضة، جاءت مقاتلات التحالف مسرعة لتسدد ضرباتها الخاطفة على مدرسة مكتظة بمئات الطالبات ووسط حي سكني بمنطقة سعوان في العاصمة صنعاء.

نجحت مقاتلات التحالف في ضربتها ظهر أمس ، وقد اضافت109 أشخاص إلى قائمة ضحاياها أغلبهم طالبات مدرسة في مدرسة الراعي، ومدارس مجاورة.

الضربة “الغادرة” التي أشاد بها إعلام التحالف واصفاً إياها بالموفقة، ألغاها سريعاً من أشرطته الإخبارية سعياً منه في تحريف حقيقة الجريمة التي أغضبت الشعب اليمنيين الجريمة بطريقة لا يقبلها عقل أو منطق.

كانت حصيلة الضحايا غير متوقعة وقاسية جداً نتيجتها 14 قتيل، و93 جريح أغلبهم من طالبات مدرسة الراعي في حي سعوان.. وهي حصيلة  تفضح صمت العالم حيال جريمة طالت مدرسة وسط حي سكني، لكنها ستثقل ضميره زمناً طويلاً.

ولأن تحالف الذي تقوده السعودية جاء إلى اليمن لتنفيذ جرائم بحق اليمنيين بدون استثناء، فإنه ومنذ أشهر العدوان الأولى كان قد أعلن عن نواياه الحقيقية من خلال إعطاء الضوء الأخضر لمقاتلاته بقصف كل ماله علاقة بالحياة في اليمن وطبعاً كانت المدارس وطلابها في مقدمة المستهدفين.

ورصدت “وكالة الصحافة اليمنية”، بعضاً من جرائم التحالف التي استهدف بها بصورة متعمدة مدارس يمنية منذ العام 2015 وحتى الآن،  لتذكر العالم بما يتعرض له اليمن من اعتداء وحشي وما تقترفه دول التحالف من جرائم حرب بحق أطفال اليمن.

أطفالنا يقصفون

ففي 11ديسمبر 2015،  قالت منظمة العفو الدولية في تقرير موجز جديد لها إن قوات التحالف بقيادة السعودية نفَّذت سلسلة من الضربات الجوية، استهدفت المدارس التي كانت لا تزال قيد الاستخدام عند ضربها، الأمر الذي يشكل انتهاكاً للقانون الإنساني الدولي، ويحول دون حصول آلاف الأطفال اليمنيين على التعليم.

وتضمن التقرير الموجز المعنون بـ”أطفالنا يُقصَفون”: “المدارس تتعرض للهجوم في اليمن، تحقيقاً في خمس ضربات جوية شُنت في الفترة بين أغسطس وأكتوبر 2015، وأسفرت عن مقتل خمسة مدنيين وجرح ما لا يقل عن 14 آخرين، بينهم أربعة أطفال”، وذلك استناداً إلى بحث ميداني أجرته المنظمة في اليمن.

وقالت لـمـا فقيه، كبيرة مستشاري برنامج الاستجابة للأزمات في منظمة العفو الدولية: “لقد نفَّذ التحالف بقيادة المملكة العربية  السعودية سلسلة من الضربات الجوية غير القانونية على المدارس التي تُستخدم لأغراض تربوية -وليست عسكرية -الأمر الذي يشكل انتهاكاً صارخاً لقوانين الحرب”.

وأَضافت :”إن المدارس تكتسب أهمية مركزية في الحياة المدنية، إذ يُفترض أنها توفر فضاء آمناً للأطفال. ولكن تلاميذ المدارس الصغار في اليمن يُرغمون على دفع ثمن تلك الهجمات”.

المدارس كأهداف عسكرية

ومضت لـمـا فقيه تقول: “إن مهاجمة المدارس التي لا تشكل أهدافاً عسكرية بشكل متعمد، ومهاجمة المدنيين الذين لا يشاركون في الأعمال الحربية بشكل مباشر تعتبر جرائم حرب.”

وقد أدت الأضرار التي لحقت بتلك المدارس إلى انقطاع حاد في دراسة ما يزيد على 6,500 طفل من الملتحقين بصفوفهم في هذه المدارس بمحافظات حجة والحديدة وصنعاء. وفي حالات معينة، كانت تلك المدارس هي الوحيدة في المنطقة. ولم تتوفر في أيٍّ من الحالات الخمس أية أدلة تشير إلى أن المدارس استُخدمت لأغراض عسكرية.

وفي أكتوبر 2015 تعرَّضت “مدرسة العلم والإيمان” في قرية بني حشيش بصنعاء للهجوم أربع مرات منفصلة في غضون بضعة أسابيع.. وقد أسفرت الضربة الثالثة عن مقتل ثلاثة مدنيين وجرح أكثر من عشرة آخرين، وكانت هذه المدرسة، وهي الوحيدة في القرية، توفر التعليم لنحو 1,200 طالب.

كما تعرضت “مدرسة الخير” في قرية حضران، بني حشيش، لعدة ضربات جوية تسبَّبت بأضرار فادحة جعلتها غير صالحة للاستخدام.

وأصابت ضربات جوية أخرى على القرية نفسها منزليْن مدنييْن، مما أسفر عن مقتل طفلين وجرح والدتهما، ومسجداً قريباً، مما أسفر عن مقتل رجل واحد وجرح آخر، كانا يؤديان الصلاة فيه وقت الهجوم.

وقالت لـمـا فقيه: “إن عدم إجراء تحقيقات من قبل التحالف بقيادة السعودية والدول التي تزوِّده بالأسلحة وغيرها من أشكال الدعم في  مجموعة متزايدة من الهجمات غير القانونية المشتبه بها، إنما يشير إلى شعور مخيف باللامبالاة تجاه العواقب المدمرة التي فرضتها  هذه الحرب على المدنيين في اليمن.”

تقرر أممي: 34% من الطلاب لم يذهبو إلى المدارس

وكان تقرير اعتمد على بيانات منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) قد أكد تضرَّر النظام التربوي برمته، وأن ما لا يقل عن %34 من الأطفال في اليمن لم يذهبوا إلى المدارس منذ بدء الضربات الجوية في مارس2015.

كما أطْلعت وزارة التربية والتعليم، في صنعاء، منظمة العفو الدولية على بيانات أظهرت أن أكثر من 1000 مدرسة باتت خارج الخدمة وذلك على التالي:” 254 مدرسة مدمَّرة كلياً، و 608 مدارس مدمَّرة جزئياً، و 421 مدرسة تُستخدم كملاجئ للأشخاص النازحين داخلياً”.

“نحن نعيش الآن في ظل الخوف والرعب. فقد رأيتُ اليوم طائرة، وشعرتُ بالخوف والرعب”. بهذه الكلمات عبَّرت عن مشاعرها طفلة في الثانية عشرة من العمر تدرس في مدرسة أسماء في المنصورية بالحديدة، التي دُمرت من جراء قصف التحالف لها في أغسطس.

وتحدثت مديرة مدرسة أخرى في مدينة الحديدة، وهي “مجمع الشيماء التربوي للبنات”، التي كانت تتسع لنحو 3,200 طالبة، عن مشاعر الرعب التي انتابتها عندما تعرضت المدرسة لهجومين في غضون بضعة أيام في أغسطس2015، أسفرا عن مقتل شخصين. وفي حين أنه لم يكن في المدرسة طالبات في وقت الهجوم، فقد قُتل رجل وامرأة نتيجة للقصف.

استهداف مبكر لمدارس صعدة ومأرب

ويوم الأحد 14 أغسطس 2016، أفادت منظمة أطباء بلا حدود أن عشرة أطفال على الأقل قتلوا في اليمن في غارات جوية شنها التحالف العربي بقيادة السعودية على مدرسة في منطقة حيدان.

وقال ملك شاهر المتحدث باسم المنظمة: “وصلنا أمس السبت10 أطفال قتلى و28 جريحا كلهم دون الـ15 وكلهم ضحايا غارات جوية على مدرسة لتعليم القرآن في حيدان” بشمال اليمن.

وأكد صندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) أن قصفا جويا استهدف المدرسة في شمال اليمن وأدى إلى مقتل عدة أطفال تتراوح أعمارهم بين 6 سنوات و14 سنة.

وقصفت طائرات التحالف في17 اغسطس 2017، مدرسة الأمل الأساسية والثانوية ومنازل مواطنين في مديرية حريب القراميش في محافظة مأرب ملحقة اضراراً بالغة في المدرسة وممتلكات المواطنين.

وقتل يوم الثلاثاء 3 يوليو 2018  3مواطنين واصيب 3 آخرين بينهم طفل جراء غارة لطيران التحالف بقيادة السعودية استهدفت مدرسة الفقيد عبدالله عطية في مدينة زبيد.

وفي 9 اغسطس 2018،  قال مسؤول في قطاع الصحة اليمني واللجنة الدولية للصليب الأحمر إن ضربات جوية نفذها التحالف الذي تقوده السعودية يوم الخميس قتلت عشرات الأشخاص، بينهم أطفال كانوا يستقلون حافلة، في محافظة صعدة اليمنية.

وذكر الصليب الأحمر على حسابه بموقع تويتر أن طاقمه الطبي بمستشفى يدعمه في صعدة استقبل جثث 29 طفلا كلهم دون 15 عاما. واستقبل المستشفى أيضا 48 مصابا بينهم 30 طفلا.

وقال عبد الغني الموظف بإدارة الصحة في صعدة في تصريح لرويترز ”استهدفت اليوم حافلة تقل طلابا قادمين من مدرسة صيفية ونتج عن ذلك 43 شهيدا وما يقارب 63 جريحا“. وغطت أكياس الجثث البيضاء أرضية إحدى غرف المستشفى الذي يدعمه الصليب الأحمر.

وتمدد أطفال مخضبون بالدماء ومضمدون بالأربطة على محفات في حين عكف الأطباء على علاجهم. وحمل الأصدقاء والأقارب بعض المصابين أثناء تلقيهم العلاج.

 

قد يعجبك ايضا