المصدر الأول لاخبار اليمن

الأمين المساعد لحزب البعث العربي : مكافحة الفساد خطوة أولى لتنفيذ رؤية بناء الدولة

أكد وزير الثروة السمكية في حكومة الإنقاذ الوطني ـ الأمين القٌطري المساعد لحزب البعث العربي الاشتراكي “اليمن”  ـ  محمد محمد الزبيري، أن القوى السياسية اليمنية لم تستطع خلال الفترة الماضية تقديم مشروع وطني متكامل وطموح في بناء الدولة. وأوضح الزبيري في حوار مع “وكالة الصحافة اليمنية” أن الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية تعتبر استراتيجية تاريخية […]

أكد وزير الثروة السمكية في حكومة الإنقاذ الوطني ـ الأمين القٌطري المساعد لحزب البعث العربي الاشتراكي “اليمن”  ـ  محمد محمد الزبيري، أن القوى السياسية اليمنية لم تستطع خلال الفترة الماضية تقديم مشروع وطني متكامل وطموح في بناء الدولة.

وأوضح الزبيري في حوار مع “وكالة الصحافة اليمنية” أن الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية تعتبر استراتيجية تاريخية تلبي حاضر ومستقبل أبناء الشعب اليمني.

وأشار الزبيري إلى أن ردم بؤر الفساد ومحاربته في كل مؤسسات الدولة ، خطوة أولى في تحقيق التنمية الشاملة.

ودعا الأمين القطري المساعد لحزب البعث العربي الاشتراكي قٌطر اليمن، كافة قيادات القوى والأحزاب السياسية المتواجدة خارج البلاد إلى استغلال قرار العفو العام والعودة إلى العاصمة صنعاء للمشاركة في بناء الدولة اليمنية المنشودة، بعيدا عن الوصاية والتبعية للخارج.

 

 حاوره / محمد محمود //

  

عندما كانت الأنانية أكبر من الوطن

بداية.. ما واقع بناء الدولة خلال الفترة الماضية؟

ـ الأحزاب السياسية اليمنية خلال الفترة الماضية، كانت بشكل عام تناضل من أجل إيجاد مشروع وطني تستظل به كل الأحزاب والقوى الوطنية والاجتماعية؛ إلا أنها لم تقدم مشاريع مكتملة، لأنها كانت تعبر عن وجهة نظرها وخصوصيتها، ولم تعبر عن الطموح الكبير لليمن بشكل إيجابي.

 

 

البدايات الأولى لولادة الفكرة

منذ متى تشكلت ملامح إيجاد مشروع وطني لبناء الدولة بهوية يمنية خالصة ؟

ـ حقيقة يدركها الجميع، منذ بداية فترة الرئيس الشهيد صالح الصماد، بدأت ملامح الأفكار في بناء الدولة اليمنية تظهر بقوة، حيث طرح حزب البعث العربي الاشتراكي مسؤولية أن يكون هناك مشروع وطني تجتمع من خلاله كل القوى السياسية والاجتماعية، خصوصا مع الهجمة الإعلامية المعادية والحرب النفسية التي كانت تستهدف الشعب اليمني بما تسمى “عودة الملكية” من قبل ماكينة إعلام التحالف، التي فشلت الحملات أنذاك، وأصبحت لا تنطلي على الشعب اليمني الذي يستظل تحت النظام الجمهوري والدستور اليمني.

 

 

وطنية وتاريخية

كيف تنظرون في حزب البعث العربي الاشتراكي قطر اليمن إلى إعلان المجلس السياسي في تنفيذ الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية؟

ـ حقيقة الرؤية الوطنية التي أطلقها الرئيس الشهيد الصماد لبناء الدولة اليمنية الحديثة، والتي أقرها المجلس السياسي الأعلى وبدأ العمل على تنفيذها، هي إستراتيجية وطنية وتاريخية تلبي طموح وتطلعات الشعب اليمني، في ظرف تعاني اليمن فيه من عدوان وحصار جائر.

الرؤية انطلقت من ثوابت ومبادئ وطنية لتحافظ على التداول السلمي للسلطة والنظام الجمهوري، وإعادة ترتيب وتوثيق العلاقة بين مؤسسات الدولة ومحاربة الفساد، تمهيدا لتنشيط العمل والبناء والتنمية.

الهوية اليمنية

ما المرجعيات التي استندت عليها الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية؟

ـ التجسيد الحقيقي للرؤية وضعت بمرجعيات تاريخية ومبادئ أبرزها الدستور اليمني، ومخرجات الحوار الوطني ، خطة التنمية المستدامة، مقترحات ورؤى المؤسسات الحكومية والأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني، وبمشاركة واسعة من كافة مكونات المجتمع اليمني، من العلماء والأدباء والمثقفين، أي بمعنى أن الرؤية يمنية الهوية جاءت من صميم الواقع اليمني، وفق أطر ومرجعيات ومبادئ يأبى أبناء الشعب التنازل عنها.

 

 

تنمية وبناء الإنسان

ما الأولويات في الاتجاه نحو تحقيق 2030 ؟

ـ الرؤية حددت تنفيذ استراتيجيات هامة على مدى 3 مراحل إعادة الجانب الاقتصادي للخروج من الأزمة خلال العامين 2019 و2020، أما المرحلة الثانية تبدأ من 2021 إلى 2025 لإعادة الاعمار، أما المرحلة الثالثة هي مرحلة النمو العام 2030، والأكثر أهمية بأن الرؤية وضعت نصب أعينها مؤشرات اقتصادية وتعليمية وخفض نسبة الفقر والأمية في المجتمع إلى أقل من 20%، وصولا باليمن ضمن أفضل 80 دولة في العالم، من خلال التعاطي مع 39 تحديا تواجه اليمن، وتحقيق 175 هدفا استراتيجيا على مدى ثلاث مراحل زمنية إلى 2030.

لذلك نستطيع القول بأن الرؤية الوطنية لبناء الدولة  لحظة تاريخية لن تتكرر، لأنها جاءت بعيدا عن الإملاءات والتدخلات الخارجية، ولكن تحقيق الرؤية لم يكن مقتصراً على الحكومة فقط، بل يتطلب تحقيقها التفاف شعبي وجماهيري واسع.

 

 

محاربة الفساد

ولكن.. هل الوضع الراهن مع استمرار العدوان والحصار مواتي لتحقيق الرؤية؟

ـ بكل تأكيد نقولها نعم.. وكما أسلفت سابقا أن الرؤية جاءت لمواجهة التحديات والشدائد، و لا تقبل الوصاية أو الخضوع للتدخلات والإملاءات الخارجية، و جاءت من منطلقات واعدة في بناء الدولة اليمنية ذات السيادة الشاملة.

وهناك الكثير من التجارب الدولية التي استطاعت عبرها الدول النهوض بواقعها الاقتصادي والعسكري من بين ركام الحروب.

المعركة التي يخوضها الشعب اليمني اليوم هي معركة عسكرية واقتصادية وتنموية، وقد استطعنا بعد 4 أعوام من الصمود الوطني، تحقيق النجاحات الكبيرة في التصنيع العسكري، وصمود أسطوري في الجانب الاقتصادي بالاتجاه نحو الزراعة لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء، لتبقى التنمية الشاملة أولوية هامة في بناء الدولة اليمنية، ابتداء من ردم بؤر الفساد ومحاربته في كافة مؤسسات الدولة.

 

 

مؤشرات ومعايير

كيف يمكن قياس مؤشرات ومستوى نجاح الرؤية خلال السنوات القادمة؟

ـ تضمنت الرؤية أرقام ومؤشرات واضحة في مختلف جوانب التنمية في كافة المجالات وصولا للأهداف المرسومة.

ستكون المحاسبة لكافة وزارات ومؤسسات الدولة بناء على مؤشرات ومعايير الإنتاج والنجاح، في تصحيح الاختلالات وردم بؤر الفساد، والمرحلة الراهنة تمثل أكبر تحدي للشعب اليمني في بناء الدولة، وصنع تحولات كبيرة في المنطقة، لأن الثروة البشرية هي رأس مال البناء والتنمية بالإضافة إلى استغلال الموارد الطبيعية التي تمتلكها اليمن لمصلحة الوطن والمواطن.

 

 

استغلال العفو العام

 ما الوضع الذي يجب أن تكون عليه الأحزاب السياسية المؤيدة للعدوان المتواجد قياداتها خارج اليمن؟

ـ نؤكد للأخوة من قيادات الأحزاب السياسية والقيادات المختلفة، بأن مشروع بناء الدولة، الذي كنا نناضل من أجله أصبح موجود بين أيدينا، وعليهم استغلال العفو العام الذي أطلقه المجلس السياسي الأعلى، بالعودة إلى صنعاء، لبناء الوطن الذي يليق بكل يمني حر يمتلك الكرامة، وتحرير كافة المناطق الواقعة تحت سيطرة الاحتلال السعودي الإماراتي، لأن التاريخ لا يرحم أحد.

أما من ساهم في قتل الأطفال والنساء وبشكل واضح، لن يكون منبوذا سياسيا فحسب، بل لن يقبله أبناء الشعب اليمني الذي أصبح ثأرهم مع كل شارك بالجرائم والمجازر الوحشية بحق أبناء الشعب وتدمير البنية التحتية.

أهداف استعمارية

ما الذي يعيق تحقيق الحلول السياسية بين أبناء اليمن؟

ـ اليمنيون معنيون أكثر من أي فترة مضت إلى الالتقاء لحل كافة القضايا والمشاكل الوطنية، إلا أنه مع لأسف الشديد تحول المفاوضين المواليين لتحالف العدوان مجرد دُمى يحركها صناع القرار في السعودية والإمارات كيف ما يريدون، والتي كان آخرها فشل اجتماع بعض أعضاء مجلس النواب في مدينة سيئون، الذي يحاول العدوان تحقيق الأهداف الاستعمارية التي فشل في تحقيقها عسكريا عن طريق اولئك وبثمن بخس.

لذلك يوجد كثير من المؤشرات الراهنة تؤكد بأن هناك ضغوطات دولية على قوى العدوان، للخروج من الحرب على اليمن بماء الوجه عن طريق السلام، بعد فشلهم وانتكاساتهم في كافة الجبهات، والانشقاقات التي حدثت مؤخرا بعودة عدد من القيادات العسكرية والأمنية إلى صنعاء.

 

 

عباءة الذل

جراء الوضع الراهن في المحافظات الجنوبية.. ما الذي يجب على أبنائها الأحرار والشرفاء تجاه الاحتلال؟

ـ بعد هذه التضحيات التي قدمها الشعب اليمني، في مواجهة دول تحالف العدوان، لا يمكن أن تكون اليمن مجرد حديقة خلفية تابعة لأي دولة كانت.

لذلك نؤكد لإخواننا في المحافظات الجنوبية بأن المشروع الأمريكي الصهيوني أنكشف تماما في اليمن والمنطقة العربية، من خلال هدفها بنشر الفوضى وإغراق المحافظات الجنوبية بعناصر تنظيمي القاعدة وداعش الإرهابيين، للسيطرة على الثروات، وإحكام السيطرة على الموانئ اليمنية ومضيق باب المندب، واتضح هذا من خلال علاقة التطبيع بين تلك الأنظمة والكيان الصهيوني.

وما يجب على كل الشرفاء الأحرار من أبناء المحافظات الجنوبية، الخروج من تحت عباءة الذل السعودية والإماراتية التي تنهب الثروة البحرية والنفطية وتنشر الفوضى بين أبناء المجتمع.

 

 

رسائل هامة

معالي الوزير في ختام هذا الحوار.. الأمر متاح لك للحديث بما تريد؟

ـ أريد أن أوجه ثلاث رسائل هامة منها إلى الشعب اليمني، بالالتفاف وتأييد الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية، التي تمثل مخرجاً من كافة اختلالات المراحل الماضية.

بالإضافة إلى توجيه رسالة لكافة الأحزاب والقيادات السياسية في الخارج، باستغلال قرار العفو العام والعودة إلى الوطن لتحقيق المصالحة الوطنية وبناء الدولة اليمنية.

أما الرسالة الأخيرة نؤكد فيها للمجتمع الدولي أن المشروع الوطني في بناء الدولة اليمنية، يحفظ الاستقرار والاستقلال لليمن وعدم التدخل في شؤونه الداخلية، وعلى تلك الدول أن تدرك مصالحها وفق الأطر السياسية والمصالح المشتركة.

قد يعجبك ايضا