المصدر الأول لاخبار اليمن

بن حبتور: أموال الخليج تم استخدامها لخلق الحروب وتأجيج الصراعات الداخلية وثورة السودان أنهت نظام استبدادي

صنعاء// وكالة الصحافة اليمنية//

في مقالٍ له على موقع المنار قال رئيس مجلس وزراء حكومة الإنقاذ الدكتور عبد العزيز بن حبتور إن حسن البشير اغتصب السلطة في السودان لثلاثين عامًا منذ 1989 ومنذ ذلك الوقت تحكمت شلة من العسكر في الجيش السوداني وبتخطيط مُحكم من قبل الجبهة القومية الإسلامية ورئيسها حسن الترابي من إيقاف حركة الزمن لثلاثة عقود متتالية في الجزء الجميل من وطننا العربي.

وتابع: استطاع حكم العسكر أن يوقف العمل بمشروع بناء الدولة الوطنية المدنية الحديثة، وبسبب ذلك الانقلاب المشؤوم تم انهاك قوى التغيير السياسي والاجتماعي والتنموي في المجتمع المدني الناهض آنذاك، وتم العمل على إيقاف مبدأ التداول السلمي للسلطة واضعاف المؤسسات العامة والخاصة المهتمة بالشأن الثقافي والعلمي وحتى الإنساني.

إلى أن وصل الحال إلى ظهور حركات تمرد مسلحة في كل أجزاء السودان من شرق السودان إلى غربها في دار فور وفي جنوبها المختلف اصلاً عن بقية تضاريس السودان العرقية والدينية والنفسية إلى أن تدخلت الدول الغربية بعد ان فاحت جرائم نظام عمر البشير ضد المواطنين في جنوب السودان وتم الضغط عليه من خلال سلسلة القرارات الأممية وصولاً إلى مبدأ الاستفتاء الشعبي الذي بلغ ذروته في انفصال جنوب السودان عن شماله عام 2011م.

ولفت بن حبتور إلى أن التزاوج غير الشرعي بين العسكر وحركة الإخوان المسلمين في السلطة انتج مجموعة من التحديات والاجراءات التعسفية كادت أن تقضي على الإرث الطويل للعمل الحزبي السلمي في السودان ولولا تحول العمل السياسي الحزبي إلى العمل السري لتم القضاء على ذلك التراث الجميل في العمل السياسي التعددي الذي تميز به أهلنا بالسودان الشقيق.

لعب الجنرال عُمر البشير ومجموعته  دوراً محورياً فاعلاً في كل ما جرى للشعب السوداني طيلة تلك العقود السوداء، وفي فترة هيمنتهم على مقاليد السلطة قد عبثوا وعاثوا فساداً في كل مناحي الحياة الإنسانية في السودان الإنساني الجميل، إذ عمل على تفجير الصراعات العرقية والمناطقية والطائفية والمذهبية وحتى الدينية، وكانت سياساتهم مدروسة بعناية وإتقان، حيث ابرزت جميع التقارير الصادرة عن منظمات المجتمع المدني المحلي والمنظمات الإنسانية والحقوقية الدولية، بأن عمر البشير ومجموعته قد عبثوا بقضية السلم الأهلي والتعايش الوطني في المجتمع السوداني وارتكبوا جرائم حرب بحق الإنسان السوداني وبذلك أصبحوا مطلوبين دولياً بفعل تلك الجرائم الوحشية التي تجاوزت كل حدود المنطق.

وعن دور البشير في حرب اليمن ودعم التحالف السعودي قال رئيس الوزراء لعب البشير دوراً هاماً وأساسياً في الحرب على الشعب اليمني المجاهد ، إذ ارسل وحدات من الجيش السوداني ومن فِرق الموت من جنود الجنجويد، وزجٓ بهم في أتون محرقة مُضطرمة راح ضحيتها منهم الآلاف بين قتيل وجريح ومفقود، وحتى أن بعض جثث الجنود الضحايا تُركت اجسادهم في الصحاري وبطون الأودية تلتهما الوحوش وعوامل التعرية وهي جثث بلغت المئات ، وقد بلغ عدد الجنود السودانيين في اليمن 30 الف جندي بحسب تصريح مُعلن للجنرال محمد حمدان دقلو (حميدتي) نائب رئيس المجلس العسكري الحالي، إنه عدد مُخيف بأن يتم إرسال كل هذه الاعداد من المقاتلين السودانيين كمرتزقة مأجورين (بالأجر الشهري) يقاتلون إلى جانب السعودية لحماية حدودها الجنوبية.

وأوضح في مقاله بالقول: إن كل تلك الجرائم والتجاوزات دفعت بالشعب السوداني بمختلف أطيافه إلى الإنتفاضة والعصيان بشكل سلمي في تاريخ 19 ديسمبر 2018م مطالبين بحكم مدني وعودة العسكر إلى ثكناتهم لحماية سيادة الدولة.

وعقب ذلك جاء انقلاب على حكم البشير من قبل مجلس عسكري انتقالي كما سموا أنفسهم بتاريخ 11 إبريل 2019م  ، وهم مجموعة من طغمته المُقربة ومن رفاق مسيرته الممتدة لكل تلك العقود من الظلم والمعاناة وحتى الجرائم وتولى قيادة مؤسسات الدولة، وترأس المجلس العسكري الجنرال/ عبدالفتاح برهان ونائبه الجنرال/ محمد حمدان دقلو ( حميدتي) وكلاهما مرتبطان بالنظام السعودي والإماراتي وداعمين مباشرين للعدوان على اليمن.

وأشار بن حبتور إلى مسارعة السعودية والإمارات بعد الانقلاب العسكري وتمكنه من السيطرة على مقاليد السلطة بالتبرع بثلاثة مليار دولار ووضعها في حسابات بالبنك المركزي السوداني بحجة مساعدة الشعب السوداني، لكن الاعتصامات والوقفات الاحتجاجية ظلت مستمرة ومتواصلة للمطالبة بعودة السلطة من قبضة العسكر إلى نظام مدني دستوري، لكن العسكر ظلوا متشبثين بالحكم بالرغم من مرور أشهر على الاحتجاجات الشعبية السلمية.

وختم رئيس وزراء حكومة الإنقاذ مقاله بالتأكيد على أن المال الخليجي حضر في جميع أزمات الأمة العربية بهدف خلق الحروب والصراعات والمآسي الداخلية داخل أقطارنا العربية وبين شعوبنا العربية ولكم أن تراقبوا دورهم التمزيقي الحاقد في العراق وسوريا ولبنان ومصر وليبيا واليمن وأخيراً السودان، وقد عاثوا في جميع هذه الأقطار العربية تآمراً وتدميراً ووظفوا الأموال والإمكانات المادية واللوجستية بأمر مباشر من الغرب الاستعماري المتصهين بقيادة الولايات المتحدة الامريكية، وكانت النتيجة قتل وتشريد وتهجير الملايين من شعبنا العربي إلى خارج حدوده وتدمير الدول الوطنية فيها!!!، أليست هذه جرائم مُثبتة يحاسب عليها القانون الإنساني الدولي؟؟؟.

وأن الجامعة العربية لم تعد ذات قيمة بعد أن أصبحت جزءاً مباشراً من المشروع الغربي الاستعماري وتعمل ضد إرادة الأمة العربية برمتها، وبذلك قد اصابها الهوان والسقوط والارتهان، والله أعلم منا جميعاً.

قد يعجبك ايضا