المصدر الأول لاخبار اليمن

أسبوع دام في أمريكا حصيلته 30 قتيل وعشرات الجرحى .. ما علاقة ترامب؟ 

تقرير: وكالة الصحافة اليمنية//

 

هجوم في تكساس وآخر في أوهايو وثالث في كاليفورنيا، وأكثر من 30 قتيلاً وعشرات الجرحى هي حصيلة أسبوع دامٍ في الولايات المتحدة عجّ بتصريحات عنصرية أطلقها لسان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب.

آخر هجوم وقع في مدينة “إل باسو” في تكساس خلّف 20 قتيلاً، وقبله بساعات شهدت مدينة دايتون بولاية أوهايو هجوماً بإطلاق نار جماعي أسفر عن 9 قتلى.

هجوم تكساس، الذي يُعتقد بأنه ثامن أكثر الحوادث دموية في تاريخ الولايات المتحدة الحديث، جاء بعد ستة أيام من مقتل ثلاثة أشخاص في مهرجان للطعام في كاليفورنيا على يد مسلح مراهق.

 

وثيقة “8 شان” العنصرية
وكانت وثيقة قد نُشرت على موقع إلكتروني قبيل هجوم تكساس بساعات، يُعتقد أن منفذه قد كتبها، “تبنّت وجهات نظر قومية وعنصرية لدى ذوي البشرة البيضاء”، بحسب ما ذكرت شبكة “بي بي سي”.

والوثيقة التي نشرت على موقع “8 شان”، وهو منصة رسائل على الإنترنت يستخدمها اليمين المتطرف بشكل متكرر، تتحدث عن “الاستبدال الثقافي والعرقي الناتج عن الغزو”، في إشارة إلى ذوي الأصول الإسبانية في الولايات المتحدة.

وتقع في أربع صفحات، ونُشرت قبل 20 دقيقة من تلقي الشرطة أول اتصال لمكالمة طوارئ، وتُعبّر أيضاً عن دعمها للمسلح الذي قتل 51 شخصاً في حادثة كرايستشيرش في نيوزيلندا، بمارس الماضي.

وأنشئ “8 شان” عام 2013، على يد مبرمج الحاسوب فريدريك برينان، المعروف بلقب “هوت وييل”، بعد أن لاحظ تصاعد عمليات مراقبة الإنترنت من قبل الحكومات، فكان الموقع بديلاً لمنصات التواصل الاجتماعي التي رأى فيها سلطة على حرية التعبير.

ونشر ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي صوراً من حسابات منفذ الهجوم الأخير، والتي أغلقت لاحقاً، وتُظهر آراءه المتطرفة واليمينية المعادية للأجانب بشكل عام، والمهاجرين بشكل خاص.

 

ما علاقة ترامب؟
جملة الهجمات في الأسبوع الأمريكي الأسود سبقتها خطابات وُصفت بالعنصرية للرئيس ترامب، الذي واجه جملة انتقادات واسعة بسبب تصريحاته التي يهاجم فيها شرائح دون أخرى في المجتمع الأمريكي.

ولعل ما يترجم عواقب خطابات ترامب، هو ما صدر عن المدعي العام الأمريكي في المقاطعة الغربية بتكساس، خلال مؤتمر صحفي عقب الهجوم، والذي قال: “إننا نتعامل معه على أنه قضية إرهاب محلي”.

وأضاف المدعي العام: إن المشتبه به “قد يواجه اتهامات تتعلق بجرائم كراهية فيدرالية، واتهامات تتعلق
بالأسلحة النارية الفيدرالية، التي تصل عقوبتها إلى حد الإعدام”.

وارتفع العديد من الأصوات في الولايات المتحدة مطالبة السلطات بالتعاطي بجدية مع التهديد الذي بات يمثله ” الإرهاب الأبيض”، بعد حوادث إطلاق النار، في حين اتهم الديمقراطيون ترامب بتغذية العنصرية بتصريحاته المتفلتة.

بدوره قال المرشح الديمقراطي المحتمل للرئاسة، بيتو أورورك، وهو من إل باسو، لشبكة “سي إن إن” الأمريكية الإخبارية: إن خطاب ترامب المناهض للهجرة أثار الانقسامات، “إنه عنصري صريح ويشجع على المزيد من العنصرية في هذا البلد”.

وذهب إلى أبعد من ذلك؛ عندما اعتبر أن دونالد ترامب “لا يحض على الخطابات العنصرية فحسب، بل يحض على العنف الذي يليها أيضاً”، مندداً أيضاً بشبكة “فوكس نيوز”، وبالدعاية العنصرية التي تنتشر على الإنترنت.

وسار في نفس المضمار عضو مجلس الشيوخ عن نيوجيرسي، السيناتور كوري بوكر، وهو مرشح ديمقراطي آخر محتمل في سباق الانتخابات الرئاسية، الذي قال: إن “ترامب هو المسؤول عن هذا. إنه مسؤول لأنه يُذكي المخاوف والكراهية والتعصب”.

وقال بيت بوتاجاج، المرشح للانتخابات التمهيدية الديمقراطية: “بات واضحاً أن الأرواح التي أزهقت في شارلستون وسان دييغو وبيتسبرغ، وعلى الأرجح أيضاً في إل باسو، هي من نتاج إرهاب قومي أبيض”.

وأشار في تصريحات لوسائل إعلام محلية إلى هجمات استهدفت في السابق كنيسة للسود ومعبدين يهوديين، وأخيراً الاعتداء الذي استهدف مركزاً تجارياً في إل باسو، في ولاية تكساس.

ومنذ تولي ترامب رئاسة البيت الأبيض، في يناير 2017، بات يتكلم بشكل مفتوح عن “اجتياح” المهاجرين، ورفض إدانة تظاهرات اليمين المتطرف في شارلوتسفيل، في أغسطس من العام نفسه، ودعا نواباً من الأقليات “إلى العودة إلى بلدانهم”.

وذهبت إليزابيث وارن، المرشحة في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، إلى القول: إن “الرئيس يحض شخصياً على العنصرية وعلى تفوق العرق الأبيض”.

وفي مقال للكاتب خالد الزبيدي، نشره عبر موقع “جو 24″، عقب هجمات أمريكا، قال: إن “مسلسل الكراهية الذي أطلقه ترامب خلال السنوات والأشهر الماضية أذكى العنف والقتل في ولايات أمريكية”.

ويؤكد الزبيدي المقال الذي حمل عنوان “عنصرية الكبار تفضي للكراهية”، أن “أحدث هذه الممارسات توجيه ترامب انتقادات حادة لنائب ديمقراطي بارز من أصل أفريقي، ووصفه بأنه متنمّر متوحش”.

ويضيف: “هذه السياسات أدت إلى بروز مراهقين لا يجدون غضاضة في قتل المدنيين الأبرياء، وهذه الأعمال البربرية بدأت تشق طريقها في مجتمع كان يوصف لفترة قريبة بأنه يدافع عن حقوق الإنسان ويحترم الرأي والرأي الآخر”.

ويتابع: “ما حصل بالأمس في متجر لوول مارت في إل باسو يضع الأمريكيين على المحك حيال مستقبل أكبر دولة تقدم نفسها كمدافع عن الحريات والديمقراطية، فالبنية السياسية الفوقية تعاني اختلالات متفاقمة”.

واعتبر الزبيدي أن “ما يطرحه ترامب حيال المهاجرين، خصوصاً تجاه المكسيك الجارة الحدودية (..) أعاد إلى الأذهان العنصرية بأبشع صورها والتمييز بين اللون والعرق والدين”.

الجدير ذكره أن ترامب أثار جدلاً واسعاً منذ أيام؛ بعد أن كتب سلسلة من التغريدات التي وصفت بالعنصرية، دعا فيها أربع عضوات في الكونغرس من الحزب الديمقراطي من أصول ملونة إلى “العودة إلى بلادهن”.

واتهمت عضوات الكونغرس؛ ألكساندريا أوكاسيو كورتيز، وإلهان عمر، ورشيدة طليب، وأيانا بريسلي، وجميعهن مواطنات أمريكيات، الرئيس دونالد ترامب بأنه “عنصري”.

ووصفت العضوات الأربع في مؤتمر صحفي تغريدات ترامب ضدهن بأنها “إلهاء” للشعب الأمريكي عن سياسات الإدارة الحالية، ناصحات الشعب الأمريكي “بألا يبتلع الطعم”.

(الخليج أون لاين)

قد يعجبك ايضا