المصدر الأول لاخبار اليمن

حوامة تابعة للمقاومة في غزة تصيب هدفاً إسرائيلياً بدقة.. من أي جاءت؟

تقرير: وكالة الصحافة اليمنية//

في نقلة نوعية بتاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي نجحت الأجنحة العسكرية في قطاع غزة بإرسال “حوامة” تحمل متفجرات ألقتها على مدرعة عسكرية وأصابتها بدقة، لتعود إلى المكان الذي أقلعت منه دون كشفها، وهو ما يعد فشلاً لقوة الردع الإسرائيلية.

“الحوامة” التي لم تعلن أي جهة عسكرية في قطاع غزة مسؤوليتها عنها نجحت في اختراق أجواء الأراضي المحتلة وقصف هدف عسكري، والبقاء في الأجواء الإسرائيلية دقائق ثم العودة إلى داخل القطاع.

وساد تساؤل واحد في الإعلام الإسرائيلي: كيف لم يستطع جيش الاحتلال رغم الإمكانيات التكنولوجية والعسكرية المتطورة التي يمتكلها الكشف عن الحوامة بشكل مبكر وإسقاطها.

وأبدى الإسرائيليون تخوفهم من استخدام المقاومة الفلسطينية مستقبلاً لأسراب كبيرة من الطائرات المسيرة في توجيه هجمات تجاه تجمعات المستوطنين بمستوطنات غلاف قطاع غزة، وربما قصف ثكنات الجنود العسكرية.

 

تصنيع إيراني
الخبير العسكري واللواء السابق محمود سمير يؤكد أن امتلاك المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة لطائرات مسيرة تستطيع حمل متفجرات وتحلق بها في أجواء مرتفعة عن سطح الأرض، ولأوقات ليست بالقصيرة، يعد إنجازاً غير مسبوق في تاريخ العمل العسكري الفلسطيني ضد الاحتلال.

وقال سمير، في حديثه لـ”الخليج أونلاين”: “الحوامة التي ضربت عربة لجيش الاحتلال وأصابتها بدقة رغم عدم تضررها بشكل كبير، تعد خطوة استراتيجية في ميزان العمل العسكري، ولها ما بعدها في الجولات التصعيدية القادمة”.

وتوقع سمير أن تكون الطائرة المسيرة من صنع إيراني، مع وجود بعض التعديلات عليها من قبل مهندسي المقاومة في قطاع غزة الذين امتلكوا بعض الخبرات من جراء التدريب، وإرسال بعض الطائرات المسيرة خلال حرب 2014.

وحول سبب عدم قدرة الدفاعات الجوية الإسرائيلية المتطورة على كشف “حوامة” المقاومة، رأى الخبير العسكري أن عنصر المفاجأة الذي استخدمته المقاومة والتوقيت، كان لهما الدور الأساسي في عدم كشفها وإسقاطها، إضافة إلى احتمالية وجودة أجهزة تشويش عليها.

قلق إسرائيلي
الخبير في الشأن الإسرائيلي، صالح النعامي، أكد وجود قلق هائل في “إسرائيل” من نجاح المقاومة الفلسطينية في إرسال طائرة مسيرة ذات قدرات هجومية، قادرة على قصف عربة عسكرية ثم العودة إلى قواعدها في غزة دون إسقاطها.

وقال النعامي، في منشور على حسابه في موقع “فيسبوك”: “رغم امتلاك جيش الاحتلال منظومات الدفاع الجوية الأكثر تقدماً في العالم، فلم تستطع إسقاط الطائرة، وما تم في نظر إسرائيل حدث تأسيسي لمرحلة جديدة ويمهد لتغيير بيئة الصراع”.

وأوضح لـ”الخليج أونلاين” أنه رغم محدودية تأثير القصف الذي أحدثته الطائرة، إلا أن تل أبيب تفترض أن المقاومة ستتمكن من تحسين أداء طائراتها المسيرة بحيث تشكل تهديداً للمرافق الحيوية المهمة، العسكرية والمدنية، في العمق الإسرائيلي.

وأشار إلى أن “التطور الجديد سيؤثر على القرارات الإسرائيلية بشأن غزة بعد الانتخابات، على اعتبار أنه قد يعزز من صدقية الدعوات المطالبة بحسم المواجهة مع المقاومة والقضاء على مقدراتها قبل أن يكون الأمر متأخراً جداً”.

رسالة مفخخة
المحلل السياسي الفلسطيني إياد القرا قال: إن “المقاومة أرادت أن ترسل رسالة مفخخة للاحتلال من خلال عمل نوعي يغير معادلة المواجهة، وهو ما تم من خلال الحوامة”.

وأوضح القرا، في مقال له، أن الاحتلال لديه اعتقاد أن المقاومة إمكانياتها محصورة فقط في الصواريخ أو الأنفاق، ولكن الحوامة كانت مفاجأة، وقبل ذلك ظهر ما يعرف “السايبر الفلسطيني” الذي يطوق الاحتلال معلوماتياً.

وأشار إلى أنه رغم ضعف الإمكانيات، وصعوبة الظروف في قطاع غزة، وسياسة التضييق المالي والتقني، فإن المقاومة نجحت في الأخير بالرد على انتهاكات الاحتلال بعمل نوعي.

معادلة جديدة
المراسل العسكري للقناة الثانية العبرية، نير دفوري، اعتبر أن إطلاق “حوامة” لصاروخ تجاه مركبة عسكرية جنوب قطاع غزة، هي محاولة من حركة حماس لفرض معادلة جديدة على “إسرائيل”.

وأكد دفوري، في تصريح له، أن “حماس تحاول فرض قواعد جديدة للعبة، يتم خلالها تثبيت مسألة استخدام الطوافات، للرد على أي هجمات إسرائيلية”.

وقال: “حماس تفعل ذلك بناء على قناعتها أن إسرائيل مردوعة، ومتخوفة من تصعيد جديد قبل الانتخابات”.

ولفت إلى أن “إسرائيل” تحاول ضبط النفس، والامتناع عن الدخول في تصعيد جديد، بسبب اقتراب موعد انتخابات الكنيست، معتبراً أن إرسال “حماس” لطوافة، ومهاجمة مركبة عسكرية، يدل على الثقة العالية التي تتمتع بها.

يشار إلى أن كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة “حماس”، أعلنت أنها تمتلك: “طائرة A1A” ذات مهام استطلاعية، و”طائرة “A1B” وهي ذات مهام هجومية- إلقاء، و”طائرة A1C” وهي ذات مهام هجومية – انتحارية، ولكن لم يؤكد قصف تلك الطائرات لأي أهداف عسكرية.

(الخليج أون لاين)

قد يعجبك ايضا