المصدر الأول لاخبار اليمن

واشنطن بوست: دفن جريمة خاشقجي بقرارات الإعدام إجهاض للحقيقة ونجاة للقتلة الفعليين

ترجمة خاصة / وكالة الصحافة اليمنية//

في تقرير أعده الناشط الحقوقي المصري محمد سلطان حول قرار السعودية بإعدام خمسة متهمين في قضية مقتل خاشقجي ونشرته “واشنطن بوست” بعنوان «ما يعنيه حكم السعودية الباطل في قضية خاشقجي للمعارضين العرب»
وقال الناشط إن الحكم الصادر في محكمة سرية هو إجهاض مقيت للعدالة وكان بإمكان أي مراقب عادي أن يتوقع أن النظام الملكي السعودي سيفعل ما اعتاد فعله في الماضي، دون اتباع أبسط أشكال الإجراءات القانونية أو سيادة القانون، وكانت محاولات تقديم حفنة من الأفراد في هذه الجريمة الشنيعة أكباش فداء لصرف الانتباه عن تورط قيادة المملكة متوقعاً أيضاً.

لكن المحاولة الفجة لدفن أهم قضية قتل في العقد الماضي نهاية العام أكثر وقاحة من الجريمة نفسها، التي وقعت منتصف النهار على أرض أجنبية، وداخل قنصلية.

وأضاف إن هذا التوقيت ليس من قبيل الصدفة، إذ أنهى السعوديون المحاكمة السرية بسهولة خلال موسم العطلات، في الوقت الذي تكون فيه الحكومة والإعلام في أدنى مستويات نشاطهما خلال السنة.

ويتزامن هذا أيضاً مع تركيز وسائل الإعلام الأمريكية على عزل الرئيس الأمريكي ومحاكمته في مجلس الشيوخ. وفي الوقت نفسه، يبدو أن وسائل الإعلام المعارضة العربية خففت من انتقادها للسعودية لاستيعاب التقارب بين قطر والسعودية. وهذه كلها هي الظروف الأساسية التي سهلت محاولة السعودية دفن مقتل خاشقجي مع دخول عام 2020.

والحكم يوضح كيف قويت شوكة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان؛ إذ أصدرت المحكمة الجزئية السعودية حكماً تاريخياً على خمسة من صغار الموظفين بالإعدام وثلاثة آخرين بالسجن لمدة 24 سنة. وبرأت جميع العقول المدبرة في القيادة -القنصل السعودي العام السابق في إسطنبول محمد العتيبي، ونائب رئيس المخابرات السابق اللواء أحمد العسيري وأقرب مستشاري محمد بن سلمان سعود القحطاني- بسبب «عدم كفاية الأدلة». وقد فُصل الثلاثة من مناصبهم بسبب جريمة القتل ووردت أسماؤهم في تقرير المقررة الخاصة للأمم المتحدة. وفرضت الولايات المتحدة أيضاً عقوبات على العتيبي والقحطاني بعد أن توصلت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية ووزارة الخزانة إلى أنهما متورطان في الجريمة.

وتطرق التقرير إلى مقولة لعلم النفس الاجتماعي إن النجاة من تهديد قاتل وشيك يزيد من رغبة الناجي في المخاطرة وإحساسه بأنه لا يقهر، وهذا يعني أن محمد بن سلمان والقحطاني وشركاءهما سيواصلون رفع حدود ما يمكنهم الإفلات منه، ويشجعهم على ذلك إفلاتهم من عواقب ما بدا أنه فعل وحشي لا يمكن الإفلات منه، وقد نشر القحطاني بالفعل قصيدة عودة طويلة تحتفي «بالنصر الموعود». وحشد حملة على وسائل التواصل الاجتماعي تتغنى به فيما بث التلفزيون الوطني تقريراً يحتفل بتبرئته.

على أن مقتل جمال لم يأتِ من فراغ، وإنما كان انعكاساً قبيحاً لجميع الجرائم التي ارتُكبت بحق شعوب المنطقة العربية منذ الربيع العربي وغياب المساءلة كلياً. والآن، بعد هذه الجريمة السافرة التي تبعها إفلات صادم من عقابها، نتساءل: ما الذي ينبغي أن يتوقعه المعارضون من ولي العهد ورفاقه أكثر من ذلك في المستقبل؟

قد يعجبك ايضا