المصدر الأول لاخبار اليمن

مختصون : كورونا ليس قاتلاً لكن القلق يجعله كذلك

استطلاع خاص / وكالة الصحافة اليمنية /

 

يلعب العامل النفسي دوراً محورياً في  علاج مصابي الفيروس المستجد كوفيد19، حقيقة علمية أكدها اطباء وأخصائي علم النفس.

 

ثمة ضجة إعلامية عالمية، عملت على تضخيم كورونا، وجعلت منه “الكابوس المرعب”، استهدف نفسية الناس وقضى عليهم، لينعكس سلباً على حياة الشعوب، وأنهك الاقتصاد في معظم الدول.

 

في  اليمن لم يدرك الكثير من المواطنين ، بأنهم أصيبوا بمرض كورونا، إلا عندما عرفوا بأن اعراض المرض تظهر بفقدان حاستي الشم والطعم، وقد تعامل الكثير من الناس على أنها أنفلونزا عادية، أو نزلة برد بعد هطول الأمطار، ليمارسوا حياتهم الطبيعية.

 

وبعض من استدعت حالتهم نقلهم إلى مراكز العزل الصحي، لتلقي العلاج، عادوا إلى منازلهم بصحة جيدة، والبعض الآخر سيطرت عليه ثقافة “العيب” الاجتماعي، في حين لم يفصح البعض عن إصابتهم بالمرض، جراء إطلاق مرتزقة التحالف شائعة ما يسمى ” إبرة الرحمة”، وبروز حالة التشكيك بالكوادر الصحية، والأكثر من ذلك  ثقافة الإنكار بالمرض لدى بعض الحالات، دخلوا على إثرها في مضاعفات حادة أدت بهم إلى الوفاة.

التوعية الصحية السلاح الأول والفتاك في مواجهة كورونا

 

الخوف ووصمة العار

 

# يقول المعالج النفسي – ورئيس فرع نقابه الاخصائيين الاجتماعيين والنفسيين في محافظة ذمار – الدكتور مهدي العبري  لــ”وكالة الصحافة اليمنية”، ” إن الشعور بالقلق حيال الخوف من الإصابة بالمرض شعور طبيعي، يؤدي أحيانا كثيرة إلى تشكيل ما يسمى بــ” وصمة العار الاجتماعية” التي تخلق المزيد من الخوف أو الغضب باعتبار المرض جديد ولا يزال مجهول، وإلقاء اللوم على الآخرين”.

 

 

دكتور مهدي العبري ـ معالج نفسي

وأوضح أن انتشار الشائعات والمعلومات المغلوطة، حول كورونا، وتناولها بطريقة عشوائية في وسائل التواصل الاجتماعي، خلقت حالة من الفزع دون وعي كامل بالأثر النفسي على المتلقي.

 

 

مخاطر الشائعات

 

وبين العبري  أن من ضمن الأبعاد التي أسهمت في تأجيج الشعور لدى المريض بــ” وصمة العار”، متعلقة بطريقة العزل الصحي، ونظرة الجيران والمجتمع إليه، باعتباره مصدر للوباء، وتدني مستوى الوعي بمراكز العزل الصحي، والنظر إليها كنوع من أنواع العقاب والتخلص من المرضى، بينما تم تأثيثها وتجهيزها طبيا، بمئات الكوادر الطبية، الذين بذلوا جل وقتهم لإنقاذ حياة المرضى، مشيرا إلى أن عدم الإفصاح عن حالات الإصابة بالمرض، يصعب إنقاذ حياتهم في اللحظات الحرجة.

 

 

ليست جريمة

 

# من جهته أكد مدير إدارة الرعاية الصحية في مكتب الصحة العامة والسكان، الدكتور مجاهد الخطري، بأنه تم اتخاذ مجموعة من التدابير والإجراءات التوعوية والطبية العلاجية، لمواجهة كورونا منذ دخول كورونا دول الجوار، بتجهيز عدد من مراكز الحجر والعزل الصحي بأجهزة التنفس الصناعي، إلا أن الشائعات والدعايات المشككة بالإجراءات الطبية والعلاجية، استهدفت وعي المواطن، لتشكل تهديدا مباشرا لحياة المرضى.

 

دكتور مجاهد الخطري ـ مدير إدارة الرعاية الصحية في ذمار

 

أخطر من كورونا

 

وأوضح الخطري أن المرض لم يكن يوما ما جريمة أو عيبا، حتى يخجل الشخص المصاب من الإفصاح عن إصابته بالمرض، إلا أن خطورة انتشار المرض، تكمن بإنكار بعض المرضى بأنهم  مصابين، نتيجة اعتقادات وسلوكيات اجتماعية تشكل خطورة على أبناء المجتمع، أكثر من الفيروس ذاته، يدفع المصاب حياته ثمنا لتلك الثقافات والمعتقدات الخاطئة.

 

الابتعاد عن التجمعات

 

ودعا مدير إدارة الرعاية الاجتماعية في مكتب الصحة بذمار مجاهد الخطري، أبناء المجتمع، إلى أن يعي خطورة انتشار المرض، وأن يتغلبوا على عواطفهم، بالابتعاد عن التجمعات والزيارات في مختلف العادات والتقاليد الاجتماعية، التي قد تزيد من عدد الإصابات والوفيات.

 

استثمار الوباء

 

# فيما يرى الدكتور رمزي محمد مقبل – مساعد طبيب بالقول:” تم استثمار كورونا إعلاميا، ضمن الصراع الاقتصادي لأقطاب العالم، الذي ترك تأثيرات نفسية مباشرة على المواطنين، أثرت على مراحل متابعة علاج حالات الإصابة قبل نقلها إلى المرافق الصحية لتلقي الخدمة الطبية والعلاجية”.

 

 

رمزي محمد مقبل خالد ـ مساعد طبيب

وقلل من وباء كورونا، مقارنة مع وباء الإسهالات المائية الحادة ” الكوليرا “، الذي يعد أخطر  من كورونا، نظرا للمضاعفات التي تؤدي بالمريض إلى حدوث الجفاف، ودخوله مرحلة الفشل الكلوي، ثم الوفاة.

 

 

نشر الاطمئنان النفسي

 

# وشدد الأخصائي النفسي والاجتماعي، رئيس لجنة الرقابة والتفتيش باتحاد المعاقين بمحافظة ذمار، محمود مجلي، على ضرورة نشر  أساليب الاطمئنان النفسي بين المواطنين، والتعزيز الذاتي للثقة بقدرة الجهاز المناعي علي مواجهة ومقاومة الفيروس، والأهم من ذلك الرجوع إلى الله والثقة به، وقراءة القران والاستغفار.

 

محمود مجلي ـ اخصائي نفسي

مشيرا إلى أن وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، شاركت في خلق حالة الهلع والفزع النفسي لدى الكثير من خطر فيروس كورونا.

 

تشتيت الوعي

وأكد مجلي أن المبالغة في التهويل، ونشر الشائعات والمعلومات المتناقضة غير الصحيحة، ومجهولة المصدر، أسهمت في خلق حالة من الإرباك النفسي، وتشتيت مستوى الوعي الصحي لدى المواطن، وعملت على تهيئة الكثير من الناس للموت المحقق في حالة الإصابة.

 

سلاح فتاك

#  وبينَ مسؤول إدارة التدريب والتأهيل في الجمعية الطبية والتعليمية للخدمات الإنسانية ـ المدرب محمد القراضي، أن التوعية الصحية هي السلاح الأول والفتاك في مواجهة كورونا، بالإضافة إلى مكافحة الأفكار والشائعات الهدامة، والأوبئة والأمراض التي تعصف بأبناء الشعب اليمني، للعام السادس على التوالي.

 

 

محمد هلال القراضي ـ مسؤول التدريب في الجمعية الطبية والتعليمية

 

قد يعجبك ايضا