المصدر الأول لاخبار اليمن

مدير عام مديرية بكيل المير أحمد العرجلي: نواجه مشكلة مع مهربي المخدرات، وترحيل السعودية للأفارقة يفاقم المعاناة الإنسانية

 

تعتبر مديرية بكيل المير شمال محافظة حجة، إحدى مديريات التماس الحدودي بين اليمن والسعودية، وقد جعلها موقعها مسرحاً لأشكال متعددة من الجرائم سواء تلك المتعلقة بالجرائم التي يرتكبها النظام السعودي ضد المدنيين في المناطق الحدودية داخل اليمن، أو جرائم تهريب المخدرات إلى السعودية، حيث تعتبر مديرية بكيل المير أحد أهم المعابر لعصابات تهريب المخدرات.

الحوار التالي الذي أجرته ” وكالة الصحافة اليمنية” مع مدير مديرية بكيل المير الشيخ أحمد العرجلي، يكشف عن معاناة أبناء المديرية، والتحديات الأمنية الماثلة بعصابات تهريب المخدرات، والمشاكل الناجمة عن ترحيل المهاجرين الأفارقة من قبل السعودية إلى اليمن، فإلى مضمون الحوار :

حاوره / محمد الروحاني

معظم السكان فقدوا مصادر دخلهم

.. مديرية بكيل المير كغيرها من المديريات الحدودية التي تضررت بشكل كبير من الحرب على اليمن، حدثونا عن تأثير الحرب على المديرية وسكانها؟

. مديرية بكيل المير هي منطقة حدودية، يحدها من الغرب مديرية حرض ومن الجنوب مديرية مستبأ ومديرية وشحة، ومديرية قارة وجزء من مديرية قفلة عذر، ومن جهة الشرق يحدها مديرية سفيان التابعة لمحافظة عمران، ومن جهة الشمال الحدود السعودية، ومن جهة الشمال الشرقي مديرية الظاهر ومديرية حيدان التابعة لمحافظة صعدة. وهي مساحة شاسعة ومعظم سكانها كانوا يعتمدون على الرعي وتهريب القات قبل الحرب التي يشنها التحالف على اليمن، لكن الحرب والاستهداف الكبير التي تعرضت له المديرية أدى الى فقدان معظم المواطنين مصدر رزقهم، وهو ما أثر بشكل كبير على حياتهم المعيشية وأصبحوا يعيشون في أوضاع مأساوية، أما المناطق التي تقع في خطوط المواجهة فقد تحولت الى مناطق خالية خصوصاً عزلة العطن والمزرق ونزح جميع سكانها الى عبس ومستبأ ومخيمات في المزرق وبعض العزل الاخرى البعيدة عن المواجهة.

المنظمات الإنسانية غائبة

 . في ظل الاوضاع المأساوية التي  يعيشها أبناء المديرية، هل تقوم المنظمات الإنسانية بدورها كما يجب؟

للأسف دور المنظمات  يكاد يكون غائبا، فعدد السلات الغذائية التي تقدم للمديرية هي ستة آلاف وثلاثة مائة حالة فقط، وهي نسبة قليلة بعدد المحتاجين للمساعدة، إضافة الى أن المستفيدين يواجهون صعوبة في الحصول على هذه المساعدات بسبب عدم توفر مخازن للغذاء داخل المديرية، فالمخزن الرئيسي للمديرية  يقع في منطقة شفر بمديرية عبس، مما يضطر المستفيدين الى توكيل أشخاص لكي يستلموا المساعدات وبالتالي تذهب نصف المساعدات كأجور نقل.

. هل تواصلتم مع الجهات المعنية بخصوص هذا الموضوع؟

.. نعم، فنحن نحاول أن نخفف العبء على المواطنين، وتابعنا مسألة نقل المخزن الرئيسي من عبس الى مديرية مستبأ، وقد تم  نقله الى سوق الهيج وبدأ الصرف منذ الشهر الماضي، ومع ذلك لازال بعيدا عن المواطنين، وقد حددنا ستة مواقع وسلمناها لمنظمة الغذاء العالمي  لكي يستلم المواطن في هذه العزل سلته كاملة بدون أجور النقل .

نواجه مشكلة مع مهربي المخدرات والأفارقة المرحلين من السعودية 

.بالنسبة للوضع الامني كيف تقيمونه في المديرية؟

.. الوضع الامني جيد، ولكننا نواجه إشكالية  كبيرة مع الأفارقة الذين يتم ترحيلهم من السعودية بسبب جائحة كورونا وهم بالمئات، ورغم تخصيصنا لمراكز عزل في المديرية إلا أن هذه المراكز تمتلئ بسبب العدد الكبير مما يضطرنا الى نقل بعضهم الى مديرية عبس والى مناطق أخرى .

بالإضافة الى أننا نواجه مشكلة أخرى وهي مشكلة التهريب، فهناك خلايا كبيرة لتهريب المخدرات في المديرية، وخلال الشهر الماضي فقط تم إلقاء القبض على اكثر من ثلاثين مهربا من أبناء المنطقة ومن عدة مديريات أخرى في الحملة التي نفذتها شرطة المديرية.

. بما أن المنطقة تعتبر منطقة مواجهة، كيف يتم دخول المهربين الى الحدود السعودية؟

.. الحدود شاسعة ومفتوحة ولا يتوفر الكادر البشري لمراقبة هذه الحدود، بالإضافة الى أن أكثر المهربين هم من ابناء المنطقة، وبالتالي هم يعرفون الأماكن التي يتم التهريب من خلالها، وقد تم الاجتماع بعدد من مشائخ وعقال المديرية من قبل المحافظ وتوجيه إنذار لمنع عملية التهريب التي يقوم بها أبناء مناطقهم .

المديرية محرومة من كل مقومات الحياة  

. بالنسبة لتوفر الخدمات للمديرية؟

.. المديرية محرومة من كل مقومات الحياة، فالطرق غير متوفرة، ومشاريع المياه غير متوفرة، والمياه يضطر المواطنون للحصول عليها من الآبار في الوديان ويتم نقلها بواسطة الحمير، وهو ما يتطلب لفتة وعناية بهذه المديرية من قبل الحكومة والسلطة المحلية بالمحافظة .

أنهينا قضية ثار استمرت لسنوات 

. هناك قضية نود التطرق اليها وهي قضية  الثارات بين قبائل مديرية الجميمة وقبائل بني صوير بني عرجلة التي تتبع محافظة عمران التي تم توقيع الصلح فيها اثناء توليكم لمدير مديرية الجميمة، حدثونا عن الموضوع.

. هذه المديريات كانت من المديريات التي تم تغذية الثارات القبلية فيها من قبل النظام السابق، والتي استمرت لعشرات السنين، ومنها الثأر ث بين مديرية الجميمة التي تتبع محافظة حجة، ومديرية صوير بني عرجلة التي تتبع محافظة عمران التي استمرت لأكثر من خمسين عاما وراح ضحيتها العشرات من الجانبين .

وقد رفعنا بتقارير الى مكتب السيد عبد الملك – يحفظه الله –  وكان آخر تقرير تم رفعه أيام أحداث فتنة  كشر، حيث حصل هجوم في وقت تواجد لجنة علمائية تتبع المكتب التنفيذي لأنصار الله، وتم الرفع بالموضوع.. وبعد انتهاء فتنة حجور تم تكليف لجنة رئاسية برئاسة الشيخ نبيه ابو نشطان وتحت اشراف عضو المجلس السياسي محمد علي الحوثي، وتم إحضار خمسين شيخا من مشائخ الجميمية وخمسين شيخا من بني عرجلة، وتم اعداد الصلح والتوقيع عليه من الطرفين، وبعدها كلفت حملة عسكرية لإزالة المتارس والتحصينات وحسم الخلاف، وكان توقيع الاتفاق في تاريخ 10 اكتوبر 2019  والحمدلله انتهت قضية الثأر.

رسالة أخيرة  توجهونها عبر وكالة الصحافة اليمنية؟

..  نشكر المحافظ هلال الصوفي ومشرف عام المحافظة نايف أبو خرفشه على دعمهم وتعاونهم ومتابعتهم  ووقوفهم الى جانب أبناء المديرية.

قد يعجبك ايضا