المصدر الأول لاخبار اليمن

صحيفة بريطانية: السعودية بدأت بالفعل خطوات التطبيع مع إسرائيل

 

 

 

لندن: وكالة الصحافة اليمنية//

 

قالت بيل ترو، مراسلة صحيفة “إندبندنت” إن السعودية اتخذت عددا من الخطوات الصغيرة ولكن الحتمية باتجاه التطبيع إسرائيل. وما كان أمرا مستحيلا في الماضي لم يعد كذلك، ولكنه بات مرتبطا بالتوقيت.

فبعد قرار كل من الإمارات العربية المتحدة والبحرين فتح علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، ثارت التكهنات المحمومة حول السعودية وإن كان ملكها سلمان بن عبد العزيز “خادم الحرمين الشريفين” سيطبع العلاقات مع إسرائيل أم لا، مع أن الرئيس دونالد ترامب كان على يبدو متأكدا.

لكن وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان استبعد خطوة كهذه قبل تحقيق سلام شامل بين الفلسطينيين وإسرائيل، إلا أن الوقت والمواقف تتغير، فما كان مستحيلا وخياليا في الماضي، أصبح ممكن الحدوث على ما يبدو مهما كان.

وأشارت الكاتبة إلى أن صورة عن التغيرات في المواقف السعودية هي مقابلة الأمير بندر بن سلطان، السفير السابق للرياض في واشنطن مع قناة “العربية” السعودية. وهو شخصية بارزة بين الدبلوماسيين وفي العائلة المالكة، حيث شن هجوما حادا على القادة الفلسطينيين وطريقة ردهم على قرارات دول في الخليج بعقد اتفاقيات مع إسرائيل.

وكانت القيادة الفلسطينية موحدة في موقفها الرافض لتطبيع دول الخليج، رغم ما تتسم به هذه القيادة من خلافات، ووصفوا الخطوات التطبيعية بـ”الطعنة في الظهر” و”الخيانة للأقصى” خاصة أن الاتفاقيات لم تحمل أي ضمانات لوقف الضم الإسرائيلي لمناطق في الضفة الغربية، وجاءت مخالفة للإجماع العربي في بيروت عام 2002 أو ما عرف بالمبادرة العربية التي عرضت التطبيع مع إسرائيل مقابل انسحابها من الأراضي التي احتلتها في عام 1967.

وبدلا من موافقة الأمير بندر على هذا، اتهم القيادة الفلسطينية بالفشل واستغلال قادة دول الخليج والسعودية. مرددا موقف دبلوماسي إماراتي أخبر الكاتبة أن الخليج “ليس هدية” للفلسطينيين.

وأشارت الكاتبة إلى تعبيرات الأمير بندر التي وصف فيها الخطاب الفلسطيني بـ”الواطي” وأنه ليس خطابا متوقعا من قادة يحاولون الحصول على دعم دولي لقضيتهم. وهاجم بندر القادة الفلسطينيين خاصة الزعيم الراحل ياسر عرفات الذي وقف مع صدام حسين في غزوه للكويت عام 1990. وقال: “باتوا مقتنعين ألا ثمن لدفعه مقابل أخطائهم التي ارتكبوها ضد القيادة أو الدولة السعودية أو القيادات الخليجية ودولها”.

وعلقت الكاتبة على ما قاله الأمير بندر بأن الظروف والوقت قد تغيرا. وتقول إن هذا ليس موقفا استثنائيا في المملكة، مشيرة إلى ما قاله علي الشهابي، المحلل السعودي معلقا على تصريحات الأمير بندر بأنها “تراكم إحباطات” من القيادة الفلسطينية داخل السعودية.

وقال: “على القيادة الفلسطينية الإنصات وبعناية لهذا، ومعرفة أن سلوكهم سيؤدي لخسارتهم أهم داعم لهم في الحكومة السعودية”. وأضاف أن الكثيرين في الخليج يعتقدون أن القيادة الفلسطينية “عجوزة ومنفصلة عن الواقع”.

ولم تكن مقابلة الأمير بندر هي الأولى التي تظهر تحولا في الموقف السعودي. ففي الشهر الماضي ناشد إمام الحرم المكي المسلمين تجنب “التعبيرات العاطفية والحماسية” ضد اليهود في خطبة نقلها التلفزيون السعودي. وهو تحول من الشيخ عبد الرحمن السديس الذي كان في الماضي يبكي وهو يتحدث عن فلسطين ويدعو للفلسطينيين بالنصر “على الغزاة والمعتدين” اليهود. وكانت الخطبة بمثابة فحص من الحكومة لمزاج السعوديين أو أنها تحاول تطوير أفكار جديدة.

كما أن قرار الإمارات والبحرين المضي في التطبيع لم يتخذ بدون ضوء أخضر من السعودية. وساعدت المملكة الإمارات بالاتفاق من خلال السماح للطيران الإسرائيلي التحليق في أجوائها، حيث طارت طائرات “إلعال” من تل أبيب إلى أبو ظبي. وقال عزير الغشيان الباحث السعودي بجامعة إسكس: “من الواضح أن السعودية لم تعرقل” بل “سهلت هذين الاتفاقين”.

ولاحظ الغشيان تحولا مهما في مواقف الشارع العربي بعد 2011 ورفضه القومية والوحدة العربية التي كانت أساس دعم القضية الفلسطينية. كما أن التقاء المصالح الخليجية مع إسرائيل ضد إيران والإخوان غيرت المواقف أكثر. ولكن الغشيان يرى أن العدو المشترك لن يكون دافع السعودية الرئيسي للتطبيع مع إسرائيل ولكن المصالح المالية والتجارية خاصة في ظل محاولات إصلاح الاقتصاد وجعله أقل اعتمادا على النفط.

لكن السعودية التي تعتبر من أقوى وأكبر دول الخليج تمقت أن ينظر إليها بأنها تطبع علاقاتها مع إسرائيل أسوة بما فعلته الإمارات والبحرين. وستجد السعودية التي تقدم نفسها على أنها زعيمة المسلمين وحارسة الأماكن المقدسة صعوبة في السير نحو التطبيع. إلا أن الأمير بندر كان واضحا في حديثه عن تغير الظروف والزمن. وربما لن تتخذ السعودية القرار في أي وقت قريب، لكن الخطوة تبدو محتومة.

 

…………………………………..

ترجمة خاصة بصحيفة “القدس العربي”

قد يعجبك ايضا