المصدر الأول لاخبار اليمن

تكتم صنعاء يفضح هوية منفذ اغتيال الصماد..!

تحليل خاص : وكالة الصحافة اليمنية لم يكن الاتهام الذي وجهه قائد الثورة اليمنية السيد عبد الملك الحوثي لأمريكا باغتيال الرئيس الصماد ، مجرد تفريغ لحالة غضب ، فالأعداء قبل الاصدقاء يعرفون أن السيد عبدالملك الحوثي يمتلك من الثبات والاتزان ما لا يمكن سلبه مهما كانت الضغوط. و ما يبدو واضحاً أن دور الولايات المتحدة […]

تحليل خاص : وكالة الصحافة اليمنية

لم يكن الاتهام الذي وجهه قائد الثورة اليمنية السيد عبد الملك الحوثي لأمريكا باغتيال الرئيس الصماد ، مجرد تفريغ لحالة غضب ، فالأعداء قبل الاصدقاء يعرفون أن السيد عبدالملك الحوثي يمتلك من الثبات والاتزان ما لا يمكن سلبه مهما كانت الضغوط.

و ما يبدو واضحاً أن دور الولايات المتحدة في اغتيال الصماد لم يقتصر على المساهمة بتوفير المعلومات ، أو الدعم المساند (اللوجيستي)، بل تشير الدلائل ان امريكا هي الفاعل الرئيسي لعملية الاغتيال .

في اليوم التالي لاغتيال الصماد اصدرت الخارجية الامريكية بياناً تحدثت فيه عن انها تساعد التحالف لتجنب سقوط ضحايا بين المدنيين، لم يسبق للخارجية الامريكية أن اصدرت بياناً مماثلاً ، وكان هذا البيان هو الاول من نوعه الذي يصدر عن الخارجية الامريكية عقب جريمتي عرس بني قيس في حجة واعلان اغتيال الصماد .

قد يتسائل البعض لماذا لم يتعرض الصماد للاغتيال في صنعاء ، والحقيقة ان ذلك لم يكن سهلاً بالنسبة للتحالف (الامريكي – السعودي) ، نظراً للاحتياطات الأمنية المتوافرة في صنعاء، الامر الذي تطلب تواجد الرئيس الصماد في الحديدة حيث يحشد التحالف امكانياته لغزو الحديدة من جهة الجنوب، وعلى مقربة من ساحل الحديدة في المياه الدولية للبحر الاحمر تعسكر السفن الحربية الامريكية التي يحمل بعضها عدد  من الطائرات الحربية يمكنها أن تقلع وتهبط على تلك السفن ، وبحسب خبراء عسكريين فإن طائرة من طراز(إف – 16)  لا تستغرق اكثر (15) دقيقة على الاكثر لبلوغ اجواء الحديدة وتنفيذ الجريمة في زمن قياسي إنطلاقاً من تلك السفن ، وقد مثل تواجد الرئيس الصماد في الحديدة فرصة مثالية بالنسبة للأمريكيين للقيام بالعملية، خصوصاً انه قد سبق للبحرية الامريكية أن هيئة المناخات المناسبة للقيام بأي عمليات ضد اليمن عندما قامت بتدمير ثلاثة مواقع للرادارات البحرية اليمنية على سواحل البحر الاحمر في (13) اكتوبر (2016)، وهي الواقعة التي تؤكد  أن  واشنطن  لاتعتمد دائماً على الوكلاء، وان الامريكيين يضطرون للتدخل مباشرة في بعض المواقف.

وحول جريمة اغتيال الرئيس الصماد فإن لدى واشنطن الكثير من الاسباب التي تحول دون الاعتراف باقتراف  جريمة اغتيال الصماد ،اهم تلك الاسباب يتمثل بالخوف من الفضيحة التي يمكن ان تثيرها عملية التدخل الامريكي المباشر في الحرب على اليمن، حيث تدعي واشنطن ان تدخلها يقتصر على الدعم بالمعلومة الاستخباراتية وتقديم النصح وتزويد طائرات السعودية الاماراتية بالوقود ، واي افصاح عن قصف امريكي مباشر سيؤدي إلى إثارة الرأي العام داخل الولايات المتحدة والعالم ، إضافة إلى تجنب المسئولية القانونية المترتبة عن اغتيال شخصية سياسية تحظى بحماية القانون الدولي ، كما أن عدم إقرار الامريكيين  يتيح لواشنطن التنصل من الخلجيين في حال ردت اليمن على جريمة اغتيال الرئيس، وبما يجعل من الامريكيين  امام العالم مدافعين عن انفسهم في حال طالهم الرد عن جريمة إغتيال الصماد كما توعد اليمنيين.

لكن التكتيك الذي اتخذته اليمن في التكتم على نباء اغتيال الصماد، جعل الأمر يبدو أكثر وضوحاً في تحديد الجهة التي نفذت جريمة الاغتيال ، فلو كانت السعودية أو الامارات هي صاحبة العملية لكانت اعلنت منذ الوهلة الأولى عنها، ولم تنتظر إلى أن تم الكشف عن الأمر من قبل المجلس السياسي الأعلى في صنعاء بعد مضي خمسة ايام من حدوث الجريمة ، الأمر الذي يؤكد أن السعوديين ليسوا الفاعلين الاساسيين لجريمة اغتيال الصماد، مع احتمالات أن يكون دورهم مقتصراً – من باب المجاز- على كبس زر اطلاق القذائف القاتلة دون ان يعرفوا نوعية الهدف الذي تم قصفه ، وبمعنى اخر قد يكون دور السعوديين او الاماراتيين مثل دور طفل يضغط على ازرار الاطلاق دون وعي .

الامر الذي يتجاوز مجرد التكهنات بغرض تحميل امريكا المسئولية عن جريمة اغتيال الرئيس الصماد، فمن الاسهل إلقاء اللائمة على السعوديين الذين باتوا تحت مرمى الصواريخ اليمنية  لكن صنعاء تمتلك من الوعي ما يجعلها تعرف أن العدو الحقيقي يكمن في الولايات المتحدة  بعيداً عن السذاجة التي تدير بها واشنطن دولاً مثل السعودية والامارات .

قد يعجبك ايضا