المصدر الأول لاخبار اليمن

تحقيق دولي يكشف الانتهاكات التي يتعرض لها جرحى التحالف في تعز

ترجمة خاصة / وكالة الصحافة اليمنية //

نشر موقع ” ميدل أيست أي” تحقيق أجرته منظمة إعلاميون من أجل الصحافة الاستقصائية العربية  “أريج”  حول تعرض الجرحى من مقاتلي التحالف في تعز، لانتهاكات خطيرة واهمال طبي متعمد في المستشفيات التي تمولها السعودية بين عامي 2016 و 2018.

ويؤكد التحقيق انه تم إجراء عمليات بتر غير ضرورية لجرحى من قوات التحالف، أصيبوا خلال الحرب في ثلاثة مستشفيات خاصة، هي الروضة، والصفوة، والبريهي، تمولها وكالة إغاثة حكومية سعودية ، وفقًا للأطباء والمسؤولين الصحيين.

وقد وجد التحقيق ، المدعوم بشهادات الأطباء والمسؤولين الصحيين والجرحى وعائلاتهم ، أن الإجراءات المناسبة لم يتم اتباعها من قبل الطاقم الطبي الذي يصرح بإجراء العمليات الجراحية ويؤديها.

وقالت الدكتورة إيلان عبد الحق ، نائب محافظ تعز للشؤون الصحية ، لـ”أريج” إنه في كثير من الحالات يبدو أن البتر قد تم دون داع.

وقالت ايلان عبد الحق “المصاب يدخل المستشفى بجروح من الدرجة الأولى يجب على المختصين التعامل معها لكن العاملين في المستشفى هم من الخريجين المدربين حديثًا وبدلاً من علاجهم يزيد من إصابتهم”.

وقال الدكتور مختار المالك ، جراح العظام الذي عمل في المستشفيات الثلاثة ، لمعهد الأبحاث التطبيقية – القدس (أريج): “للتخلص من هذه التكاليف الإضافية المدفوعة للأطباء ، اختارت المستشفيات البتر.

وقال “مختار” إنه رفض إجراء عمليات بتر قام بها فيما بعد موظفين آخرون.

وقالوا إن عمليات البتر تُفضل أحيانًا على الإجراءات الأكثر تعقيدًا والأكثر تكلفة والتي ربما تمكن الجرحى من التعافي الكامل لأنها كانت أرخص.

وقال بعض الأطباء إنهم حاولوا إثارة مخاوف المسؤولين من اجراء عمليات البتر في ذلك الوقت في تلك المستشفيات.

ووصف جراح العظام “د.مختار ” حالة وضع احدى الحالات قال فيها إن “مديري مستشفى الصفوة عرقلوا جهوده لإنقاذ ساق الجريح”.

وقال مختار: “وصلت إلى غرفة العمليات ورأيت الجريح، طلبت أن نحاول إنقاذ ساقه ، لكن إدارة المستشفى رفضت بحجة تضرر العظام ،واضاف “د.مختار” إنه يمكنه إجراء عملية جراحية لإصلاح العظام طالما يمكن لجراح الأوعية الدموية أن يعمل على أوردة الرجل التالفة.

لكن مديري المستشفى ، على حد قول “د.مختار”  ، أخبروه أن الجريح “سيحتاج عدة عمليات على مدار عام كامل ، ونحن في حالة حرب”.

وكان رده  للمسؤولين:  إذا كان قراركم هو البتر ، يمكنكم الاتصال بطبيب آخر .

وسأل موقع ” ميدل ايست آي”  مستشفى الصفوة عن مزاعم “د.مختار” ،ولم  يرد  مدير عام المستشفى  بشكل مباشر.

من جانب اخر،قال الدكتور أبو ذر الجندي ، عميد كلية الطب بجامعة تعز ، في تصريح لمعهد أريج ، إنه كان ينبغي أن يكون هناك إجراء معياريًا في مثل هذه القرارات يتم اتخاذها بشكل جماعي من قبل العديد من الأطباء ذوي التخصصات الطبية ذات الصلة.

لكن الوثائق التي اطلعت عليها أريج تشير إلى أن هذا لم يحدث بشكل روتيني في مستشفى البريهي.

وتقع جميع المستشفيات الثلاثة في مبان سكنية محولة ، وليس في منشآت طبية مبنية لهذا الغرض.

مدير مستشفى الصفوة حاول التحجج بنقص الإمكانيات، لتبرير بتر اطراف الجرحى، لكنه تراجع عن كلامه وأردف قائلاً: المستشفى مجهز بكل ما يلزم لاتخاذ الإجراءات اللازمة للحفاظ على الحياة.

ولم يستجب مستشفي البريهي ومستشفى الروضة لطلبات متكررة للتعليق.

وطبقاً للأطباء الذين عملوا في المستشفيات الثلاثة ، فقد دفع مركز الملك سلمان للإغاثة 4،000 دولار عن كل بتر.

وقالوا إن عمليات البتر تُفضل أحيانًا على الإجراءات الأكثر تعقيدًا والأكثر تكلفة والتي ربما تمكن الجرحى من التعافي الكامل لأنها كانت أرخص.

 

بعض الجرحى فضلو تحمل نفقات العلاج ورفضو البتر 

 

وفي بعض الحالات ، يقول الجرحى إنهم تمكنوا من رفض عمليات البتر والتعافي التام من إصاباتهم.

في يوليو / تموز 2017 ، أصيب سهيل النجاشي ، 18 عامًا ، بعدة أعيرة نارية ، بما في ذلك في ساقه، وقال إن الأطباء في مستشفى الروضة وأخرين من المتعاقدين مع مركز الملك سلمان، نصحوه  بأن البتر وحده هو الذي سينقذ حياته.

وقال إنه طلب من المستشفى الاتصال بالدكتور “مختار” ، الذي قال له سابقًا إنه لا يحتاج إلى بتر. لكنه قال إن هذا الطلب رُفض.

وقال النجاشي “لأريج”: “استلقيت على سرير العمليات مرتين لغرض البتر”.

إلا أنه رفض أخيراً الخضوع للعملية. وبدلاً من ذلك قرر السفر إلى مصر حيث تم علاج إصاباته بنجاح على نفقته الخاصة.

وقال جرحى آخرون لمعهد الأبحاث التطبيقية – القدس (أريج) إنهم طلبوا العلاج في مستشفيات أخرى في تعز بعد أن قيل لهم إنهم بحاجة إلى بتر في تلك المستشفيات.

قال صلاح ثابت إسماعيل ، 28 عاماً ، إن الأطباء في مستشفي الصفوة والبريهي نصحوه بإجراء عملية بتر بعد إصابته ، وبدلاً من ذلك ، ذهب إلى مستشفى تعز حيث عولجت إصاباته بنجاح.

وقال إسماعيل: “لقد لجأت إلى تمويل علاجي حتى أتمكن من المشي على قدمي”.

وقال عبد الملك يولدا شاف ، جراح العظام الأوزبكي الذي عالج إسماعيل ، لأريج: “لم نفكر ولو للحظة في بتر صلاح”.

 وأدى العدد الكبير لعمليات بتر الأطراف في المستشفيات الثلاثة في تعز إلى دعوات من قبل المسؤولين المحليين لتعليق نقل الجرحى إلى المرافق في عامي 2017 و 2018.

واكتشف معهد الأبحاث التطبيقية – القدس (أريج) أن المشاكل في المستشفيات قد أثيرت أيضًا من قبل مؤسسة “سكوب” ، وهي منظمة مقرها الرياض تم التعاقد معها من قبل مركز سلمان للإغاثة لمراقبة عمل المستشفيات التي تعاقد معها المركز.

وأوضح تقرير سكوب بتاريخ يناير 2018 ، حصل عليه معهد الأبحاث التطبيقية – القدس (أريج) ، أن لم يتم التعاقد مع جراحي الأوعية الدموية في المستشفيات ما أدى إلى التساهل في عمليات البتر.

لكن اثنين من موظفي سكوب تحدثا شريطة عدم الكشف عن هويتهما قالا لمعهد الأبحاث التطبيقية – القدس (أريج) إن مركز الملك سلمان للإغاثة غير راغب في تنفيذ المراقبة في المستشفيات التي تم التعاقد معها.

في نهاية المطاف ، على حد قولهم موظفي سكوب ، أوقف مركز الملك سلمان للإغاثة عمل سكوب في مارس 2018 بعد أن قدمت المؤسسة تقريرًا يوضح بالتفصيل الظروف المتدهورة والانتهاكات التي يتعرض لها الجرحى داخل مستشفيات تعز.

قد يعجبك ايضا