المصدر الأول لاخبار اليمن

صراعات أعراب التحالف في اليمن تجبر أمريكا على الانخراط المباشر في المعركة

خاص / وكالة الصحافة اليمنية يوماً بعد اخر تخرج الأمور عن السيطرة في المحافظات اليمنية الواقعة تحت الاحتلال، والخلاف الناشب حول جزيرة سقطرى لم يكن من وجهة نظر عدد من المراقبين سوى محصلة لتفاعلات سابقة بين الاحتلال السعودي واتباعه من جهة والاحتلال الاماراتي واتباعه من جهة اخرى ، يرمي في المحصلة إلى تقاسم جنوب اليمن […]

خاص / وكالة الصحافة اليمنية

يوماً بعد اخر تخرج الأمور عن السيطرة في المحافظات اليمنية الواقعة تحت الاحتلال، والخلاف الناشب حول جزيرة سقطرى لم يكن من وجهة نظر عدد من المراقبين سوى محصلة لتفاعلات سابقة بين الاحتلال السعودي واتباعه من جهة والاحتلال الاماراتي واتباعه من جهة اخرى ، يرمي في المحصلة إلى تقاسم جنوب اليمن بين المحتلين.

تعبيرات الصراع بين الفصائل المؤيدة للاحتلال السعودي من جهة وفصائل الموالية للإمارات ، اخذت تتواصل لتشكل ركام من الفوضى والمواقف المؤيدة للتحالف في المجمل والمعادية للتحالف في التفاصيل مما يجعلها تحمل المشروع في يد وتنقضه في اليد الاخرى بشكل يتنافى مع ابسط القواعد السياسية ، ويجعل المؤيدين لتلك الفصائل ينظرون بعين الريبة لتلك الفصائل وللتحالف ، الأمر الذي قد يؤدي إلى انتزاع الثقة وما يترتب عليها من امكانية  نشوء جماعات اخرى خارج المظلة الامريكية ،  بعيداً عن المشروع الامريكي الذي اتخذ من  التحالف واتباعه اداة لتمرير مشروع يفضي إلى تمزيق الجميع بأقل الخسائر الممكنة ، وبعيداً عن استنزاف الثروة والوقت في صراعات الاعراب الصغيرة.

وفي سياق الصراعات التي ارتفعت وتيرتها منذ الثاني من مايو الجاري، بينما افاقت مدينة عدن صباح اليوم على عبارات تملئ جدران الشوارع مطالبة برحيل (الاحتلال الاماراتي) بحسب الانباء الواردة من عدن، وهي احدى اشكال التعبير المناوئة للاحتلال الاماراتي في الجنوب والتي اخذت اصواتها ترتفع بعد اقل من اسبوع على اعلان تأسيس ما يسمى ب(الائتلاف الوطني الجنوبي) والذي انشئه حزب الاصلاح مع تشكيلات سياسية جنوبية في الرياض بدعم من عبد ربه ، ليكون بديلاً للمجلس الانتقالي ، خوفاً من انفراد (الانتقالي) بتمثيل القضية الجنوبية ، بعد ان حظيت  القضية الجنوبية بدفعة من خلال  احاطة المبعوث الدولي جريفت امام مجلس الامن ، ويرى المراقبون ان هادي لم يعد فاعلا حقيقيا في الاحداث، وان السعودية هي المحرك الرئيسي لانشاء (الائتلاف) في اطار الصراع الواضح الذي يعتمل بين السعوديين والاماراتيين حول السيطرة على اكبر جزء ممكن من ارض اليمن ، مما دفع دول الاحتلال للتسابق بشكل هزلي إلى  استثمار القضية الجنوبية ، خصوصاً أن الاحداث قد اثبتت أن (شرعية) عبدربه لم تعد سوى شماعة يعلق عليها التحالف ذرائعه للمضي بتمزيق واحتلال البلاد.

في المقابل  اصدر المجلس الانتقالي  في حضرموت اليوم  بياناً شديد اللهجة طالب فيه بإجلاء قوات علي محسن من وادي وصحراء حضرموت ، واضاف البيان أن قوات علي محسن تشكل خطراً على اليمن والجزيرة العربية ، واتهم البيان قوة علي محسن بممارسة الابتزاز على دول التحالف عبر تقديم كشوفات تطالب بمستحقات (200) الف ضابط وجندي، لم ينخرطوا في اي مواجهات مع من وصفهم البيان (القوات الانقلابية) .

وقال البيان ان (إصرار الجنرال الأحمر على  بقاء قوّاته متمركزة في هذه المناطق رغم الحاجة لها في معركة الأمة ضد المليشيات الإيرانية الانقلابية، يؤشر للدور الخطير الذي قامت وستقوم به مستقبلاً خاصة وأن عقيدتها القتالية مستمدّة من العقيدة الإخوانية الانتهازية التي تتحيّن الفرص للانقضاض على الثروات واستهداف بنيان الدول الوطنية وتفكيكها لصالح المشروع الإخواني العالمي.) واضاف البيان ان بقاء هذه القوّات في هذه المنطقة الحيوية لا يشكل خطرا على حضرموت والجنوب فقط ، بل يشكّل خطرا حقيقيا على عموم إقليم الجزيرة والخليج وخاصة المملكة العربية السعودية.

لكن اخلاص المجلس الانتقالي للاحتلال الاماراتي لا يقابل بنفس الاخلاص من قبل الاماراتيين ، فبينما يبدي الانتقالي كامل الخضوع للاحتلال الاماراتي من اجل الحصول على دعمه في مشروع الانفصال، لا يبدي الاماراتيين لا يعيرون رغبات (الانتقالي) الكثير من الاهتمام  فيما يخص مسألة دعم طارق صالح ، دون اكتراث لهذه المسألة التي يوليها (الانتقالي) حساسية بالغة من خلال الرفض القاطع  للربط بين الشمال والجنوب بأي طريقة كانت، الأمر الذي طرأت على اساسه  مشاكل انعدام ثقة بين (الانتقالي) والاحتلال الامارات، وتظهر ازمة انعدام الثقة بين الطرفين بوضوح في الساحل الغربي ، من خلال الانسحابات المتتالية للمسلحين الجنوبيين من قوات طارق في الساحل الغربي ، بينما يحاول اعلام (الانتقالي) اظهار المسلحين الجنوبين في قوات طارق باعتبارهم قوة  تتمتع باستقلالية كاملة عن قوات طارق صالح.

 خلافات المتحالفين انعكست بدورها على احزاب اللقاء المشترك الذي اصدر اليوم بياناً غابت عنه ثلاثة من المكونات الرئيسية ل(لمشترك) والمتمثلة بالحزب الاشتراكي ، والناصري ، وحزب البعث، لتظهر (احزاب اللقاء المشترك) مجرد هيكل اجوف لم يعد يضم سوى حزب الاصلاح فقط، بيان المشترك طالب السعودية بسحب القوات الاماراتية ، بشكل يفتقر للمنطق ، ويظهر انه ليس اكثر من بيان مناكفة  وجهت به السعوديون ضد الامارات، إذ كيف يمكن اعتبار تواجد الاماراتيين في سقطرى احتلالاً، وتواجدها في بقية الاراضي اليمنية أمراً طبيعياً!

في المقابل يبدو الوضع في صنعاء اكثر ثباتا واستقرار، والثورة التي كانت امريكا ترغب في القضاء عليها خلال اسبوع واحد عن طريق تشكيل ذراع التحالف، دخلت العام الرابع وهي تزداد قوة على مختلف الاصعدة العسكرية والسياسية ، رغم انتهاج ابشع واقذر اساليب الحرب العسكرية والاقتصادية ضدها.

ذلك الخليط المركب من الخلافات والازمات بين التحالف الذي انتدبته واشنطن لتنفيذ المهمة العسكرية في اليمن ، يؤكد بأن الوضع في اليمن ينذر بأن المسار المرسوم لإعادة اليمن إلى بيت الطاعة الامريكي اخذ ينحرف إلى زوايا ضيقة ، على مقاسات اعراب النفط ولا ينسجم مع المخطط الامريكي .

الامر الذي كان لابد معه لواشنطن أن تعلن عن حضورها في ميدان المعركة العسكرية بشكل سافر، استكمالاً لدور السياسي الذي لعبته واشنطن من اجل توفير الغطاء والحصانة للتحالف خارج القانون الدولي ،وهو اعلان تهدف من وراءه واشنطن إلى إرسال رسالة للمجتمع الدولي مفادها أن الولايات المتحدة لم تعد تمتلك ما يكفي من الصبر لممارسة دور اللاعب الخفي في الحرب ضد اليمن، ولابد من حضور امريكي مباشر وعلى الجميع في دول العالم عدم الاعتراض، وترك  ساحة الصراع في اليمن  حكراً على الامريكيين ، وأن على جميع الدول المؤثرة على الساحة الدولية القبول بذلك ، أو الاستعداد لمواجهة امريكا في اليمن على غرار الصراع في سوريا.

قد يعجبك ايضا