المصدر الأول لاخبار اليمن

كيف فضحت أحداث شبوة توجهات التحالف لاستبعاد حزب الإصلاح في اليمن؟

تحليل/ وكالة الصحافة اليمنية //

 

اليمن الذي عرف منذ القدم أنه سعيداً أصبح اليوم يمناً بائساً يشوبه الدمار والموت والجوع، وكل ذلك جرى بسبب المؤامرات والأطماع الدولية والأمريكية والصهيونية والبريطانية والسعودية والإماراتية على اليمن السعيد، حيث استطاعت تلك القوى الاستعمارية التي تخطط للمنطقة إحداث فوضى عارمة في اليمن عن طريق خلق النزاعات الطائفية والقبلية فيه خاصة فيما بين أبرز وكلاء تلك القوى، من خلال مساهمة تلك الدول وعلى رأسها الولايات المتحدة في تمويل أطراف على حساب أطراف أخرى.

 

عززت التطورات الأخيرة التي تشهدها محافظة شبوة شرق اليمن، حقيقة نوايا السعودية والإمارات تجاه حليفهما اللدود حزب التجمع اليمني للإصلاح “فرع الإخوان في اليمن”، في المناطق المحتلة جنوب اليمن.

وفي حين تتواصل حملة تبادل الاتهامات بين الخصمين اللدودين حزب الإصلاح و”المجلس الانتقالي الجنوبي” حول عرقلة تنفيذ “اتفاق الرياض” بشقيه الأول والثاني، تعالت الأصوات بين وكلاء التحالف التي تتهم دول الاحتلال السعودية والإمارات بإشعال فتيل الصراع بين الطرفين من جديد.

الدعم السعودي المقدم للمجلس الانتقالي بات يوفر غطاء سخياً للانفصالين أكثر مما كانوا يحصلون عليه مع الإمارات في اطار لعبة تبادل الأدوار والتمويه بين الرياض وأبو ظبي.

حيث اعتبرت قيادات الصف الثاني لحزب الإصلاح، “أخر القوى اليمنية المتمسكة بالرئيس المنتهية ولايته “هادي”، أن دور القوات السعودية التي تسلمت زمام السلطة في محافظات عدن والمهرة وحضرموت وشبوة ومأرب، لا يختلف كثيراً عن سابقتها الإماراتية، مضيفين أن قوات السعودية منذ أن حلت في المحافظات المحتلة، لم تقدم أي حلول ناجعة يمكنها نزع فتيل الصراع الدموي بين وكلاء التحالف “الإصلاح والانتقالي”، بل أن وكلاء الامارات باتوا يتلقون الدعم الكامل من السعودية لتمكينهم من السيطرة على المحافظات الجنوبية المحتلة، بشكل أفضل مما كان عليه الوضع على يد الإمارات.

بينما يشير مراقبون، إلى أن ما تقوم به دول التحالف من استبعاد الميليشيات المسلحة التابعة للإصلاح في محافظة شبوة، واستبدالها بقوات تابعة لـ”الانتقالي” ليست أكثر من مناورة، الغرض منها امتصاص أي ردة فعل قد تنجم عن ميليشيا الإصلاح وحلفاءهم من مسلحي بعض القبائل والعناصر الإرهابية في حال كانت تلك الإجراءات صادرة عن الاحتلال الاماراتي، حيث أن ما تقوم به السعودية لا يختلف كثيراً عن ما قامت به الامارات تجاه “حكومة هادي”، وكل ما في الأمر أن حزب الإصلاح يعتقد واهماً أن التحالف القائم بينه وبين السعودية سيوفر له الحماية وسيضمن له التحكم بالمناطق المحتلة باسم “حكومة هادي”.

لكن الوقائع على الأرض، يؤكد أنه لن يمر وقت طويل قبل أن تتعرض ميليشيا الإصلاح لضربة قاسمة من قبل طيران الاحتلال السعودي، تشابه تلك التي تعرضت لها من قبل الطيران الاماراتي اثناء المواجهات مع قوات “الانتقالي” أواخر أغسطس 2019.

 

قصف طيران التحالف لمسلحي الإصلاح مقدمة لضربات عسكرية قادمة

 

ولعل الضربة الجوية الأخيرة التي تلقتها ميليشيا الإصلاح في مرخه العليا خاصة تلك القوات التي تم إعدادها تحت مسمى “قوات حماية المنشآت النفطية” لتسلم حقول النفط بمحافظة شبوة ومنشآت بلحاف من يد قوات الاحتلال الإماراتي، هي مقدمة لضربات جوية مماثلة من قبل الطيران الحربي لقوات الاحتلال السعودي والإماراتي في الأيام المقبلة.

ويرى مراقبون أن إخلاء المدن الجنوبية المحتلة من ميليشيا الإصلاح، أظهرت الكثير من الدلالات التي تؤكد أن السعودية تدعم التوجه الانفصالي لـ”المجلس الانتقالي الجنوبي”، بشكل لا يقل حماسة عن دعم الاماراتيين للانفصال في اليمن، وخلال الأيام الماضية، وجهت قيادة الاحتلال السعودي في شبوة، بتسليم أهم جبهات القتال ضد قوات حكومة الإنقاذ بالمحافظة لتكون تحت سيطرة مجاميع الانتقالي المسلحة، في عسيلان ومرخة العليا وأخيراً في مدينة عتق مركز المحافظة الغنية بالنفط، حيث قامت ميليشيا الانتقالي بإزالة الاعلام الوطنية من شوارع المدينة ومن المباني الحكومية تحت مرآي ومسمع ميليشيا الإصلاح التي وقفت عاجزة امام الأوامر السعودية التي مثلت ضربة موجعة لحزب الإصلاح، الذي بدء بفقدان محافظة مأرب لصالح قوات حكومة الإنقاذ الوطني في صنعاء.

وعلى الرغم من ما يبديه الحزب من استعداده الكبير لتلبية كل مطالب التحالف حتى وان كانت على حساب تقسيم اليمن، إلا أن التحالف يرى في الحزب مجرد أداة بيد جماعة حركة الاخوان الدولية التي تتحكم بها قطر وتركيا، وبأنه طرفاً يسعى للحصول على نصيب من “كعكة اليمن” بغرض توظيفها لصالح الحركة العالمية لجماعة الاخوان المسلمين، التي تتقاطع مصالحها مع مصالح دول التحالف.

وبعيداً عن الفعل وردة الفعل المتبادلة بين ميليشيات الإصلاح و”الانتقالي”، تكاثرت الدعوات الصادرة عن إعلاميين وسياسيين سعوديين،  إلى اقصاء حزب الإصلاح، من المشهد اليمني، من خلال مطالبتهم دول التحالف، بتمكين “الانتقالي” من مقاليد السلطة في المناطق المحتلة واستبعاد حزب الإصلاح ممثل الحركة  الدولية لجماعة الاخوان المسلمين في اليمن.

ويعتقد كثير من المراقبين أن التصريحات الصادرة عن الإعلاميين والمتحدثين السعوديين، تعبر في حقيقتها عن توجهات مضمرة لدى نظام الحكم السعودي، تجاه جماعة الاخوان في اليمن، خصوصاً ان الحديث يتم عن دولة لا تتواجد فيها حرية رأي بحسب شهادات المنظمات الدولية، وأن الأحاديث الصادرة عن مصدر من هنا أو هناك، هي مجرد تعبيرات عن وجهة نظر القصر الملكي في الرياض.

قد يعجبك ايضا