المصدر الأول لاخبار اليمن

من القدس وسقطرى.. تركيا تستعيد عافيتها

خاص : وكالة الصحافة اليمنية منذ تعرض لمحاولة انقلاب فاشلة، انشغلت القيادة التركية برئاسة أردوغان بإعادة ترتيب الصف الداخلي التركي، والتخلص من المعارضين والزج بالمتورطين في ذلك الانقلاب بالسجون ومحاكمة البعض منهم، ومن حينها انحسر الدور التركي الخارجي الذي كان قد نشط الى أعلى مستوياته إبان ثورات “الربيع العربي”، الى نقطة الصفر، ما عدا بعض […]

خاص : وكالة الصحافة اليمنية

منذ تعرض لمحاولة انقلاب فاشلة، انشغلت القيادة التركية برئاسة أردوغان بإعادة ترتيب الصف الداخلي التركي، والتخلص من المعارضين والزج بالمتورطين في ذلك الانقلاب بالسجون ومحاكمة البعض منهم، ومن حينها انحسر الدور التركي الخارجي الذي كان قد نشط الى أعلى مستوياته إبان ثورات “الربيع العربي”، الى نقطة الصفر، ما عدا بعض النشاط السياسي والعسكري في الأزمة السورية التي تقلق أنقرة وقادتها بفعل الحدود والوجود الكردي المشترك بين الدولتين.

ومع اقتراب موعد الانتخابات في تركيا بدأت السلطات التركية تلتقط أنفاسها وتلوح بالعصى العثمانية في وجه بعض الدول من ناحية كدعاية انتخابية ومن جهة أخرى في محاولة للعب دور في أحداث المنطقة التي تلتهب منذ عدة سنوات بنيران صديقة وغير صديقة.

بالأمس نشرت الخارجية التركية بياناً أدانت فيه التدخلات العسكرية في جزيرة سقطرى اليمنية، وأكدت أن أي وجود خارجي في الجزيرة يمثل تهديداً جديداً لوحدة وسيادة اليمن، بالرغم من أن أنقرة لم تذكر أبوظبي بالاسم، إلا أن متابعين اعتبروا البيان إدانة واضحة للاحتلال الإماراتي، ويمس بشكل ضمني السعودية وطريقة تعاملها مع الملف اليمني، حيث جاء في بيان الخارجية التركية أن «اليمن يمر بفترة صعبة للغاية جراء الصراعات المستمرة منذ أكثر من 3 سنوات، ويصعب عليه تحمل مشاكل وخلافات جديدة».

البيان المفاجي من الخارجية التركية، اعتبر أن «ما يحدث في سقطرى يشكل تهديدا جديدا لوحدة أراضي اليمن وسيادته، المؤكد عليهما في قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة».

وفي الوقت الذي عكف المحللين على قراءة ما وراء بيان الخارجية التركية بشأن سقطرى اليمنية، خرج وزير الخارجية ذاته «مولود جاويش أوغلو»، السبت، لينتقد ما اعتبره «تراجع موقف دول داخل الجامعة العربية من قضية نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، بل ضغطها على الأردن وفلسطين لقبول الأمر»، في إشارة واضحة إلى الإمارات أيضا، والسعودية بطبيعة الحال.

وقال «جاويش أوغلو»، في كلمة له في مؤتمر ضم صحفيين عربا بإسطنبول: «قرار الولايات المتحدة هذا خاطئ، وعلينا انتهاج موقف مشترك حياله، لكننا نلاحظ في الآونة الأخيرة نوعًا من التراجع والتردد داخل العالم الإسلامي في هذا الصدد خاصة جامعة الدول العربية».

وأضاف: «نلاحظ تراجعًا في مواقف بعض الدول بشأن الدفاع عن القضية الفلسطينية، جراء تخوفات من الولايات المتحدة، وهذا خطأ فادح جدًا لن يصفح عنه التاريخ والأمة»، مطالباً هذه الدول «ألا تمارس ضغوطًا على الأردن وفلسطين».

وفيما يتعلق بالتطورات في اليمن، قال الوزير التركي: «أوضاع هذا البلد مأساوية جدًا، وينبغي في أقرب وقت استئناف المباحثات من أجل وقف إطلاق النار والمساعدات الإنسانية والحل السياسي»، مضيفاً: «أولويات السياسة الخارجية التركية المساهمة في حل أزمة اليمن».

كما انتقد «جاويش أوغلو» بشكل غير مباشر السياسات الإماراتية تجاه الصومال، قائلاً: «تأثير الأزمة الخليجية، على سبيل المثال، لا يقتصر على البلدان الـ5 المعنية، وإنما يطال الدول العربية والإسلامية ويزعجها».

وتابع: «ثمة أخطاء أخرى وقعت على خلفية تلك الأزمة، مثل ممارسة ضغوط على دول أخرى لإجبارها على الوقوف في صف معين، وكذلك جعل بعض الدول مثل الصومال في موقف صعب».

وشدّد على أن «استغلال الدول التي تعاني من أوضاع صعبة لتحقيق أهداف سياسية أو إجبارها على الوقوف في صف ما، ليس موقفًا عادلًا أو إنسانيا».

وبحسب مراقبين فقد مثلت تصريحات ولي العهد السعودي «محمد بن سلمان» في القاهرة، والتي نقلها الإعلام المصري بحفاوة ثم تراجعت عنها سفارة المملكة لاحقا، حينما قال إن محور الشر في المنطقة هم «الإخوان المسلمون» والعثمانيون والإيرانيون، مؤشرا على اتجاه تطورات العلاقة مع تركيا، التي أصبح الطرفان يأملان فقط في بقائها على مستواها الحالي.

قد يعجبك ايضا