المصدر الأول لاخبار اليمن

رمضان على رصيف “المجانين”..!.. شكراً للمقاوتة فقط!!

تقرير ميداني// صنعاء/ خاص/ وكالة الصحافة اليمنية//   وحدهم فقط من لا يفرقون بين الأشهر والأيام ، ووحدهم فقط من يستلذون الصوم على جو الطبيعة الخلاب وتحت الأشجار النظرة وعلى مُحيّا الرصيف يستريحون ويتمتعون برغد العيش الآني أو كما يقال “عيده  يومه”. “يا محلى الجنان في رمضان “.. هكذا أجابني رشاد الأديمي ـ أحد المصابين […]

تقرير ميداني// صنعاء/ خاص/ وكالة الصحافة اليمنية//

 

وحدهم فقط من لا يفرقون بين الأشهر والأيام ، ووحدهم فقط من يستلذون الصوم على جو الطبيعة الخلاب وتحت الأشجار النظرة وعلى مُحيّا الرصيف يستريحون ويتمتعون برغد العيش الآني أو كما يقال “عيده  يومه”.

“يا محلى الجنان في رمضان “.. هكذا أجابني رشاد الأديمي ـ أحد المصابين نفسيَا منذُ عشرات السنين ـ والذي يقطن في كومٍ مكردس من مخلفات القمامة والخردوات بسور جامعة صنعاء ،

يقول: “أنا لا أحس بأنني من البشر إلا في شهر رمضان ، فالناس يتصدقون ويعطونني الطعام في المطاعم وعلى السيارات وحتى أولئك أصحاب المحلات الذين يشمئزون من شكلي  يعطوني العطايا، حتى أنني أقول لنفسي أحيانًا لماذا الناس طيبون لهذه الدرجة ، كل هذا من أجل شهر رمضان فقط فلماذا يالله لا تجعل هذا الشهر سنه”.

 

ويردف قائلًا: أنا أصوم هذا الشهر دائمًا ولا أفطر إلا عند الضرورة، ما ينغص عيشي فيه ليس الجوع ولا الحر إنما أثناء هطول الأمطار التي تهدم منزلي هذا” في الوقت الذي يعيشه الشخص العاقل مهمومًا لا يدري ماذا يصنع في أمره المغلوب عليه استعدادا لهذا الشهر ، يتفاءل هؤلاء المرميون على الشوارع ويتلهفون لرغد العيش والتمتع بنعم الله ، لم تكن هذه الحالة محط ترحالنا حتى تعمم على الجميع ، فهناك المئات من المجانين الذين يتضورون جوعًا طوال العام في كل المحافظات لهم وجهات النظر المختلفة إلا إن جلها تصب في هذا الاتجاه.

 

فهذا المجنون العاقل ”  صالح الحيمي” والذي يقطن في جولة كنتاكي يقول: “رمضان مثل باقي الأيام الفرق فقط أنني فيه اخزن من النهار والناس تخزن في الليل ، والناس كرماء فيه حتى المقاوتة كرماء” حتى وإن فقد عقله ، لا يزال بروح التفاؤل التي تذكر الناس بأعمالهم الخيرة .

 

من جانب آخر وعلى بوابة جامعة صنعاء ـ ساحة التغيير مسبقًا ـ يقطن عشرات المصابين نفسيًا في حالة يُندى لها الجبين وبين تلك المساكن المكونة من “الكراتين “والمواد البلاستكية” يقتاتون القات خبزًا ، والشمة ماء، وبلا صاحب رحمة إليهم سوى تجار القات ” المقاوتة” الذين يثنون عليهم سواءً في رمضان وغير رمضان، فهم وحدهم من يستحقون الشكر عندهم .

 

يعتقد المجانين بأن تجار القات ملائكة كونهم مصدر البقاء ولو لم يكن أمامهم القات لرحلوا من هذه البلاد.

لربما تأخذك الدهشة حينما تسمع إلى أفكارهم النيرة ونظرتهم للحياة، يقول أحدهم : “نحن لسنا كما يقول الناس مجانين ولكن الحراف هو السبب بجعلنا في هذا المستوى “.

“خذ الحكمة من أفواه المجانين ” منذ ثورة 2011 حتى اللحظة لم يتزحزح هؤلاء من مكانهم متراً واحداً “..

 

أما عن شعورهم بشهر رمضان، فهم كمن سلفهم ملتهفين لهذا الشهر بكامل قواهم ، سعيدون به ليس للصيام فحسب وإنما كونهُ شهر الرحمة والصدقات.

قد يعجبك ايضا