المصدر الأول لاخبار اليمن

أمين عام اللجنة الوطنية لمكافحة المنشطات: الصحة العالمية والأولمبية الدولية صنفتا القات مادة محظورة على الرياضيين

حوار / محمد البحري // وكالة الصحافة اليمنية //

لم يعد “القات” مضرًا بصحة الفرد واقتصاد الأسر محدودة الدخل أو التي لا دخل لها، لقد بات ” علامة مسجلة” في اليمن، وكلما ذكر في أي مكان ، يتبادر إلى الذهن اليمن، وموطنه الأول أثيوبيا.. لقد أصبح القات مادة منشطة، يدفع الرياضي اليمني ثمنًا باهضًا في حال ثبت أنه يتعاطاه ويُحرم من المشاركات الخارجية، والأولمبية بالذات.

أن يصل “القات” إلى طبقات متفاوتة في المجتمع اليمني، “عادة” لم يعد الخلاص منها أمرًا سهلًا ؛ إلا من محاولات مستمرة تتعلق بالتوعية وحث المزارعين على اقتلاعه وإعادة ” البن” اليمني العريق إلى الواجهة، فهو الآن لم يعد مشكلة محلية يمكن تجاوزها بمجرد الانتهاء من مضغه، لقد أصبح بحسب منظمة الصحة العالمية واللجنة الأولمبية الدولية، عقارًا يُمنع تناوله.الكابتن “عزيز خالد” أمين عام اللجنة الوطنية لمكافحة المنشطات وفي حوار مع “وكالة الصحافة اليمنية” وضعنا في الصورة، وخرجنا منه بالحصيلة التالية:

منظمة الصحة العالمية والقات

في البداية أعطى الأمين العام نبذة مختصرة عن “القات” حيث قال بأنه أحد النباتات المخدرة التي تحتوي على “مينوامين” شبه قلوي يُدعى “الكاثينون” وهو شبيه بأمفيتامين المنشط، الذي يتسبب بحالات خفيفة أو متوسطة من الإدمان، كما أنه يحتوي على منشطات ذهنية مؤقتة تزول بعد ثلاث ساعات من تعاطيه، يُعاود بعدها الجسم حالة الخمول.

ويواصل الأمين العام: أدرجت منظمة الصحة العالمية القات ضمن المواد المحرمة دوليًا بعد ثبوت احتواءه على مادتي نوربيسوفيدرين والكاثين، كان ذلك في العام 1973م، فيما بعد، بدأت اللجنة الدولية لمكافحة المنشطات واللجنة الأولمبية الدولية إجراء بحوثات، فكانت بداية التشديد على عدم تعاطيه في أولمبياد سيدني 2000م، ليتم إلحاقه ضمن المواد المحظورة والمنشطة لأول مرة من قبل المنظمات الرياضية الدولية، في أولمبياد أثينا 2004.

كاركتير ساخر يعكس تأثير القات على سحب ميداليات الرياضيين

واستعرض الكابتن عزيز أبرز المركبات الكيميائية التي حدت بالمنظمات الرياضية إلى اعتباره مادة محظورة، حيث يحتوي على الكاثينون القلوية المكونة من مركبات الكاتاميدات الموجودة فيه، أما المركب الثاني فهو ميت كاثيون الذي يشبه تركيبة الامفيتامين المنشط، بالإضافة إلى مادة تورايفدرين التي تؤثر على صحة الجسم، أما المادة الرئيسة بحسب الكابتن خالد، فهي الكاثين حيث يحتوي 100 جرام من القات على 120 ملجم كاثينون، و 8 ملجم ايفدارين.

الإدمان أبرز أضرار القات

يؤكد الكابتن عزيز أن مركبات القات تبقى في جسم الإنسان بحسب نوع القات وكمية تناوله؛ لكن بحسب دراسات مختبرية تتراوح الفترة ما بين 3-8 أشهر وقد تأخذ فترة أطول في بعض حالات الإدمان، لافتًا إلى أنه منذ بداية 2022م، أصبحت فحوصات الدم وفحص جواز السفر البيولوجي تتم بشكل دوري في بعض المنافسات، وهذا يترتب عليه ظهور الاعتلالات البيولوجية بسبب استخدام القات او المنشطات بشكل عام وعليه يتم معاقبة الأشخاص.

عن الأضرار التي يُسببها القات للرياضيين في اليمن، أوضح الكابتن عزيز إن من أبرز أضرار القات (الإدمان) ما يؤدي إلى مشكلات جسدية ونفسية، فمركبات القات تزيد من ضربات القلب وتضيق الأوعية الدموية مما يرفع ضغط الدم، بالإضافة إلى التسبب بسرطان الفم والبلعوم والمعدة.
أما الأضرار الأخرى فهي العقوبات الدولية والتي تنقسم إلى نوعين:

أ‌- يُعاقب الرياضي بالحرمان من المشاركة لمدة 4 سنوات كاملة مع عقوبات ومالية.
ب‌- عقوبات الاتحادات الرياضية والأندية والدولة، حيث يترتب على ذلك توقيف كامل أو منع من المشاركة أو تمثيل اليمن بشكل رئيسي وقد يقود ذلك إلى شطب الاتحاد أو الرياضي من السجلات الدولية.

بخصوص قرار منظمة الصحة العالمية بتصنيف القات كعقار يُسبب الإدمان فقد استندت المنظمة بحسب الكابتن خالد إلى وجود مركب الكاثينون، الذي يؤثر على الجهاز العصبي كمنشط، حيث تم وضعه من قبل اللجان المتخصصة بالعقاقير التابعة لمنظمة الصحة إلى وضع الكاثينون في المجموعة (أ) للمنشطات المحرمة دوليًا.

ويتابع: تم إجراء تجارب على الفئران لمعرفة تأثير المواد الكيميائية الموجودة في القات، فوجدوها تمر بمرحلة نشاط مؤقت ثم خمول، فاستنتجوا أن مركبات القات تعمل على تحفيز الخلايا العصبية مما يقلل الشعور بالتعب والاجهاد في الساعات الأولى للتعاطي ثم عقب ذلك شعور بالكسل والقلق والاكتئاب.

إلغاء مشاركة اليمن كرويًا
في جوابه على سؤال عن وجود رياضيين يمنيين أو عالميين تم إيقافهم بسبب مضغ القات، قال أمين عام لجنة مكافحة المنشطات بأن هناك العديد من اللاعبين الأفارقة من كينيا والصومال وأثيوبيا تم توقيفهم، وكان أبرز قرار اتخذته كينيا بعد تضررها من توقيف رياضييها (ان الذين سيدانون بارتكاب مخالفات تتعلق بالمنشطات من ضمنها القات سيواجهون عقوبة السجن لثلاث سنوات على الأقل إضافة لغرامات ضخمة وفقا لمشروع قانون سيتم إحالته للبرلمان. ووفقا لمشروع القانون).

أما على المستوى اليمني فقد تسبب القات في إلغاء مشاركة اليمن في لعبة كرة القدم ضمن دورة الألعاب الآسيوية 15 التي جرت في الدوحة أواخر 2006 كونه يدخل ضمن المواد المحظورة في الألعاب الأولمبية، بعد الشك في تعاطي بعض اللاعبين له.

وعن وسائل تجنيب الرياضيين تناول القات والنصائح الممكن توجيهها لهم قال عزيز: من الطبيعي أن لا يجتمع قات ورياضة، أنصح جميع الرياضيين الذين يتعاطون القات أن يتوقفوا عن ذلك، والاطلاع بشكل أوسع على المنشطات لعدم الوقوع في العقوبات الدولية وسحب الميداليات.
وفيما يتعلق بتجاوب الرياضي اليمني بعدم تناول القات بعد إقراره كمنشط محرم قال: الرياضي اليمني يتعامل بلامبالاة واستهتار وهذا يؤدي إلى عقوبات الشطب وغيرها.

دور اللجنة اليمنية لمكافحة المنشطات

تستند اللجنة اليمنية لمكافحة المنشطات على القيم الأساسية للأنشطة الرياضية والحرص على صحة الرياضيين عبر تطبيق لوائح وأنظمة الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات ورفع الوعي لدي الرياضيين مما يسهم في استدامة التميز الرياضي الوطني بعيداً عن استخدام المواد والوسائل المحظورة، حد قول الكابتن عزيز الذي يواصل حديثه عن دور اللجنة اليمنية لمكافحة المنشطات في توعية الرياضيين اليمنيين، ويقول:
إن أنظمة مكافحة المنشطات، شأنها شأن أنظمة المنافسات الرياضية التي تحكم وتحدد شروط ممارسة الألعاب الرياضية، وبالتالي على الرياضيين الموافقة على هذه الأنظمة كضمان لسلامتهم وصحتهم البدنية وشرط أساسي لإشراكهم في تلك المنافسات.

كما أن أنشطة الوكالة اليمنية لمكافحة المنشطات تعكس قيم ومبادئ المجتمع اليمني وذلك من خلال الصحة البدنية والنزاهة الرياضية والتميز الرياضي والاحترام المتبادل بين مختلف اللاعبين وكذلك احترام القوانين واللوائح الرياضية الدولية. وعلى هذا الأساس تحاول اللجنة جاهدة ان تقوم بتوعية جميع الوفود الرياضة والرياضيين وإعطائهم نصائح عن المواد المحظورة وعن طرق الفحص وحقوق وواجبات الرياضيين هناك تجاوب إيجابي من البعض ونأمل أن يستمر هذا التجاوب.

تكاليف باهظة للفحوصات

أما عن قدرة اللجنة على عمل فحوصات لتحليل نتائج القات فقد أكد أمين عام اللجنة أنه بسبب الحرب على بلادنا، لا يمكن القيام بعملية تحليل للمنشطات بسبب إغلاق مطار صنعاء وتكلفة الفحوص العالية، وعدم توفر الأدوات للقيام بالفحوصات؛ إلا أنه استدرك بالقول إن التحديثات الجديدة للوكالة الدولية لمكافحة المنشطات من بداية عام 2021 ينص قانونها على “المسؤولية الصارمة” للرياضيين و”مسؤولية الإثبات”. حيث تهدف هذه القواعد إلى ضمان الالتزام بأدوار ومسؤوليات الرياضيين المتعلقة بـ انتهاكات قواعد مكافحة المنشطات الإحدى عشر. ويجب عليه/ عليها تحمل مسؤولية الامتثال للقواعد من أجل حماية حقوق جميع الأشخاص للمشاركة في رياضة نظيفة.

دورة اللجنة الوطنية لمكافحة المنشطات في صنعاء

ولمعرفة الفرق بين المسؤولية الصارمة ومسؤولية الإثبات فقد تم تعرفيها كما يلي:
المسؤولية الصارمة: ينتهك الرياضي القواعد عندما يتبين وجود مادة محظورة في عينته بغض النظر عن نيته أو الخطأ أو الإهمال وعدم المعرفة.
مسؤولية الإثبات: يجب على الرياضيين أنفسهم إثبات أنهم يمتثلون لقواعد مكافحة المنشطات.
انتهاكات قواعد مكافحة المنشطات:
1. وجود مادة محظورة في عينة الدم أو البول الخاصة بالرياضي
2. استخدام أو محاولة استخدام مادة محظورة أو ووسائل محظورة.
3. التهرب أو الرفض أو الامتناع عن الخضوع لعملية جمع العينات.
4. عدم الإفصاح عن أماكن التواجد
5. العبث أو محاولة العبث بأي جزء من إجراءات الكشف عن المنشطات
6. حيازة مواد ووسائل محظورة دون مبرر مقبول.
7. الاتجار أو محاولة الاتجار في مواد ووسائل محظورة.
8. إعطاء أو محاولة إعطاء أي مواد ووسائل محظورة من قبل شخص ذو صلة بالرياضي أو الرياضي نفسه.
9. المساعدة أو التشجيع أو التحريض أو التآمر أو التستر أو التواطؤ المعتمد او محاولة التواطؤ في انتهاك قواعد مكافحة المنشطات.
10. الارتباط المحظور بشخصيات رياضية تقضي فترة عدم الأهلية.
11. التثبيط أو الانتقام أو التهديد أو التخويف عند الإبلاغ عن حالات تعاطي المنشطات
وعن إمكانية الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات في افتتاح مركز تحليل في اليمن أوضح الكابتن عزيز بان الوكالة لديها شروط للمختبرات الخاصة بالكشف عن المنشطات، وفي ظل الأوضاع الراهنة من الصعب افتتاح مثل هذه المختبرات في اليمن.

ولأن وزارة الشباب وإدارات الاتحادات الرياضية والأندية يُناط بهم أدوار مهمة لدعم توجه اللجنة الوطنية لمكافحة المنشطات ومنها القات سألنا الكابتن عزيزعن هذا الدور فأجاب:
يفترض أن يمتلك كل اتحاد قائمة خاصة به لمكافحة المنشطات واعتماد قوانين صارمة وعقوبات؛ لكنها إن وجدت تظل حبر على ورق، ويشير إلى أنه بالتعاون مع اللجنة الأولمبية سينفذون ورش عمل موسعة مع جميع الاتحادات وقيادة وزارة الشباب والرياضة ومدربي المنتخبات الوطنية؛ لشرح جميع التفاصيل المهمة والقوانين والقواعد.

متمنيًا أن يكون هناك تحرك جاد وحراك رياضي حقيقي للمساهمة في رياضية يمنية خالية ونزيهة من المنشطات كالقات وغيرها. في الأخير نرحب بالتعاون مع جميع الاتحادات والأندية ونشد على أيديهم بالدعم والمشورة وغيرها من التفاصيل الخاصة بمكافحة المنشطات ونتمنى اهتمام أكبر من الرياضيين أنفسهم.

قد يعجبك ايضا