المصدر الأول لاخبار اليمن

أبناء اليمن يموتون في إنتظار أول رحلات الهدنة الأممية

تقرير / وكالة الصحافة اليمنية //

 

 

 

بعد 43 يوماً من دخول الهُدنة الإنسانية حيز التنفيذ في اليمن، أعلنت صنعاء عن تسيير أول رحلة تجارية من مطار صنعاء غداً الاثنين. لكن الوقت الذي يثير التفائل عند البعض كان وقتاً للموت عند المرضى الذين قتلهم الانتظار.

الاعلان جاء على لسان وزير النقل في حكومة صنعاء عبدالوهاب الدرة مساء اليوم الأحد ، موضحا أن أول رحلة تجارية من مطار صنعاء الدولي ستكون إلى المملكة الأردنية الهاشمية، والعودة في نفس اليوم، عبر الخطوط الجوية اليمنية.

 

الدرة: الأمم المتحدة لا تمانع بفتح دائم لمطار صنعاء

 

وأكد الدرة انه لا يوجد أي مانع أو قرار من الأمم المتحدة يحول دون استمرار الرحلات التجارية من مطار صنعاء بصورة دائمة دون ربطها بالهدنة الإنسانية، كحق للمواطن اليمني في السفر من أقرب المطارات إليه، خاصة وأن الأمم المتحدة تقوم بالتفتيش والرقابة على الرحلات.

وأشار وزير النقل، إلى الحرص على تسهيل كافة الإجراءات أمام المسافرين وتقديم أفضل الخدمات الملاحية بكفاءة فنية ومهنية عالية.. مشيدا بجهود الكوادر العاملة بمطار صنعاء التي عملت بمهنية عالية وحيادية في تقديم خدماتها.

ويُعد فتح مطار صنعاء الدولي ضرورة إنسانية لإنقاذ حياة ملايين اليمنيين من المرضى والعالقين خارج اليمن والتخلص من حجم المعاناة التي يتعرض لها المواطن خلال سفره عبر المطارات في لمحافظات المحتلة.

ويمثل المطار شريان حيوي للمسافرين ولرحلات الإغاثة الإنسانية، كونه يتوسط المحافظات اليمنية ذات الأغلبية السكانية والذي يخدم أكثر من 80 بالمائة من سكان اليمن.

 

وبحسب مراقبين فإن استمرار إغلاق مطار صنعاء حوّل اليمن إلى سجن كبير وخلق مأساة إنسانية فاقت كل وصف، وسبب إيقاف شبه كامل للشحنات التجارية مثل الأدوية، والإمدادات الطبية والمعدات القادمة إلى البلاد خصوصا مع استمرار القيود المفروضة على ميناء الحديدة، مما أدى إلى مضاعفة أسعار الأدوية التي بات معظم اليمنيين غير قادرين على تحمل تكاليفها مما ساهم بشكل أكبر في تدهور النظام الصحي.

 

منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر

 

رغم أن الهُدنة الانسانية التي أعلنت عنها الأمم المتحدة شارفت على الإنتهاء والتي نصت بنودها على فتح مطار صنعاء امام الرحلات الانسانية والتجارية؛ لا يزال المطار مغلق أمام المرضى ، وهو ما تسبب بوفاة 12 مريضاً خلال 30 يوماً منذ بدء سريان الهدنة الأممية، وهم ينتظرون تسيير الرحلات المزعومة التي وعدت بها الأمم المتحدة والتحالف بحسب ما كشفه رئيس اللجنة الطبية العليا الدكتور مطهر الدرويش، الاسبوع الماضي.

مرضى ينتظرون في صالة مطار صنعاء صدموا بإلغاء أول رحلة للهدنة الأممية الشهر الماضي

بينما أكد الناطق الرسمي باسم وزارة الصحة في صنعاء الدكتور أنيس الأصبحي ، أن نحو 30 ألف حالة مرضية مستعصية بحاجة ماسة للسفر إلى الخارج لتلقي العلاج ، لافتا إلى أن رحلتان أسبوعياً كما هو مقرر في اتفاق الهدنة لا تكفي لإنقاذ حياة المرضى.

 وأشار الأصبحي إلى أن  تنصل دول التحالف عن تنفيذ اتفاق الهدنة جريمة لها تداعياتها الإنسانية، مؤكداً أن التحالف يتعمد مضاعفة معاناة الشعب اليمني في ظل صمت الأمم المتحدة.

وكشف مراقبين عن خيبة أمل اصيب بها كثير من اليمنيين المغتربين خارج اليمني كانوا يرغبون في زيارة ذويهم وإمضاء إجازة العيد، نتيجة عدم تسيير الرحلات الجوية من المطار”، الذي وصفت 12 منظمة دولية إغلاقه بأنه جريمة لا تُغتفر فيما يتعلق بالجانب الإنساني.

وتضاف إلى هذه المعوقات التي فرضها التحالف للتنصل عن الهدنة عدم قبول جوازات المرضى الصادرة من صنعاء وهو ما دفع حكومة صنعاء إلى رفض هذا الشرط كونه خارج بنود اتفاق الهدنة الأممية المعلنة باعتبار الجوازات صادرة عن الجمهورية اليمنية.

حالات انسانية لمرضى يعانون نقص الادوية جراء الحصار واغلاق مطار صنعاء

 

مخاطر الطريق إلى عدن 

وكانت قد تصاعدت التحذيرات الدولية من تعنت التحالف التحالف الرافض لفتح مطار صنعاء، تداعيات ذلك الموقف على فشل الهدنة مما دفع حكومة الرياض إلى تعديل موقفها المتصلب لتُوافق، مساء الخميس، على التراجع عن شرطها المتّصل باستخدام المسافرين من صنعاء جوازات سفر صادرة عن عدن، بدلاً من تلك الصادرة عن سلطة صنعاء بعد تدخل المبعوث الأممي خلال زيارة مؤخرا إلى عدن.

معاناة المسافرين إلى المناطق التي تسيطر عليها قوى التحالف في المحافظات الجنوبية

وكان مدير مطار صنعاء خالد الشايف كشف في تصريحات سابقة ، أن هدف التحالف بإغلاق مطار صنعاء الدولي هو قتل أبناء الشعب اليمني بوسائل عديدة منها الحالات التي غامرت بالسفر عبر مطار عدن الدولي والذين تعرضوا لشتى أنواع المعاناة، ومنهم من دفع حياته ثمنا لتلك المغامرة والبعض الآخر تعرض لانتهاكات خطيرة من قبل مسلحي التحالف الذين يقطعون الطرقات على المواطنين في المناطق المحتلة.

وأوضح الشايف أن الحالات التي غامرت بالسفر عبر مطار عدن هي الحالات المرضية البعض منها فارق الحياة بسبب بُعد المسافة وتعدد النقاط الأمنية والانتظار لساعات طويلة في النقاط التابعة لقوى التحالف .. لافتا إلى كثير من الطلاب مُنعوا من السفر والبعض الآخر تعرض للاعتقال أو الإخفاء القسري وقليل جداً حالفهم الحظ بالمغادرة بالإضافة إلى التجار ورجال الأعمال، البعض منهم تعرضوا للابتزاز والبعض منهم مُنعوا من السفر وقليل جدا سُمح لهم السفر بعد أن دفعوا مبالغ باهظة لمعظم النقاط الأمنية.

جريمة مقتل السنباني العائد من أمريكا في لحج شاهد حي على مخاطر السفر عبر مناطق سيطرة قوى التحالف

 

وتابع الشايف قائلا: كما أن معاناة المغتربين لا تقل عن بقية الفئات، حيث أن البعض منهم تعرض للاعتقال والبعض الآخر تعرض للابتزاز وبعض الحالات تعرضوا للقتل وأما الفئة التي بقيت تنتظر فتح مطار صنعاء الدولي أصحاب الأمراض المستعصية فقد فارق الحياة منهم أكثر من مائة ألف مريض والبعض الآخر ينتظرون مصيرا مجهولا ناهيك عن العالقين في الداخل والخارج وحرمان المغتربين من زيارة أهلهم وأقاربهم ووطنهم.

قد يعجبك ايضا