المصدر الأول لاخبار اليمن

جنين تتحضّر لجولة جديدة ضد جرائم الاحتلال الاسرائيلي

فلسطين المحتلة/وكالة الصحافة اليمنية//

 بينما تشهد مدينة القدس مواجهات عنيفة ضمن معركة الوجود المتواصلة هناك، تستمرّ جنين في تصدّر مشهد المقاومة المسلّحة في الضفة الغربية، حيث أدّى استشهاد المقاوم داوود الزبيدي إلى تفاقم الغضب الشعبي، وسط توقّعات بتعميق «كتائب شهداء الأقصى» انخراطها في الميدان، وتتالي محاولات تنفيذ عمليات فردية جديدة جنوب نابلس، وهو ما تُقابله تلميحات إسرائيلية إلى إمكانية تصعيد استهداف المقاومين في جنين ومخيّمها.

ويصعّد الفلسطينيون فعّالياتهم الاحتجاجية في القدس، في وجه إصرار الإسرائيليين على محاولة فرض وجودهم، ومنع أيّ مظهر من مظاهر الوجود الفلسطيني أو أيّ رمز من الرموز الوطنية، إضافة إلى السعي لتعطيل الفعّاليات الشعبية الفلسطينية أو تحجيمها على الأقلّ، الأمر الذي يندرج في سياقه احتجاز جثمان الشهيد وليد الشريف لعدّة أيام قبل تسليمه لعائلته، ثمّ قمع المشيّعين في جنازته. والشريف، المتحدّر من بلدة بيت حنينا في القدس، هو أحد المرابطين في المسجد الأقصى، وينتمي إلى حركة «حماس»، وكان قد أصيب برصاص العدو صباح الجمعة الثالثة من شهر رمضان خلال المواجهات في باحات الأقصى، ووثّقت عدسات الكاميرات إصابته، ثمّ سحله من قِبَل الجنود الإسرائيليين، قبل أن يُحتجز 23 يوماً في مستشفى إسرائيلي تحت أجهزة التنفّس الاصطناعي، حيث أُعلن استشهاده لاحقاً.

وبدأت المواجهة في ملفّ الشريف باكراً؛ إذ اشترط الإسرائيليون تسليم الجثمان ليلاً، ومنع رفع العلم الفلسطيني أو الهتافات الوطنية في جنازة الشهيد، إضافة إلى تقييد عدد المشاركين فيها وتحديد مسارها مسبقاً، لكنّ العائلة والمحامي الممثّل لها رفضا تلك الشروط. وأمام الإصرار الفلسطيني، جرى تسليم الجثّة مساء الإثنين الماضي بلا قيود، لتنطلق الجنازة من مستشفى المقاصد، وتطوف المسجد الأقصى ومكان إصابة وليد، ثمّ تخرج إلى «مقبرة المجاهدين». والجدير ذكره، هنا، أن العدو يحرص على تسليم جثامين الشهداء ليلاً في أحداث كثيرة، لرغبته في تقليص عدد المشيّعين وتجنّب الصدامات مع الفلسطينيين، لكن ما جرى هذه المرّة هو العكس، إذ خرج آلاف الفلسطينيين في تشييع الشريف، ورفعوا الأعلام الفلسطينية ورايات «حماس»، وهتفوا للشهيد وضدّ العدو. وقمعت شرطة الاحتلال المشيّعين بأساليب متعدّدة، بادئةً بتقييد الحركة في القدس ونصب حواجز على أبواب الأقصى وداخل البلدة القديمة، مروراً بملاحقة المشيّعين ومرافقة الجنازة وتتبّعها، وصولاً إلى الاعتداء على المشاركين فيها بالرصاص المطّاطي وقنابل الغاز والهراوات، وفي النهاية اقتحام «مقبرة المجاهدين» مرّتَين.

وامتدّت المواجهات، على إثر ذلك، إلى عدد من الشوارع والأحياء في القدس، وأعنفها كان في شارع صلاح الدين وسط المدينة، حيث ألقى الشبان خزّانات مياه بلاستيكية كبيرة وقطعاً خشبية ثقيلة أصابت عدداً من عناصر شرطة العدو. ووثّقت مقاطع فيديو حالة من الهلع والاستنفار الإسرائيلييْن، وجرّ أحد الشرطيين لزميله المصاب، فيما أفادت قناة «كان» الإسرائيلية بإصابة 6 من عناصر الشرطة خلال هذه المواجهات، ونقل اثنين منهم إلى المستشفى. وعلّق الصحافي الإسرائيلي، نوعم أمير، على ما جرى في القدس بالقول: «يجب تسمية الواقع باسمه… هذه ليست مجرّد اضطرابات، بل فقدان للسيادة الإسرائيلية». وخلال تشييع الشهيد والمواجهات التي أعقبته، اعتقل العدو 35 فلسطينياً بينهم أربعة أطفال، في حين خلّفت الاشتباكات نحو 200 مصابٍ في صفوف الفلسطينيين، من بينهم إصابة خطيرة للشاب نادر الشريف الذي فقد عينه ولا يزال يرقد في المستشفى.

قد يعجبك ايضا