المصدر الأول لاخبار اليمن

فلسطين في أعين الوهابية ؟

 

خاص //وكالة الصحافة اليمنية //

70عامًا نمارس فيها طقوس النشب  والبكاء والنحيب والحسرة والقهر والغُلب ، وإن تجاوز ذلك فلا يتعدى الغضب والمظاهرات والهتافات والإدانات والاستنكارات ، سوءًا  من الشعوب العربية  وزعمائها ،أو من الدول الأوربية والغربية على حدٍ سوى،  والعجيب في الأمر أننا نلاحظ ردة الفعل البايخة هذه من قِبَل الشعب الفلسطيني  وقادته  وممثلية، ومقاتلتهم بالحجارة على مدى سبعين عامًا لم تكن فخرًا لهم وللوطن العربي  بقدر ما كانت عارًا.

ولأن الحمَّية الإسلامية والدم العربي لا يزالان يعشعشان في أكياس زُعمائنا، بجانب استفسار نسائهم وابنائهم عن ماذا سيقدمونه أزا ما يحدث في فلسطين، ما يجعلهم يشعرون بالخزي والذل والمهانة، ليكسروا صمتهم بعقد قمةٍ عربية عاجلة بها يفردون ما في جعٌبهم ويتعسرون عن إنجاب قرارٍ وأحدٍ بفعلهِ قد يخرجهم من بوتقة الجٌبن والعار.

ما يزيد في الأمر تعقيدًا هو انسلاخ الوطن العربي والإسلامي إلى فئتين أصليتين، الأولى تدعى “الشيعة ” والأخرى تدعى “السنة” ولكل فئة فروعها وحواشيها، وهذا لا يعنينا بقدر ما يعنينا كيفية توجهات أفراد الجماعات هذه تجاه موضوعنا (قضية فلسطين).

وللقارئ السياسي مال للإنسان البسيط  في تشخيص الموضوع تشخيصًا دقيقًا ومنصفًا، فأهل السنة  كأهل الشيعة يمارسون طقوس الشخصية العربية تجاه فلسطين من (غضب، ومظاهرات واستنكارات وإدانات) إلى أن الفرق أن أهل السنة يدركون موقف زُعمائهم وقاداتهم من رؤساء وسلاطين الخليج، ويعرفون مدى خُذلانهم وانبطاحهم تجاه قضية فلسطين بل ويشخصون العلاقة الإسرائيلية الخليجية أدق التشخيص، ومع هذا لا يزالون يذعنون تحت هيلا مانتهم ليس حبًا وطاعًة ، بقدر ما يخافون من الوحش الشيعي القادم كما يصورونه ،وأكبر دليل قاطع حول هذا هو ما نلاحظه في أعمالهم اليوم يفرون من موقف الملوك والأمراء لـ يرتمون في أحضان “تركيا “والتي قد يكون لها  دورِ إيجابي تجاه فلسطين.

الجدير بالذكر أن السنيين لا يثقون بزعمائهم كما ثقة الشيعيون بقادتهم، فمثلهم كمثل الذي يشاهد الحق ويتجنبه، لا يعني هذا أن الشيعيون هُم الحق، وإنما يعني هذا أن زعماء الخليج هُم بؤرة الفساد الأول وهوَّة الجحيم الأزلي وهم من سٌـ يكب على مناخرهم مع من أتبعهم ، ومع هذا يتجاهلون

فليس ثمة استغراب في سير العلاقات (السعودية) اليهودية الحاضرة لمن كان له أدنى تأمل في التاريخ (السعودي) اليهودي السالف في بيع القضية الفلسطينية وما يقوم به العصر السلماني اليوم ليس إلا عملية تمتمة وتتويج لما قام به والدهم عبد العزيز.

فعند لف عجلة التاريخ الحقيقي لـ آل سعود (سلاطين السنة)، يتضح من أخمد الثورة الفلسطينية في 1936 بعد الفشل الذريع أمام ثورة وتمرد وعصيان وإضراب الفلسطينيين أكثر من 183 يوماً حتى ضاقت بريطانيا ذرعًا بفشلها لترتمي في أحضان الملك عبد العزيز آل سعود وتضعه كـ الديكور

كما وجدوا فيه البديل المناسب الذي يتّقن الدور المنوط به، ليقوم برسالته العاجلة “النداء “(إلى أبنائنا الأعزاء عرب فلسطين… لقد تألمنا كثيراً للحالة السائدة في فلسطين فنحن بالاتفاق مع ملوك العرب والأمير عبد الله (ملك الأردن) ندعوكم للخلود إلى السكينة وإيقاف الإضراب حقناً للدماء. معتمدين على الله وحسن نوايا صديقتنا الحكومة البريطانية ورغبتها المعلنة لتحقيق العدل وثقوا بأننا سنواصل السعي في سبيل مساعدتكم) انطلاقا من هذه البرقية التي كانت كـ ضربة قاصمة للفلسطينيين، نهج عليها أبنائه ونهج معهم أهل السنة، بلباس الواعظين وأرواح الشياطين، وحتى أخر رسالة للملك سلمان ال سعود التي يقول فيها: أن سياسة المملكة في الشرق الأوسط تلخصها كلمتان (الأمن والاستقرار، والأمن الداخلي والاستقرار في الخارج أما عن فلسطين فستظل قضيتنا الأولى)

قد تكون المصطلحات والمسميات مختلفة إلى أن المعنى وأحد، كما أن العلاقة المشتركة بين السعودية وإسرائيل وأمريكا لم تعد مخفية أمام الأعيان فبين الوهلة والوهلة لنا مع وسائل الإعلام حديث، يكشف دورهم وزيفهم وخداعاهم ومكرهم، أليس هذا كافي بأن يعقل المجنون وأن يصحو السكران من ثمالته، ألا تتحد الجماعتان لقلع سرطان العروبة عامة وفلسطين خاصة، لينجلي ضوء الصباح ونعرف من هو العدو الحقيقي ألا ننفض غُبار الاستعمار المٌهجن من أدوات هؤلاء الملوك وفروعهم. أم أنها ستظل قضيتنا فلسطين وقائدنا آل سعود …

قد يعجبك ايضا