المصدر الأول لاخبار اليمن

زيارة بايدن إلى السعودية.. انتصار المصالح على مبادئ حقوق الإنسان

تقرير/ وكالة الصحافة اليمنية//

تأرجح البيت الابيض الأمريكي في مسالة تحديد موعد زيارة بايدن إلى السعودية والأراضي المحتلة، لقد وجد الرئيس الأمريكي بايدن نفسه محاطًا بوعوده القوية التي أطلقها ضد السعودية وولي عهدها محمد بن سلمان.

لقد سعت الإدارة الأمريكية إلى خلق مساحات تبرير واسعة للزيارة في “يوليو” القادم وعلقت على نية لقاء بايدن بـ ابن سلمان بانه ضرورة اقتضتها المصلحة العامة في خضم الحرب الأوكرانية، التي فرضت معادلة جديدة في سوق المصالح الدولية.

الانتقادات التي طالت بايدن لم تقتصر على نشطاء حقوق الإنسان، وبعض المؤسسات الإعلامية والنقاد الكبار فقط؛ بل أن الاستياء من الزيارة القادمة، اعتبرها مقربون من الإدارة الأمريكية وأعضاء في الكونغرس غير منطقية؛ كونها تشرعن لأنظمة الاستبداد والقمع، في ظل تورط السعودية في العديد من الانتهاكات الإنسانية، في مقدمتها حرب اليمن وقتل خاشقجي.

خاشقجي

 مؤخرًا أرسل عددًا من الديمقراطيين خطابًا إلى الرئيس بايدن يحذرونه من إعادة ضبط العلاقات مع السعودية، عطفًا على سجلها السيئ في حقوق الإنسان، ووفقًا لتصريحات بايدن نفسه بجعل ” السعودية منبوذة”.

لاحقًا، قامت 13 منظمة حقوقية بتذكير بايدن بتلك الوعود التي أطلقها تجاه السعودية، وتأكيده بعدم التعامل مع محمد بن سلمان، المنظمات أوضحت بأن ما سيقوم به الرئيس الأمريكي هو خيانة لوعوده، وأن الزيارة ستعطي الضوء الأخضر لـ ابن سلمان بمواصل ارتكاب العديد من الجرائم سواء داخل السعودية أو خارجها.

تحول.. يقود للتطبيع

التحول في الموقف الأمريكي لم يكن دافعه ما يحدث في أوكرانيا، فـ واشنطن كثفت من سعيها للتقريب بين السعودية والاحتلال الإسرائيلي، وبدت الرياض أكثر انفتاحًا على العلاقة مع الاحتلال، وهي الرغبة الأمريكية التي كانت تسعى إدارة الرئيس السابق ترامب إلى تحقيقها من خلال “تطبيع” تاريخي بين الطرفين.

وبالعودة إلى موقف ولي العهد محمد بن سلمان من التطبيع مع الاحتلال، سنجد أن التطبيع يحدث بالتدريج، من خلال تصريحات قيادات الطرفين التي تميل إلى الحذق الدبلوماسي المكشوف، والترحيب المبطن بالتطبيع.

لقد أجرت السعودية مناورات بحرية بمشاركة الاحتلال الإسرائيلي تحت قيادة أمريكا، وفتحت الرياض مجالها الجوي للرحلات السعودية، كما وصلت رحلات متبادلة بين الطرفين بشكل لم يحدث من قبل.

وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي

وزير خارجية الاحتلال يائير لابيد أكد في تصريحات إعلامية بأن هناك تحسن في العلاقات مع السعودية وسيرتفع سقف هذا التحسن خلال زيارة بايدن القريبة إلى المملكة،  وواصل بالقول: “سيكون هناك تقدم وتحسن على مستوى طفيف، ومن ذلك سينتج السلام المأمول مع أكبر عدد ممكن من الدول العربية” في إشارة إلى اتفاقيات التطبيع.

تحذيرات لـ “بايدن”

وكانت مجلة “اتلانتك” الأمريكية قد انتقدت اعتزام بايدن زيارة السعودية وقالت أن ذلك سيكلفه الكثير من رأس ماله السياسي، حيث أغضبت مؤيديه ومعارضيه على السواء، معتبرا أن الأخير “يضحي بقيمه” اليوم.

وذكر التحليل، الذي كتبه النائب السابق لوزير الدفاع الأمريكي لشؤون سياسة الشرق الأوسط “أندرو أكسوم”، أن  النخب الأمريكية، بما في ذلك المسؤولون المنتخبون والمعينون، مستاؤون من العلاقة الوثيقة تاريخيا بين الولايات المتحدة والسعودية، ومن بين هؤلاء، كان الأكثر شعورا بالاستياء هم “التقدميون في الحزب الديمقراطي”.

طفل رضيع احد ضحايا الغارات السعودية الامريكية في اليمن

بدورها أرسلت لجنة الأمن القومي الأمريكي التي تعترض على زيارة بايدن إلى السعودية 6 مطالب وضعتها على الطاولة، جاء في مقدمتها إلزام المملكة بتحقيق الاستقرار في أسواق الطاقة العالمية، والتخلي بشكل نهائي عن صفقة إنتاج النفط التي وقعت في عهد ترامب مع روسيا.

كما شملت المطالب تعليق الدعم العسكري الأمريكي للرياض، بالإضافة إلى الدعوة إلى وضع حد للاعتقال التعسفي للمدافعين عن حقوق الإنسان في السعودية، فضلاً عن انتهاكات حقوق الإنسان الأخرى.

وشددت أيضاً المطالب على إعادة التأكيد على مطالبة الولايات المتحدة بالمساءلة، بما يتماشى مع المعايير القانونية الدولية المعمول بها، عن مقتل الصحفي جمال خاشقجي المقيم بصفة قانونية في الولايات المتحدة.

المعارضة والناشطة السعودية مضاوي الرشيد كتبت مقالًا نشره موقع “ميدل ايست آي” بعنوان ” هذه ملامح الصفقة المحتملة بين بايدن وبن سلمان”  قالت فيه إن السعودية تستخدم ” التطبيع” مع الاحتلال الإسرائيلي كورقة مساومة لاستعادة وضعها المميز في واشنطن.

وقالت الرشيد أن حرب أوكرانيا وارتفاع أسعار الطاقة، وضعت ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، في موقف تفاوض قوي اقتصاديا؛ لكنه ضعيف سياسيا وعسكريا.

أما شبكة “سي ان ان” الإخبارية الأمريكية فقد كشفت ان مسؤولين أمريكيين رفيعي المستوى أبلغوا الرياض باستعداد واشنطن لـ”إعادة ضبط العلاقات” معها وتجاوز قضية مقتل الصحفي السعودي “جمال خاشقجي” في قنصلية بلاده بإسطنبول عام 2018.

قد يعجبك ايضا