المصدر الأول لاخبار اليمن

هل يكفي درس شبوة لإعادة حزب الإصلاح إلى جادة الصواب؟

تحليل/ وكالة الصحافة اليمنية //

 

في بداية الحرب على اليمن، كانت مكونات التحالف منقسمة فيما بينها على أجندات مختلفة يعمل عليها كل طرف بشكل سري وبمعزل عن بقية الأطراف.

 لكن الرياض وأبو ظبي اتفقت على أمر واحد هو اقصاء جماعة الاخوان من المشهد بشكل متدرج، ولم تكن البيانات التي اعلنها حزب الإصلاح ـ ذراع جماعة الإخوان في اليمن ـ بنفي علاقته بالتنظيم الدولي لجماعة الاخوان أكثر من بيانات إذلال للحزب من قبل السعوديين والإماراتيين، دون أن تنجح تلك البيانات من اقناع الرياض وأبوظبي بتغيير مواقفها العدائية تجاه جماعة الاخوان في اليمن.

يعرف الجميع بما فيهم السعوديين والإماراتيين أن مبادئ جماعة الاخوان مطاطية وتتحمل المناورات في سبيل الحفاظ على رغبة الجماعة في الهيمنة والاستحواذ.

لم يكن لدى الرياض وأبو ظبي أي رغبة في تقاسم الهيمنة المتوقعة على اليمن مع جماعة الإخوان إلا أن الجماعة، انطلقت في تعاملها مع السعوديين ومحمد بن زايد،  على أساس الاحتواء والمسايرة، دون ابداء أي تذمر من توجهات الاقصاء والتهميش التي تتعرض لها الجماعة من قبل شركائها السعوديين والإماراتيين.

سياسة التمييع وعدم الثبات في المواقف التي انتهجها حزب الاصلاح  في التعامل مع دول التحالف، دفعت السعوديين والإماراتيين إلى المزيد من الجرأة في إقصاء الحزب بعيداً عن مسرح الأحداث في اليمن.

 وقد وصل الأمر بالرياض إلى إعلان جماعة الإخوان جماعة إرهابية، الأمر الذي كان له كثير من التبعات على جماعة الاخوان في اليمن، أخذت على إثره الرياض وأبو ظبي الإمعان في توجيه الضربات السياسية والعسكرية للجماعة  في اليمن، إبتداء من معركة الطرد الثانية من عدن في سبتمبر 2019 وما تخللها من جرائم إبادة لمجندي حزب الإصلاح، ومروراً بطرد القوات الموالية للحزب من جزيرة سقطرى في يونيو 2020، وصولاً إلى معركة شبوة، والاتجاه إلى تصفية المسلحين التابعين للحزب في حضرموت وأبين، حسب تصريحات قيادات المجلس الانتقالي الموالي للرياض وأبو ظبي.

ورغم كل ما تعرضت له جماعة الاخوان منذ وقت مبكر على يد السعودية والإمارات، إلا أن الجماعة واصلت سياسة الاسترضاء لدول التحالف، والتضليل على أتباعها في أحسن الأحول عبر الإدعاء بأن “السعوديين أصدقاء والإماراتيين أعداء” متجاهلة حقيقة أن السعودية والإمارات وجهين لعملة واحدة، وبلا أدنى شعور بالمسؤولية، تجاه المجندين الذين يتم الزج بهم في معارك خاسرة، وقد أثبتت معركة شبوة أنه لولا تدخل صنعاء عبر تحذير دول التحالف بأن قصف الطيران الذي تعرض له مسلحي حزب الإصلاح في شبوة، يعد خرقاً للهدنة وأن المرتزقة هم من أبناء اليمن، و ليس مسموحاً لأي دولة أجنبية قتلهم، ما كانت غارات التحالف قد توقفت.

وفي المحصلة يجمع المحللين والمراقبين على ضرورة أن تقوم جماعة الاخوان في اليمن بمراجعة حساباتها تجاه بلادهم فالوقت لا يرحم.

قد يعجبك ايضا