المصدر الأول لاخبار اليمن

منع وصول المشتقات النفطية إلى الحديدة.. خرقًا للهدنة وتحضير لاستئناف الحرب

تقرير/ وكالة الصحافة اليمنية //

 

 

يفرض التحالف حصارًا بريًا وبحريًا وجويًا على اليمن، منذ بدء الحرب وحتى اليوم، يُمعن في استخدام كل الوسائل التي تضر بالشعب اليمني اقتصاديًا وصحيًا وتعليميًا، ولا يأبه بتلك المعاناة التي يشاهدها العالم أجمع وباتوا يعرفون تفاصيلها ويتغاضون عنها.

مؤخرًا وافق التحالف وحكومة صنعاء على “هدنة” برعاية أممية، دخلت حيز التنفيذ في الـ2 من إبريل 2022م، وكان التحالف يبذل ما بوسعه لتمديد الهدنة، التي تم قبولها من قبل المجلس السياسي، وفق شروط محددة، قابلة للتوسع متى التزم التحالف بالبنود المتفق عليها.

كان من أهم شروط الهدنة، رفع الحصار والسماح لسفن الوقود بالوصول إلى ميناء الحديدة، كأبسط حق من حقوق شعب تقتله الحرب يوميًا؛ لكن ما حصل أن اخترق الهدنة عبر بعض الجبهات، ويناوش هنا وهناك في استفزاز واضح للجيش واللجان الشعبية، الذين يلتزمون ضبط النفس مع كل اختراق.

اليوم التحالف يتملص من شرط إدخال سفن الوقود إلى الحديدة، وهو يعلم عواقب ما سيتسبب به هذا التعنت البربري، تجاه اليمنيين واحتياجاتهم.

هنا في اليمن أكثر من عشرين مليون يمني، يُحكم عليهم بالموت البطيء، بسبب منع وصول المشتقات النفطية إلى المجتمع، وهو الأمر الذي لا يلقي له التحالف بالًا.

احتجاز سفن النفط من قبل التحالف ومنع وصولها إلى ميناء الحديدة

أوضاع صعبة يعيشها المواطن اليمني الذي سلبه التحالف وأدواته “راتبه” الشهري، وطأة الحرب لم ترحم صغيرًا ولا كبيرًا، يضاعفها تحالف وحشي بتصرفات عبثية غير مبررة، يهدف من وراء قطع وصول المشتقات النفطية إلى إبادة الشعب، كون النفط لا يرتبط بوسائل المواصلات فقط، ولكنه أساس تشغيل المرافق الصحية التي يحتاجها المرضى، بالإضافة إلى المرافق الخدمية التي يؤثر انعدام المشتقات النفطية عنها إلى عواقب وخيمة، أكد التحالف من خلال ممارسة هذه الأعمال أنه يريد تلافي عجزه العسكري، ليقتل ويدمر الشعب بهذه الطرق التي تتنافي مع القيم والمبادئ والإنسانية، وإن كانت الحرب قائمة.

التأثير المباشر على اليمن

تؤدي أزمات المشتقات النفطية على قطاع المياه في اليمن، إلى تداعيات كارثية يتولد عنها عجز حوالي 55% من السكان عن الوصول إلى مصادر المياه الآمنة و الاتجاه إلى مصادر المياه غير المحسنة.. وقد ترتب على صعوبة الحصول على المياه تفشي انتشار بعض الأمراض كالكوليرا والدفتريا وكوفيد-19 مع استمرار أزمة انعدام المشتقات النفطية.

مرضى اليمنيين يعانون جراء انعدام المشتقات النفطية

تعد أزمة الوقود وما يرتبط بها من ارتفاع تكاليف كل من النقل والإنتاج تحدياً كبيراً أدى إلى تعطيل سبل المعيشة وتشير التقديرات إلى ارتفاع نسبة السكان تحت خط الفقر الوطني بحوالي 30 نقطة مئوية من 48,6% في مسح ميزانية الأسرة عام 2014م إلى 78,8% عام 2018م.

ومع استمرار أزمة المشتقات النفطية فإن معدلات الفقر مرشحة للزيادة إلى معدلات تفوق 80% خلال الفترة القادمة.

منذ بداية الهدنة المعلنة في الثاني من أبريل نيسان الماضي إلى الثاني من سبتمبر الجاري، لم تدخل موانئ الحديدة سوى 33 سفينة وقود من أصل 54 سفينة وقود، بموجب النقاط الرئيسية لاتفاق الهدنة، حسب الناطق الرسمي لشركة النفط في صنعاء. وخلال التمديد الثاني للهدنة في الـ2 من أغسطس الماضي، لم يسمح التحالف بدخول أي سفينة وقود إلى موانئ الحديدة، حسب تصريحات شركة النفط في صنعاء.

شحة المياه أحد أسباب انعدام المشتقات النفطية

ترعى الأمم المتحدة اتفاقيات تحت مزاعم ” الإنسانية” ويؤكد مبعوثها في اليمن هانز غروندبيرغ، بأنه يسعى إلى هدنة واسعة، تفضي إلى سلام دائم؛ لكن بين ما يقوله غروندبرغ وما يفعله التحالف على أرض الواقع، تناقض واضح وفاضح، ففي الوقت الذي يقدم فيه المجلس السياسي مبادرات إنهاء الحرب، يقدم التحالف وقودًا لإشعال الحرب والمآسي، دون اكتراث لأي اتفاق أو بنود.

منطقيًا، أفشل التحالف “الهدنة” فإصراره على أن يعود إلى ما قبل الثاني من إبريل 2022، يعني نكثه بالاتفاق، بمباركة الأمم المتحدة، التي تواصل دورها في التشدق بالمعاناة اليمنية وهي راضية عن العدوان ومستمرة في إحصاء أعداد الضحايا من الأطفال والشيوخ والنساء، لتقدم تلك الحصيلة الدموية المشاركة فيها في بيانات مأساوية مغلفة بدماء اليمنيين.

التحالف بجملة الخروقات العسكرية والإنسانية، التي يرتكبها في اليمن، لم يدع مجالًا للشك في أنه لا يريد إنهاء الحرب ورفع الحصار، وفيما يبدو أن قرار استمرار الحرب يُطبخ الآن بنار هادئة من قبل التحالف.

قد يعجبك ايضا