المصدر الأول لاخبار اليمن

تشارين 2022.. زمن العواصف واستحقاقات التحولات الكبرى

تحليل / ميخائيل عوض / وكالة الصحافة اليمنية //

 

للتواريخ والأزمنة احكامها، فالمصادفات ليست عبثية، بل تجري بترتيب وتتقاطع مقدماتها لتصير احداثها مقدمات راسخة لتحولات عاصفة.

في التشرينين استحقاقات دستورية مقررة مسبقا، وتصادفها سيطلق نذر عواصف تستعجل ولادة العالم الجديد التي استعصت ولم تستولده العملية الجراحية من الخاصرة الأوكرانية بل تسببت بمزيد من الاختلاطات وزادت في الاستعصاء.

في إسرائيل انتخابات كنيست خامسة في سنتين ومؤشراتها إعادة انتاج توازنات التعطيل والعجز، وتصاعد صراعات قبائل إسرائيل وتشكيلاتها. والانتخابات تجري على وقع تطورين بالغا الأهمية، الأول تصاعد اعمال المقاومة في الضفة و داخل أراضي ٤٨ وتصاعد مؤشرات العجز الإسرائيلي عن اجهاضها او احتوائها وتمكن المقاومة بطابعها الجديد ورموزها وجيلها الشاب واعدة بان تستمر وتتعاظم لتتحول الى انتفاضة مسلحة تستعجل التحرير الكامل.

وتصادف الانتخابات الإسرائيلية اعلان محور المقاومة على لسان الامام الخامنئي والسيد حسن نصرالله الانتقال الى الهجوم وقد بلغت الاستعدادات ذروتها والأزمات في العراق ولبنان تشتد لتفرض مخرجها الوحيد بالاشتباك مع إسرائيل وبقايا الوجود الأمريكي في سورية والعراق، وتهديد السيد نصرالله يتكرر ويتحدد بمنع استخراج ثروات حقل كاريش ما لم ينتزع لبنان حقوقه كاملة وسيادته وقراره المستقل والحر.

وفي تشرين انتخابات في البرازيل، الدولة الركنية في أمريكا اللاتينية وفي منظمة البريكس ووعدها عودة لولا ديسيلفا، القائد العمالي الثوري بقناعة راسخة وبعد تجربة مرة تجعل عودته حدثا عاصفا تتسبب بصداع قاتل للمشروع الأمريكي في القارة اللاتينية كما في أوروبا وفي الحرب الأوكرانية والحرب الاقتصادية التي تشتد اوارها وتتعاظم مخاطرها، فالبرازيل دولة ركنية في البركس.

وفي تشرين مؤتمر للحزب الشيوعي الصيني وفيه يتقرر الاستراتيجيات والتجديد للقيادة أو انتاج قيادة جديدة والحرب الاقتصادية على اشدها وحرب أمريكا على الصين في ذروتها وتمس بقيم الصين والتزاماتها ووحدتها الامر الذي سيهيمن على المؤتمر ونواتجه وليس في الأفق أي احتمال لتراجع صيني بل المؤشرات تقطع بان الاتجاه سيكون اكثر هجومية واكثر راديكالية وتصادمية، فالمس بوحدة الصين من المحرمات وقد تورطت أمريكا بتجاوزها.

وفي تشربن الحدث المفصلي الذي تترقبه أمريكا ليتقرر فيها احد احتمالات نوعية وغير مسبوقة  فإما عودة مظفرة تسونامي للترامبية وهذه ستطلق إعادة تأسيس أمريكا والعمل فورا على الانسحابية العالمية وتدمير العولمة ولوبياتها لصالح الدولة وانبعاث القومية وشعارات الأمة، وهو احتمال ترجحه استطلاعات الرأي ومجمل التطورات، والاحتمال الثاني التزوير وهذه في التوازنات ستفتح أمريكا على احد سيناريوهات ثلاث؛ فإما انقلابا عسكرياً او فوضى سياسية واجتماعية وتوترات أمنية، أو تسارع خطوات الانفصال للولايات الغنية ما يضع أمريكا ودرها العالمي ومستقبلها امام حقبة وعصر جديد مختلف.

وفي تشرين يضرب الصقيع أوروبا ويوترها وتتسارع فيها عناصر وتفاعلات الأزمات المتراكمة وسيعززها أزمات أمريكا واحتمالات انفجار الفقاعات الاقتصادية وروسيا والصين والبركس وشنغهاي تسعى وتبذل جهد وتراقب العاصفة الانهيارية الاي يتوقعها الكثيرون لتبني عليها وتراكم تحولانها لإنهاء الهيمنة الامريكية وربما دفن العالم القديم عالم الامركة وقيمها والليبرالية المتوحشة التي انتهى اليها النظام والعالم الرأسمالي الذي ولد في معاهدة وستفاليا ١٦٤٨ ميلادية وقد استنفذت شروطها وظروفها وصلاحياتها واخذت الرأسمالية وقتها واختبرت نفسها وتجاربها وسادت وأصبحت على عتبة الانهيار فبعد السيادة والعربدة شيخوخة وموت .

تشارين ٢٠٢٢ ستكون زمنا عاصفا ومفصليا استحقاقاتها واحداثها تتقاطع زمنيا وتتصادف لتجتمع عناصر العواصف العاتيات والتي بنتيجتها سيتقرر ما سيكون ومن وما الذي يرث ما كان وشاخ فباد.

 

*كاتب ومحلل سياسي لبناني

قد يعجبك ايضا