المصدر الأول لاخبار اليمن

من داخل الصرح الطبي لجامعة 21 سبتمبر ومستشفى 48 .. كارثة كبرى تهدد أبناء العاصمة

//تحقيق خاص// وكالة الصحافة اليمنية في منطقة السواد المدخل الجنوبي للعاصمة صنعاء تنتظرك في تلك الرقعة مستنقعات وبحيرات من المجاري تغمر الشوارع وتهدد المارة ومركباتهم بشكل يومي تجبر على استنشاق الروائح النتنة من “المجاري”  المتدفقة من داخل الصرح الطبي لتنذر بكارثة بيئة وصحية كبرى في ظل عجز حكومي وصمت ملحوظ مخزي من الجهات المعنية عن […]

//تحقيق خاص// وكالة الصحافة اليمنية

في منطقة السواد المدخل الجنوبي للعاصمة صنعاء تنتظرك في تلك الرقعة مستنقعات وبحيرات من المجاري تغمر الشوارع وتهدد المارة ومركباتهم بشكل يومي تجبر على استنشاق الروائح النتنة من “المجاري”  المتدفقة من داخل الصرح الطبي لتنذر بكارثة بيئة وصحية كبرى في ظل عجز حكومي وصمت ملحوظ مخزي من الجهات المعنية عن ايجاد حل حيث تغلق مياه المجاري المتدفقة  بشكل يومي  يجبر المارة من المواطنين في الشارع الرئيس –شارع تعز وكذلك المجتمع القاطن مابين اللحظة والأخرى وعلى مدى سنوات طائلة.

وأنت على مشارف دخول العاصمة صنعاء وتحديدا أمام مستشفى 48 النموذجي وجامعة 12 سبتمبر الطبية عليك إعداد العدة للسلامة المتمثلة في كمامات طبية أو شيلان أو حتى لثام إن لزم الأمر لأن هناك كارثة بيئة كبرى وخطيرة تجبرك أن ترفع قليلا من شوكة  السرعة  والتحصن داخل المركبات وإغلاق نوافذها وأبوابها رغم المطبات التي تجبرك على مسك فرامل في الخط العام.

نزلت “وكالة الصحافة اليمنية ” في زيارة ميدانية لتنقل الحقيقة بعد شكاوى عدة رفعها الأهالي والعاملين في شركات الاستثمار الواقعة أمام بوابتي جامعة 21 سبتمبر الطبية ومستشفى 48 النموذجي أمام الخطر الذي يتهددهم دون أي تجاوب من قبل المعنيين.

مياه المجاري تملأ الشارع العام في سواد حنش منذ فترة طويلة وخطيرة جدا كما يتحدث مدير عام مستشفى 48 النموذجي عقيد .د اسماعيل الورفي وقبل أن ندخل إلى مكتبه اتجهنا أولاً للاستماع ورصد ما يتحدث عنه العاملون والأهالي والطلاب عن هذه الظاهرة.

التقينا الأخ محمد طحامة الذي  يعمل في المجال الأمني لحراسة في شركة ناتكو المقابلة للكلية ومستشفى 28 وحراس آخرين في الشركة المقابلة والذين عبروا بمرارة عن  معاناتهم من تدفق “المجاري” التي وصلت إلى البوابات الرئيسية للشركات حيث يقول تعرضنا للدغات من النامس بعد تفشي وانتشار طفح المجاري بقوة إلى الخط العام.

مؤكداً أنه وعدد من زملائه في الشركات الأخرى المحاذية للكلية والمستشفى تقدموا بأكثر من 5 شكاوى إلى مدير المستشفى ورئيس الجامعة نظراً لما يعانون ويحسون ممن أمراض صدرية ويستنشقون روائح كريهة على مدار 24 ساعة,ومخافة على حياتهم من انتشار الأوبئة والأمراض المعدية منها”وباء الكوليرا” الذي حصد المئات من أبناء شعبنا اليمني خصوصا وأننا دخلنا على موسم الأمطار لكنهم لم يجدو اي تجاوب معهم  من قبلهم على الإطلاق .

ترددنا على مدى يومين على هذه الشركات وانتظرنا ساعات طويلة في حرارة الشمس علنا نجد من يتحدث بصفة رسمية في هذه الشركات غير الحراس إلأ أنهم كما يبدوا بلعو ألسنتهم إلى الداخل وأمام هذه المشكلة المؤرقة لهم  كثير من المواطنين أكدوا في حديثهم معنا عن هذه المشكلة مؤكدين بأن هذا المكان أصبح غير صالح للتعليم لما يمثله من خطورة كبيرة جدا عليهم.

طرقنا مكتب مدير عام مستشفى 48 النموذجي عقيد.د اسماعيل الورفي والذي تحدث معنا بقوله:

بالنسبة لموضوع المجاري أريد من المجتمع ان يفهم الناس قضية ان طفح المجاري ليست وليدة اللحظة وانما هي مشكلة قديمة تحرج من بيارات المستشفى والجامعة مؤخراً ونقوم بشفطها, مشيرا ً إلى أن الشفاط الخاص بالمستشفى يشتغل ليل نهار, ومؤكدا في الوقت ذاته بأن البيارة التي تطفح منها المجاري لا تخص المتستشفى فقط وانما تشترك فيها الجامعة أيضا. ورغم أننا نستمر في شفط المجاري بشكل يومي كان الشفاط يعمل حلول أيضا الا أنه زاد الزخم  والضغط عليه من الجامعة ما شكل عبئا كبيرا عليه ولم يقوم بعمل اللازم والكفاية ولذا نحن بحاجة شفاط آخر  ونحن نقدم جهدنا في عملية الشفط والتفريغ بشكل مستمر .

 مدير المستشفى أضاف بقوله: إذا كانت المشكلة متعلقة بالمستشفى فنحن قادرون على سحب الكميات الخاصة بنا” لكنه يؤكد في حديثه معنا بأن المشكلة تكمن في الجامعة بسبب استقبالها 3 آلف طالب وطالبة من الجامعة , وأن إدارة الجامعة لم تعمل شيئا إزاء طفح المجاري رغم  لديهم امكانيات التواصل مع المحافظة ويتلقون دعما لا محدوداً من قبل محافظ صنعاء , بل ولديهم القدرة على وضع حلول وإنشاء بيارات جديدة خارج لحل الاشكالية.

تحدثنا معه عن موقف الجامعة رغم أن الطلاب الذين يرتادونها يذوقون الأمرين وهي وجهتهم جميعا فأجاب قائلا”هم لا يهمهم الموضوع كونهم يروننا نتابع ونتعب ونعامل ولم يتفاعلوا معنا للأسف الشديد إلى اليوم.

ويضيف “الجامعة لا تبدي أي تعاون وليس لها أي علاقة مع الشفاط الخاص بنا ولم نلق منهم أي تفاعل أو تجاوب مع الموضوع, ولم نسمع منهم كلمة واحدة للتشاور معنا لإيجاد حلول.

وعن سعي إدارة المستشفى للحد من هذه الوباء المتفشي وتواصلها مع الجهات المعنية يؤكد د الورفي أنه تقدم بأكثر من مذكرة واجتمع مع وزير الاشغال العامة أكثر من3 اجتماعات وكان متفاعلا في الموضوع ومهتم وتم الوعد من قبل وزير الأشغال بأنه سيتم حفر بيارة ولكن للأسف الشديد وصل إلى طريق مسدود مع وزارة المالية ,فالمشروع كان قد تم الإعلان عنه في مناقصة وكنا في إطار البحث عن مقاول بملبغ يقدر بـ20 مليون ريال يمني لكن توقف المشروع بسبب تعنت وزير المالية السابق صالح شعبان. والان لا أعلم ما المشكلة في وزارة الأشغال العامة في عدم سرعتها للاستجابة وتنفيذ المشروع.

مدير المستشفى قال إن الموضوع يخص محافظة صنعاء لوضع حلول مع وزارة الأشغال, وللأسف الشديد تلقينا مذكرة من مكتب الاشغال بمحافظة صنعاء تتضمن شكوى من طفح المجاري, رغم أنه من صميم عملهم هم ,وأتمنى أن يصل صوتنا إلى محافظ صنعاء ودائرة الاشغال بالمحافظة ووزيرها والمعنين كلهم.

وضعنا على طاولة مكتبه عدد من الشكاوى التي تلقيناها من المواطنين عن هذه الظاهرة لكن كانت إجابته على ما رأي بعينه في الشكاوى المرفوعة لهم ” الموضوع الذي يؤرقنا بان كافة الخطابات والاتهامات توجه للمستشفى كون الفكرة العامة عند الناس بان الجامعة تابعة للمستشفى, رغم ان إدارة المستشفى مستقلة والجامعة  جهة مستقلة تتبع التعليم العالي ولسنا مسؤولون عنهم حتى ان الشركات المتواجدة امام الجامعة,وعقب قيام الجامعة بفتح خط كيل تلفون إلى الخط المقابل وتسربت مياه المجاري إلى أمام بوابة الشركات وجهوا شكاواهم مباشرة إلينا.

هنا تكمن الخطوة

يقول مدير عام المستشفى أن مشكلة تطفح المجاري خطير من كافة النواحي لو لم يكن فقط سوى المنظر والروائح المنتنة التي تتصاعد بكثافة كونها بجانب مستشفى, إضافة إلى انتقال العدوى , الموضوع سيئ جدا  ومؤرق لنا بشكل كبير, لكننا لم نبق جهد إلا وعملناه لأنه ينسب أحد أسباب المشكلة إلى مشروع المجاري الذي يصل إلى المنطقة إطلاقا.

مدير المستشفى يريد أن يجمع بين محافظ صنعاء وبين وزير الأشغال ليري حسبما يقول أين مكامن الخلل والتعنت من خلال رمي التهمة والتنصل عن المسؤولية من كل قبل طرف على الاخر.

بعد ساعات من الانتظار في مكتب رئيس الجامعة ا د ياسر عبدالمغني لنضع عليه هذه المشكلة لكنه حالنا لمكتب  أمين عام الجامعة الاستاذ غالب حنين قطينة وبعد التقائنا به أكد بأن الجامعة متجاوبة ومتعاونة بشكل كامل مع إدارة  مستشفى 48 فيما يخصي بتفشي المجاري وصرفها من خلال اطلاعكم على بعض التسهيلات المالية التي نقدمها لهم, بمبالغ مالية كل يومين للتعاون, ونحن بالنسبة لنا لا نسمح بأن تكون هناك قطرة مجاري واحدة تطفوا على السطح لمضايقة المواطنين المارة والقاطنين في المنطقة, ونرفضها, إذ كانت المشكلة هذه ليست حاصلة في وقت سابق لأكثر من 4 سنوات, وكنا نتعهدها بشكل مستمرة ليل نهار ونعمل على إصلاحها وصيانتها بشكل مستمر.

انتقلنا إلى مدير الخدمات في جامعة 21 سبتمبر للعلوم الطبية والتطبيقية للتأكد من صحة ما يقوله أمين عام الجامعة ” قطينة” حيث أوضح في سياق حديثة  بأن الجامعة تتعاون مع إدارة مستشفى 48 بشكل مباشر وتسهم في تلافي الكارثة, مؤكدا أنه يتم دفع مبالغ مالية كبيرة للعاملين وتسلم هذه المبالغ للأخ عبده حسين الشميري الذي يعمل في مجال شفط البيارات بالإضافة إلى صرف كميات كبيرة من مادة الديزل لشفط الصرف الصحي,

وبتوجيه منه اطلعنا مباشرة على الوثائق الرسمية في إدارة الحسابات حيث كشف أمجد راجح مدير القسم أمام أعيننا بأنه تم صرف 228,753 مائتين وثمانية وعشرون ألف وسبعمائة وثلاثة وخمسين ريال فقط لشهري(1-2) من العام الحالي لتجاوز المشكلة.

المدير المالي للجامعة محمد الحاج أوضح بأنه يتم صرف مبالغ يومية للعاملين في مجال شفط المجاري تقدر بـ _(10-15 ) الف ريال يوميا, مشيرا بأن إدارة الجامعة  تتعرض للتهديدات من قبل عمال الصرف الصحي في المستشفى بأنه إذا لم يتم صرف مبالغ لهم وإلا فسيقومون بسد المجاري لتدخل ساحة الجامعة.

عدنا إلى مدير الخدمات في مستشفى 48 نبيل الرباط الذي نفى بدوره ما تحدثت به إدارة الجامعة عن دعمها لمسئول الصرف الصحي حيث قال : مسؤول الصرف الصحي لا يتبع المستشفى فقط وانما يتبع الجامعة أيضا, مؤكدا خلاف ما تنفيه إدارة الجامعة من عدم اشتراكها في المشكلة وموضحاً بأن أنابيب الصرف الصحي للجامعة لديها اشتراكات مع بيارات مستشفى 48.

. عدنا إلى أمين عام الجامعة ووضعنا عليه ما تحدث به مدير عام المستشفى عن تلقي الجامعة دعما ماليا من قبل محافظة صنعاء وأماكن أخرى ورغم كل هذا لم يتفاعلوا إيجابا مع المستشفى عن الحد من الظاهرة فقال “قطينة “..ما تحدث  به د الورفي  عن الدعم المالي عار عن الصحة والحقيقة أن الدعم لنا  ليس مادي وإنما دعم معنوي وسياسي فقط.

سألناه: هل ناقشتم  في لقاء مع إدارة مستشفى 48 هذه المشكلة ووضعتم لها حلول جذرية .

فأجاب في الحقيقة نحن لم نجتمع معهم أو نلتقي على الإطلاق, ولكن أي مذكرة تصلنا من قبلهم بخصوص صرف مبالغ مالية لمساعدتهم او صيانة لها ومفاقدتها وكذا للعمال الذي يقومون بعملية الشفط, ونحن نقوم بالصيانة الكاملة للمجاري الخاصة بالجامعة والتي تتواجد بداخلها  مؤكدا بأنه تم استحداث 6 معامل جديدة للطلاب وتم إنشاء بيارات جديدة خاصة لها ويقومون بشفطها بصورة مستمرة من داخل حوش الجامعة, ولكنا مستعدون لإبداء أي تعاون مطلوب منا فيما تطلبه قيادة المستشفى,  ولم نتقاعس على إطلاق في ما يطلبونه منا.

اتهامات ونفي

“قطينة ” نفى ما تحدث به مدير عام المستشفى عن اشتراك الجامعة في طفح المجاري ويؤكد: أنه لا يوجد من الجامعة أي تسريب إلى الساحة أو إلى الشارع العام نهائيا ونحن مسؤولون على كلامنا هذا.

ولكنه أكد مع ما يقوله مدير المستشفى بأن انتشار طفح المجاري تمثل خطورة كبيرة ليست على مستوى الجامعة وحسب وإنما على مستوى المنطقة بأكملها  وتشوه البيئة والمرافق الرئيسية بشكل كبير.

أمين عام المستشفى نفى ما قاله مدير المستشفى الذي قال أن السبب ايضا يعود لفتح مبنى جديد داحل الجامعة للطلاب الذين يقدرون ب3 الآلاف طالب وطالبة فقال: لم نفتح مبنى جديد إطلاقا وانما هم أنفسهم الطلاب وأن المجاري تأتي من داخل مستشفى الصداقة  الصيني , الذي كنا نتعد بشفطه يوميا, لكن حاليا لم يتم شفطه .

وعن مدى ماذا عملته إدارة الجامعة مع الجهات المعنية، قال “قطينة ” أنهم تقدموا بطلب لوزارة الأشغال في الوقوف والتعاون معنا لإنشاء مشروع يتضمن  الصرف الصحي بشكل  كامل , وللأن حضر لدينا وزير المياه والبيئة ونزلت لجنة للدارسة وعملت دراسات كاملة وتم رفعها من قبل المختصين في الجامعة, وأشركنا المستشفى فيها بحيث تكون شبكة متكاملة وكذا زارنا محافظ صنعاء وطلب منا دراسات  كاملة حول عملية الصرف الصحي للمستشفى والجامعة ونحن جاهزون لذلك ووعدنا بذلك .

عن الحلول الجذرية لهذه الظاهر طلب أمين عام الجامعة من قيادة مستشفى 48 بتسليم الوايت الخاص بالشفط وما يلحقه من مستحقات وتعهد بإخفاء الظاهرة بشكل جذري.

من المحرر..:

في الجامعة والمستشفى تتوجه الاتهامات لبعضهما البعض وكل يرى بأنها مشكلة خطيرة، فماذا لو تبدلت هذه النظرة واتحد الجميع في ايجاد حل جدري بأي وسيلة كانت بدلاً من رمي التهم.

 

قد يعجبك ايضا