المصدر الأول لاخبار اليمن

في ظل زيارات أمريكية متسارعة إلى المحافظة.. بحيرات حضرموت النفطية على موعد مع أنهار الدم

تقرير/عبدالكريم مطهر مفضل/وكالة الصحافة اليمنية//

“دقت ساعة الصفر” .. بهذه النبرة التصعيدية توعدت الميليشيات التابعة للإمارات في حضرموت شرق اليمن، حزب الإصلاح، على خلفية احتدام الموقف بين الطرفين للسيطرة على وادي وصحراء حضرموت الغنية بالنفط.

فمنذ عدة أيام تواصل ميليشيات “الأنتقالي” حشد مقاتليها في مناطق عدة من محافظة حضرموت شرق اليمن بهدف إخراج مجندي قائد الجناح العسكري لحزب الإصلاح علي محسن الأحمر فيما يسمى بالمنطقة العسكرية الأولى في مدينة سيئون بعد انتهاء المهلة التي اطلقها.

المثير للقلق أن هذا التصعيد يأتي في ظل تزايد الحضور العسكري الأمريكي الذي يتزامن مع الزيارات المثيرة لسفراء الدول الغربية لحضرموت.

مفترق طرق

نقاط عسكرية في حضرموت

وعليه اعتبر المراقبون والمهتمون بالشأن اليمني، أن المشهد الحضرمي بات على مفترق طرق في ظل عمليات الاستقطاب الغير مسبوقة من قبل الأخوة الأعداء (الانتقالي والإصلاح).

ميليشيا الأنتقالي دفعت بالعديد من المسلحين باتجاه مناطق عدة من حضرموت وفي المقابل حشد الإصلاح مقاتلي ما يسمى حلف قبائل حضرموت في مدينة المكلا الأمر الذي يُنذر باقتراب الصدام العسكري  بين الطرفين.

وكان “مرعي التميمي” المتحدث باسم لجنة تنفيذ مخرجات لقاء “حرو”، التابع للإمارات، قد توعد في وقت سابق باجتياح مناطق وادي وصحراء حضرموت لإخراج مجندي “المنطقة العسكرية الأولى” التابعة لحزب الإصلاح من خلال شن عملية عسكرية وصفها بـ”الخاطفة” عقب انتهاء المهلة المحددة لخروج مجندي الإصلاح من مدينة سيئون.

وقال التميمي في كلمة له امام حشد عسكري من مسلحي “الانتقالي” إن المعركة الأساسية تتمثل في تحرير وادي وصحراء حضرموت من عناصر مسلحي الإصلاح، موضحاً بأن المعركة باتت قريبة جداً.

يأتي ذلك تزامناً مع وجود مكون حضرمي ثالث نادي بـ”ضرورة احترام إرادة أبناء حضرموت في تقرير المصير وفصل المحافظة الغنية بالنفط عن الوطن الأم”.

قيادة خارج التغطية

العليمي والزبيدي

فرض سياسة الأمر الواقع بقوة السلاح سياسة قديمة حديثة تنتهجها ميليشيا الإنتقالي ومن خلفها الإمارات في صراعها المستمر منذ سنوات مع الحليف اللدود في العديد من المناطق الواقعة تحت سيطرة قوات التحالف والتي تجددت بشكل غير مسبوق في ظل تشكيل دول التحالف لـ”مجلس الرياض الرئاسي”.

ومع تجدد التصعيد الإماراتي الأخير واستعانة الإصلاح بمقاتلي حلف قبائل حضرموت يواصل “مجلس الرياض الرئاسي” والحكومة التابعة للتحالف البقاء خارج دائرة الفاعلية تاركة المناطق الواقعة تحت سيطرة التحالف في مواجهات دموية بين الإمارات والإصلاح.

وكالعادة فضَّل المجلس المُشكل من قبل السعودية والإمارات ومسؤولو حكومته، الصمت وتجاهل القضية كأن ما حدث كان في قارة أخرى، في تنصلٍ معيب عن أي دور حتى وإن كان شكلياً، يسمح لمجلس الرياض الرئاسي تبرير إدعاءاته بتمثيل اليمن.

وهنا يطرح العديد من المراقبين والمهتمين، سؤلاً مثيراُ للجدل عن سبب استمرار دوامة الصراع الدموي فيما بين الأخوة الأعداء وتمدده إلى مناطق كانت بعيدة كل البعد عن الصراع مثل محافظات اليمن الشرقية دون تدخل دول التحالف وجعل كلمة “عيدروس الزبيدي” رئيس “المجلس الانتقالي الجنوبي” هي العليا على حساب رئيس وأعضاء مجلس رئاسي يسعى التحالف بكل ما أوتي من قوة لمنحه الصبغة الشرعية لدى المجتمع الدولي والمحلي.

أطماع غربية

بن عزيز والوفد العسكري الأمريكي

وفي ذات الصعيد، أثارت التطورات الأخيرة في صفوف المكونات العسكرية لفرقاء المشهد من قوى التحالف وأدواتها، في حضرموت الكثير من القلق والمخاوف خاصة في ظل تزايد الحضور العسكري الأمريكي على أرض اليمن، والذي يتزامن مع الزيارات المثيرة لسفراء الدول الغربية لحضرموت.

الظهور المُعلن لقوات المارينز الامريكي في مدينة بروم الساحلية ولقاء السفير الامريكي، ستيفن فاجن، بمحافظ حضرموت المعين من دول التحالف، مبخوت بن ماضي، يكشف عن مخطط أمريكي خفي لاحتلال منابع النفط والغاز اليمني.

ولفت المراقبون، إلى ان الاهتمام الأمريكي المتزايد بمحافظة حضرموت له اهدافه وابعاده الخطيرة التي تستهدف أمن واستقرار اليمن ونهب ثرواته السيادية.

وعزز تلك المخاوف لقاء رئيس أركان وزارة دفاع “حكومة” التحالف الشيخ القبلي “صغير حمود بن عزيز” الذي أعلن عنها في تغريدة الأحد الماضي، رصدتها “وكالة الصحافة اليمنية” قائلاُ: ” نتطلع ان تحقق لقائتنا مع الصديق الجنرال، مايكل كوريلا، قائد القيادة المركزية الامريكية والصديق الفريق أول براد كوبر، قائد القوات البحرية الاميركية في القيادة المركزية قائد الأسطول الخامس الامريكي أفاقا جديدة للتعاون والتنسيق المشترك لتعزيز أمن واستقرار المنطقة وقد أكدوا لنا ذلك”.

وكان عضو “مجلس الرياض الرئاسي” ومحافظ حضرموت المقال، اللواء فرج البحسني قد كشف في 18 سبتمبر الماضي، أن محافظات حضرموت والمهرة وشبوة، تحظى باهتمام دولي لكونها مناطق استثمار نفطية وغازية هامة للأمريكيين والأوروبيين، في تأكيد على عدم التفريط بها من قبل قوى اقليمية ودولية.

 

أصوات رافضة

السفير الأمريكي في حضرموت

من جانبه، أكد رئيس المكتب السياسي للحراك الثوري الجنوبي “مدرم أبوسراج” في 12 نوفمبر الجاري، أن الوفد العسكري الذي زار محافظة حضرموت أجرى مسح ميداني في مرتفعات وسواحل المحافظة.

وكشف أبو سراج عن “أطماع أجنبية تهدف إلى إنشاء قواعد عسكرية للبحث عن الثروات النفطية ونهبها” حسب تعبيره.

كما رفض “الحراك الثوري الجنوبي”، بشدة في بيان سابق زيارة السفير الأمريكي لمحافظة حضرموت واصفاً تلك الزيارة بـ”الخرق السافر للسيادة الوطنية”.

المسيرات تواجه الشماعة

وكالعادة كان التلويح بورقة الإرهاب، حاضراً للتغطية على زيارة السفير الأمريكي الأخيرة لمحافظة حضرموت وكذا تواجد قواتها العسكرية بالقرب من منابعها النفطية وسواحلها.

ورأى المراقبون أن شماعة الإرهاب هي الغطاء الجيد الذي تسعى من خلاله الإدارة الأمريكية وحلفاؤها الغربيين لخلق مبرر لوجودها في حضرموت وإنشاء قواعد عسكرية لها من أجل تحقيق أجندات الاستيلاء على النفط والغاز وهو ما ترفضه حكومة الإنقاذ الوطني في صنعاء التي شنت عدة هجمات بالطيران المسير لمنع ناقلات نفط من الاقتراب إلى موانئ شرق اليمن بهدف نهب كميات من نفط اليمن الخام والتي كان أخرها استهداف الطيران المسير لميناء الضبة أمس الإثنين.

واكد المتحدث الرسمي لقوات صنعاء، العميد يحيى سريع، في بيان أمس الإثنين، “أن القوات المسلحة اليمنية مستمرة في حماية الثروة الوطنية السيادية حتى تصبح عائداتها في خدمة اليمنيين وتغطية مرتبات كافة الموظفين في كل المناطق اليمنية”.

قد يعجبك ايضا