المصدر الأول لاخبار اليمن

بسبب سوء علاقاته مع الامارات والسعودية.. ترشيح مبعوثا أوروبيا للخليج يثير خلافا داخل الاتحاد الأوروبي

متابعات/ وكالة الصحافة اليمنية //

 

أفادت مصادر مطلعة، السبت، بأن ترشيح وزير الخارجية الإيطالي السابق “لويجي دي مايو” مبعوثا أوروبيا إلى الخليج أثار خلافا داخل أروقة الاتحاد، حيث يزعم منتقدو الترشيح أن المرشح الأوفر حظا غير مؤهل بشكل جيد لهذا المنصب.

ونقلت صحيفة “الجارديان” عن بعض المنتقدين داخل الاتحاد الأوروبي (لم تسمهم) أن “دي مايو لديه سجل ضعيف في الخليج، وتسبب في انهيار العلاقات بين إيطاليا من جانب والإمارات والسعودية من جانب آخر، عبر دعمه حظر مبيعات الأسلحة للبلدين”.

ففي يناير2021، ألغت الحكومة الإيطالية بيع آلاف الصواريخ وقنابل الطائرات للسعودية والإمارات على خلفية حرب اليمن، وصرح “دي مايو” آنذاك بأن هذه الخطوة كانت “رسالة سلام واضحة تأتي من إيطاليا” وأظهرت “التزامًا بحقوق الإنسان”، ما دفع الإمارات باتخاذ قرار بنقل القوات الإيطالية من قاعدة المنهاد الجوية العسكرية في دبي.

وكانت القوات الإيطالية تستخدم القاعدة في عملياتها الجوية بإيران وأفغانستان والقرن الأفريقي خلال العديد من المهام متعددة الجنسيات.

ويحمل منتقدو “دي مايو” الوزير الإيطالي مسؤولية “عدم إبلاغ قادة الخليج” بقرار حظر الأسلحة بشكل جيد، ما أدى إلى عواقب دبلوماسية لإيطاليا لم تواجهها باقي الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، رغم اتخاذها إجراءات مماثلة ضد السعودية والإمارات.

وفي السياق، اعتبرت الخبيرة في شؤون منطقة الخليج بالمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية “سينزيا بيانكو”، أن “دي مايو” مسؤول عن إثارة “أشد أزمة دبلوماسية بين إيطاليا والإمارات في التاريخ المعاصر (..) وإذا أصبح مبعوثًا خاصًا للاتحاد الأوروبي إلى المنطقة، فسيكون ذلك بمثابة موت مبكر لسياسة الاتحاد الأوروبي في الخليج”.

ودعا أحد المصادر المطلعة اللجنة المشرفة على اتخاذ قرار تعيين المبعوث الأوروبي للخليج إلى وضع أزمات “دي مايو” مع دول المنطقة في الاعتبار، مشيرا إلى أن تاريخ وزير الخارجية الإيطالي السابق مليء أيضا بالرعونة السياسية، ضاربا المثل برحلته إلى باريس في عام 2019 لمقابلة محتجي حركة “السترات الصفراء”، ما أدى إلى توتر علاقات حكومة إيطاليا مع نظيرتها الفرنسية.

ووفقًا لمصدرين آخرين بالاتحاد الأوروبي، فإن “دي مايو” أصبح واحدا من أسماء القائمة النهائية لترشيح المبعوث إلى الخليج، إضافة إلى وزير الخارجية السلوفاكي السابق “يان كوبيش”، الذي شغل عدة مناصب في الأمم المتحدة، ووزير الخارجية القبرصي السابق “ماركوس كيبريانو”.

يأتي ذلك فيما قالت عضوة البرلمان الأوروبي، الألمانية “هانا نيومان”، التي ترأس وفد البرلمان الأوروبي للعلاقات مع شبه الجزيرة العربية، إنَّ مبعوث الاتحاد الأوروبي إلى الخليج بحاجة إلى أن يكون شخصاً “يتواصل حقاً على درجة مرضية ومباشرة مع القيادة في دول الخليج، ويكون مقبولاً لديهم”، معبرة عن خيبة أملها لعدم وجود أي امرأة في القائمة النهائية للترشيح.

وأضافت: “أعتقد أنه كان من الممكن أن يكون إرسال امرأة إلى هناك علامة قوية. ولدينا عدد كافٍ من النساء في الاتحاد الأوروبي من ذوات الخبرة في المسائل الأمنية، فضلاً عن العمل في دول الخليج ومعها”.

بينما نقلت “الجارديان” عن متحدث باسم المفوضية الأوروبية (لم تسمه) أن إجراءات تعيين الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي في الخليج “لم تنته بعد” رافضا “المشاركة في التكهنات الإعلامية”.

وكان “دي مايو” من بين أوائل الذين انضموا إلى حركة “النجوم الخمسة” الشعبوية في إيطاليا عند إنشائها عام 2009، في عمر لم يتجاوز الـ21 عامًا، ولم يكمل دراسته الجامعية، وشملت خبرته العملية قبل الدخول في السياسة العمل في مواقع البناء.

وفي عام 2013، عندما بلغ من العمر 26 عامًا، أصبح “دي مايو” أصغر شخص يتم انتخابه على الإطلاق نائبًا لرئيس مجلس النواب، وفي الانتخابات العامة لعام 2018 قاد حزبه إلى السلطة.

وسرعان ما أصبح “دي مايو” معروفًا بزلاته، بما في ذلك دعوته إلى مقاضاة الرئيس الإيطالي، “سيرجيو ماتاريلا”، بعد أن استخدم حق النقض ضد اختيار مثير للجدل لوزير المالية.

لكن مع نضوج “دي مايو” في منصب وزير الخارجية، خاصة في حكومة “ماريو دراجي”، نأى بنفسه عن حركة النجوم الخمسة، وانشق تمامًا عنها في الصيف الماضي، واعترف أنه كان ساذجًا في الماضي، خاصة فيما يتعلق بدعوته لعزل “ماتاريلا” ودعمه لحركة السترات الصفراء.

ومنذ الحرب الروسية في أوكرانيا، نقل الاتحاد الأوروبي العلاقات مع منطقة الخليج الغنية بالنفط والغاز إلى قائمة أولوياته. وفي مايو، كشف التكتل عن طموحاته لتأسيس “شراكة استراتيجية” مع دول مجلس التعاون الخليجي الست: البحرين والسعودية والكويت وقطر وعمان والإمارات العربية المتحدة.

ومن المتوقع أن يتخذ الممثل الأعلى للشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي، “جوزيب بوريل”، القرار النهائي بشأن مبعوث الاتحاد إلى الخليج في وقت لاحق من الشهر الحالي أو في أوائل ديسمبر، وقد يدعو الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، البالغ عددها 27، للتصويت على التعيين.

قد يعجبك ايضا