المصدر الأول لاخبار اليمن

المنح الدراسية تسقط أقنعة هامور الفساد في حكومة التحالف

تحليل/عبدالكريم مطهر مفضل/وكالة الصحافة اليمنية//

يتقاتلون فيما بينهم على من يكون له السبق في خدمة أسيادهم الأجانب بما يضمن للمحتلين الجدد نهب ثروات ومقدرات البلاد وبسط النفوذ على موقعها الجيوسياسي .. إلا أنهم متفقون فيما بينهم على الفساد ونهب حقوق المواطنين .. تلك أبرز خصائص النخبة السياسية والعسكرية والقبلية والميلشاوية الموالية للتحالف في اليمن والتي تسببت في جعل اليمن طول ثمان سنوات من الحرب العبثية والظالمة أكبر كارثة إنسانية في العالم خلال قرن وفق تقارير الأمم المتحدة.

 

منح دراسية .. لهث وراءها قادة سياسيون وعسكريون ونخب حزبية وثقافية واجتماعية لا قيم لهم ولا وطنية .. فكانت النتيجة فضيحة مدوية صاحبتها ضجة كبيرة وأصداء واسعة وردود أفعال رافضة في مختلف منصات التواصل الاجتماعي

سقوط الأقنعة

وتواصلت ردود الأفعال الغاضبة من قبل ناشطون وحقوقيون وإعلاميون وحتى ساسة موالون للتحالف على منصات التواصل الاجتماعي، لليوم الثاني على التوالي، بشأن فضيحة فساد مدوية هذه المرة شهدت أحداثها وزارة التعليم العالي في “حكومة” التحالف.

وأكد الناشطين والحقوقيين، أن فضيحة سطو كبار قيادات النخب السياسية والحزبية والعسكرية الموالية للتحالف على مقاعد المنح الدراسية لصالح أبنائهم وأقربائهم كشف مدى الانحطاط والإفلاس الذي وصلت إلية تلك القوى المتاجرة بالعباد والبلاد، وكشفت عن الوجه الحقيقي لتلك النخبة الفاسدة الذين تشاركوا جميعاً دون استحياء ووجه حق في السيطرة والسطو على موازنات الدولة وحرمان مستحقيها منها.

ويؤكد الناشطون والحقوقيون، أن مجلس وحكومة التحالف يصر يوماً تلو الأخر في تنفيذ استراتيجية الفشل والفساد، العالقة بين فساد مُنظم وخيانة ونهب الثروات وفقر مدقع للمواطن وبين صرفيات مهولة للمسؤولين ومصالح شخصية وتجارة رسمية باسم الدولة.

وكيف يرجو الشعب اليمني خيراً من “حكومة” تستخدم لقهر المواطن، وتطيل أمد الحرب والحصار عليه ضمن سياسة حقبة فاشلة وفاسدة تتمادى بفعلها مع سياسات دول التحالف في تجويع الشعب اليمني الذي يظهر مخذولاً ومقهوراً خاصة في ظل تقلص دور “مجلس الرياض الرئاسي” الذي يظهر -وفق مراقبون محليون وعرب- عاجزاً في اتخاذ أي قرارات لوقف الفساد والخيانة خدمة لأجندات التحالف المغرضة.

منح لغير أهلها

الوثائق كشفت تزاحم أبناء المسؤولين على نهب مقاعد المنح الدراسية بينما يحرم آلاف الطلاب المستحقين من أبناء الشعب ممن تحصلوا على معدلات عالية في الثانية العامة والمتفوقين في الجامعات اليمنية.

ونشر الناشطون عشرات الطلاب المستحقين بينهم طلاب تحصلوا على معدلات 90 % وما فوق لم يتمكن العديد منهم استكمال الدارسة في الجامعات اليمنية الحكومية والخاصة.

وفي أول تصرح لوزير التعليم العالي في “حكومة” التحالف “خالد الوصابي” أدعى أن القانون اليمني يُلزم الدولة بتدريس أبناء المسؤولين في الخارج.

ولفت الوصابي: إلى أن الوضع الذي تعاني منه الدولة جعلها مقصرة كثيراً في توفير المنح لكافة أبناء المسؤولين وبأن الدولة مقصرة في تدريس كافة أبناء المسؤولين وتقدم للبعض منهم مساعدات مالية ومقاعد مجانية، بلغت 35 مقعدا لأبناء العاملين في السلك الدبلوماسي.

وأضاف الوصابي: أن الناس يحسدون السفراء والوزراء ولا يعلمون بأن أوضاع المسؤولين أصبح صعب وبأن الدولة ملزمة بدفع تكاليف أبناء المسؤولين وأبناء السلك الدبلوماسي في الخارج الذي يتقاضي الفرد منهم 5000 دولار كمرتب شهري وهو لا يكفي للمعيشة في الغربة.

وفي تهديد صريح من الوزير الوصابي للطلاب المبتعثين في الخارج قال الوصابي، إذا استمر صمت كافة الطلاب في الدفاع عن الحقيقة ستضطر الحكومة إلى وقف المنح بشكل كامل وهنا سيضر شريحة كبيرة من الطلاب في الخارج والتي تمثل الغالبية الكبيرة موضحاً أن أبناء العاملين في السلك الدبلوماسي لا يتجاوز 5 % من أجمالي الطلاب المبتعثين.

كما لم يتطرق الوصابي في تصريحاته، إلى موضوع المنح الخاصة بأبناء النخب السياسية والعسكرية والحزبية والقبلية الموالية للتحالف

منح مثيرة للسخرية

دراسات اللغة العربية في الهند

منح دراسية أثارت حالة كبيرة من السخط والسخرية وعلى وجه الخصوص المنح التي منحت لأبناء المسؤولين لدراسة اللغة العربية في الهند وكذا منح دراسية في مجالات يمكن تدرسيها داخل أصغر الجامعات اليمنية، تم منحهم إياها في كندا وألمانيا وغيرها من الدول الأوربية.

ومن اوجه العبث بالوزارة ابتعاث الطالب نجيب علي حمود ملقاط والطالبة حنان محمد محمد الصعر في عام 2019 لدراسة اللغة العربية في الهند والتعزيز المالي الذي يستلمه الفرد الواحد للربع الواحد 1950$.

وفي السياق، تساءل الناشطون بسخرية، كيف يمكن لنا أن نتحدث أنا أصل العرب ونحن نبعث طلابنا لدراسة اللغة العربية في بلاد العجم كالهند.

وكشفت الوثائق المسربة أن رشاد العليمي رئيس “مجلس الرياض الرئاسي” ابتعث حفيده رشاد محمد رشاد العليمي وحفيده سام عبدالحافظ رشاد العليمي لدراسة إدارة أعمال في كندا، وكذا الدكتور ياسين سعيد نعمان ابتعث حفيدته روان خلدون ياسين لدارسة جرافيك في كندا، وكذا العميد صالح الذرحاني مستشار وزير الدفاع لشؤون المتقاعدين ابتعث حفيده مرزوق يدرس في الهند كيمياء وهذه مجالات سهلة يمكن توفيرها لهم داخل أي جامعة محلية في اليمن.

ملف فضيحة المنح المالية ملف شائك يحمل الكثير من صور الفساد المالي الذي يمارس داخل أروقة وزارة التعليم العالي والذي سيتم التطرق له في تقارير قادمة.

قد يعجبك ايضا