المصدر الأول لاخبار اليمن

فشل أمريكي في اخضاع كوريا الشمالية.. من يبدأ الضغط على زناد النووي؟

تقرير/ وكالة الصحافة اليمنية//

 

لا يوجد من هو متضرر من الترسانة النووية  لكوريا الشمالية، باستثناء الولايات وحلفائها في كوريا الجنوبية واليابان.

 تحاول واشنطن بشتى الطرق تأليب الرأي العام الدولي ضد كوريا الشمالية، وتحريض جارتها الجنوبية بالإضافة إلى اليابان بيونج يانج، وتصويرها على أنها عدو مشترك، فيما لم تقم كوريا الشمالية، بأي حرب كارثية، أو تؤجج صراعات مختلفة على مستوى العالم، على غرار ما تفعله الولايات المتحدة.

فرض معايير القوة.. اليمن مثالاً

 

وفي عالم يموج بالاضطراب ويخضع لمعايير القوة العسكرية، الذي فرضته الولايات المتحدة على العالم منذ غزو العراق عام 2003 لا يبدو أن هناك من هو مستعد للتخلص من أي قوة عسكرية، بالاعتماد على سيادة القانون الدولي. وهناك أمثلة حية في العالم تؤكد أن امتلاك الدول لامكانيات الردع العسكري، يمثل عامل الحماية الأبرز لمواجهة الغطرسة الأمريكية. وتمثل الحرب التي تتعرض لها اليمن على يد تحالف ترعاه الولايات المتحدة دليلاً على حالة الانهيار الأخلاقي الذي تقوده الولايات المتحدة، ورغم غياب المبررات للحرب على اليمن، إلا أن واشنطن باعتماد سياسة ذرائعية قتلت قرابة 400 الف مدني في اليمن بحسب تقارير الأمم المتحدة، من أجل فرض الهيمنة الأمريكية على الشرق الأوسط. وهو ما يدفع دول العالم إلى تطوير قدراتها العسكرية بهدف ردع المزاج المتقلب الذي تسعى واشنطن إلى فرضه على المجتمع الدولي.

عقوبات أمريكية فاشلة على كوريا الشمالية

أعلنت كوريا الشمالية اليوم الاثنين، أنها أطلقت أكثر من 130 قذيفة مدفعية في البحر قبالة سواحلها الشرقية والغربية بعد رصد تدريبات عسكرية عبر الحدود في الجنوب.

وسقطت بعض القذائف في المنطقة العازلة بالقرب من الحدود البحرية  بين الكوريتين.

ما قامت به كوريا الشمالية هو رد فعل طبيعي، بعد أن أجرت جارتها الجنوبية وأمريكا تدريبات مشتركة، اليوم الاثنين، بالقرب من الحدود في منطقة “تشيوروون” وسط شبه الجزيرة الكورية، وستستمر مناوراتهما حتى يوم غداً الثلاثاء .

في ظل تصاعد الصراع بين كوريا الشمالية وجارتها الجنوبية، يبدو أن العقوبات الأمريكية على بيونغ يانغ، غير مجدية، ما يدفع الحليفين إلى الرد على التجارب الصاروخية لكوريا الشمالية، بإجراء مناورات عسكرية وإطلاق صواريخ باليستية تصب جميعها في البحر.

قوة نووية علنية

 

لم يعد سرًا امتلاك كوريا الشمالية لأسلحة نووية، ولا يمكن أن تتخلى عنها مهما كانت لغة التهديدات أو الإغراءات، في مايو الماضي عرضت كوريا الجنوبية عبر رئيسها مساعدات اقتصادية ضخمة لـ بيونغ يانغ مقابل نزع سلاحها النووي، على اعتبار أن “صواريخها تهدد الأمن الإقليمي” من وجهة نظر واشنطن، حيث قال رئيس كوريا الجنوبية: “في حال شرعت كوريا الشمالية بصدق في عملية نزع السلاح النووي، نكون على استعداد للعمل مع المجتمع الدولي لتقديم خطة جريئة من شأنها تعزيز اقتصاد كوريا الشمالية بشكل كبير وتحسين نوعية الحياة لشعبها”.

رئيس كوريا الشمالية كيم في زيارة للجيش

وبلغت ذروة التصعيد بين الكوريتين، في أكتوبر الماضي، عندما أطلقت الشمالية صاروخًا باليستيًا، متوسط المدى حلق فوق اليابان، لأول مرة منذ خمس سنوات؛ لتطلق أمريكا صاروخين باليستيين؛ ردًا على ذلك.

لغة التهديدات تفشل

تنجح أمريكا في استقطاب الحلفاء ضد كوريا الشمالية؛ لكنها تفشل في اخضاعها، الجمعة الماضية شددت اليابان والولايات المتحدة وكوريا الجنوبية عقوباتهم ضد كوريا الشمالية، للحد من برامج الأسلحة في بيونج يانج، وذلك بعد اختبارها الأخير للصواريخ الباليستية العابرة للقارات خلال الشهر الماضي.
وقررت الحكومة اليابانية، اليوم الجمعة، تجميد أصول شركتين تجاريتين، بالإضافة إلى فرد واحد لمشاركتهم في برامج تطوير الأسلحة النووية والصواريخ في كوريا الشمالية، حسبما ذكرت وكالة أنباء “كيودو” اليابانية.

أخر تصريحات الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ التي أطلقها هذا الأسبوع قال فيها إن كامل الأراضي الأمريكية باتت في مرمى صواريخ بلاده، بعد إطلاق صاروخا بالستيا عابرا للقارات.

مناورة أمريكية كورية حنوبية

تصريحات الرئيس كيم، لا تتخذ مسارا دبلوماسيًا مهادنًا، فالزعيم القوي، يتحدث علانية عن قوة كوريا النووية، بل ويؤكد مرارًا أنهم يسعون إلى أن تكون كوريا الأقوى نوويًا، حيث قال في نوفمبر الماضي، ” إن بناء القوة النووية يهدف “لحماية كرامة وسيادة الدولة والشعب على نحو يعتمد عليه”، وإن “هدف (بلاده) النهائي هو امتلاك أقوى قوة استراتيجية في العالم، القوة المطلقة التي لم يسبق لها مثيل خلال القرن”.

حتى اليوم تظل أمريكا وحلفائها تدور في حلقة مفرغة، إزاء تصاعد القوة الكورية، مرة بالاسترضاء ومرة بالتهديد، وثالثة بالعقوبات، كل هذه الأساليب لم تعد كفيلة بكبح جماح القوة الكورية الشمالية، وهو ما يعيد أمريكا وكوريا الجنوبية، إلى خط الاستعراض العسكري بالمناورات وصب جام غضبهم في البحر لا أكثر.

قد يعجبك ايضا