المصدر الأول لاخبار اليمن

حتى أدوية الأطفال تثير رعب التحالف..!!

  تحليل خاص / وكالة الصحافة اليمنية في محاولة لإسقاط الذرائع التي يشن التحالف حربه على اساسها  لاحتلال الحديدة ، قدم السيد عبدالملك الحوثي  الاربعاء الماضي  مبادرة لتجنيب الحديدة ويلات الحرب والكوارث المترتبة عليها بحق شعب اليمن ، وقد تضمنت تلك المبادرة ، دعوة إلى الأمم المتحدة  للإشراف على إيرادات ميناء الحديدة، بحيث تذهب  ايرادات […]

 

تحليل خاص / وكالة الصحافة اليمنية

في محاولة لإسقاط الذرائع التي يشن التحالف حربه على اساسها  لاحتلال الحديدة ، قدم السيد عبدالملك الحوثي  الاربعاء الماضي  مبادرة لتجنيب الحديدة ويلات الحرب والكوارث المترتبة عليها بحق شعب اليمن ، وقد تضمنت تلك المبادرة ، دعوة إلى الأمم المتحدة  للإشراف على إيرادات ميناء الحديدة، بحيث تذهب  ايرادات الميناء  للمستشفيات والرواتب وأبناء محافظة الحديدة.

مع العلم أن هذه المبادرة كانت قد تقدمت بها حكومة الإنقاذ للمبعوث الدولي “مارتن غريفيت” في زيارته قبل الأخيرة لصنعاء وقبل أن تبدء معركة الحديدة، أي أنها لم تكن مبادرة من موقف ضعف ، حيث لايزال التحالف حتى اليوم هو الخاسر الأكبر في معركة الحديدة، في حين أن مواقف القيادة في صنعاء ثابتة لم يشبها أي تغير سواء قبل  أو اثناء معركة الحديدة.

ما اشبه الليلة بالبارحة

لكن تحالف الحرب رفض تلك المبادرة واستمر في تصعيده العسكري ضد الحديدة ، معيداً إلى الذاكرة الطريقة التي تعاملت الولايات المتحدة من اجل غزو العراق  في العام (2003) والتي لخصها بوش بقوله (حتى وإن تنحى صدام فإننا سنغزو العراق) مع العلم أن ذريعة احتلال العراق رفعت شعار التخلص من الديكتاتورية المتمثلة بالرئيس العراقي  صدام حسين أي أن ذريعة الحرب كان يمكن أن تنتهي بتنحي صدام ، إلا أن امريكا كانت قد عقدت العزم على احتلال وتدمير العراق في كل الأحول.

اليوم يعيد التاريخ نفسه في اليمن صانعاً مهزلة دامية تم حياكتها بخيوط حجج واهية لاحتلال ميناء ومطار مدينة الحديد ، وسيؤدي استمرار هجوم  التحالف  إلى المزيد المآسي والكوارث على شعب اليمن ، حيث تشير المنظمات الانسانية إلى أن هناك (250) الف شخص من المدنيين  سيخسرون كل شيء بما في ذلك حياتهم ، وأن ميناء الحديدة يمثل الشريان الرئيسي ل(70) من واردات اليمن من السلع الأساسية ، إضافة إلى مايمثله الهجوم من خطر مباشر على حياة مئات الالاف من اهالي مدينة الحديدة، التي تعد من أكثر المدن اليمنية كثافة في عدد السكان .

 اموال التحالف تغذي العالم وتقتل اليمنيين

إلا أن التحذيرات من الكوارث الانسانية التي ستعقب احتلال الحديدة، والمبادرة التي قدمتها حكومة الانقاذ في صنعاء وجددها السيد عبدالملك الحوثي لاحقاً ، لم تجد أذن صاغية لدى دول التحالف ، فمسألة احتلال  الحديدة من قبل التحالف امر تم التخطيط له منذ اللحظات الأولى لانطلاق حرب التحالف ضد اليمن في (15) مارس  (2015) .

ويرى عدد من المحللين الاستراتيجيين أن مسألة احتلال ساحل اليمن الغربي تكاد تكون الهدف الرئيسي للحرب التي تقودها واشنطن على اليمن ، بغرض السيطرة الأمريكية على باب المندب وطرق الملاحة الدولية في البحر الأحمر، خصوصاً أن الولايات المتحدة سبق وان قدمت عروضا للحكومة اليمنية بإقامة قواعد عسكرية امريكية في المناطق القريبة من باب المندب على ساحل البحر الاحمر، أو الجزر اليمنية التي تشرف مباشرة على مضيق باب المندب، والتي كان اخرها طلباً تقدمت واشنطن للحكومة اليمنية في العام (2008) من اجل انشاء قاعدة عسكرية امريكية في منطقة العمري والذي قوبل حينها بالرفض من قبل الحكومة .

بينما كان الكثير من المحللين الاستراتيجيين  قد حذروا قبل عقود من مطامع الولايات المتحدة في منطقة البحر الأحمر بما يقوض الأمن القومي العربي لصالح الكيان الصهيوني ، وكان الصحفي والمحلل الاستراتيجي الراحل محمد حسنين هيكل على رأس من اطلقوا تلك التحذيرات  وظل يرددها إلى ما قبل وفاته ، والذي قال في مقابلاته مع قناة الجزيرة أن الولايات المتحدة ستستغل حرب التحالف على اليمن لتنفذ حلمها القديم باحتلال جزيرة ميون والسيطرة على باب المندب والبحر الأحمر.

لعبة القفز على المنطق بالقوة

ورغم كل ذلك إلا أن المشروع الأمريكي لبسط نفوذه على البحر الأحمر يتواصل بكل وقاحة دون أن يكترث أنه بات مفضوحاً ولم يعد خافياً على احد ، فإلى جانب كل ما يتسم بمشروع احتلال الساحل الغربي من بواعث تدعو إلى الخجل ، إلا أن التحالف يصر على القفز على المنطق ، واستدرار الذرائع من اجل المضي بمشروع احتلال الساحل الغربي مهما كانت النتائج ومهما بذل من تضحيات .

فرغم أن كل التقارير الدولية تؤكد أن ميناء الحديدة لا يستخدم لتهريب أي أسلحة أو صواريخ بما في ذلك تقرير لجنة الخبراء المشكلة بقرار مجلس الأمن رقم (2342) ، إلا أن التحالف صنع من أكاذيبه حول تهريب الصواريخ حقائق غير قابلة للدحض ، وما تثبته كل الوقائع مجرد ادعاءات من وجهة نظر التحالف .

حيث أن اجراءات التفتيش الدقيق التي تخضع لها السفن المتوجهة إلى اليمن، تسقط حجة تهريب الصواريخ إلى اليمن ، إذ كيف يمكن أن تهرب الصواريخ على متن سفن يتم تفتيشها بشكل دقيق على يد التحالف نفسه والذي لايسمح بعبور أي سفينة دون أن تخضع لإجراءات التفتيش ، وإلا فان السفن تتعرض للقصف كما حدث للسفينة التركية التي كانت تحمل شحنة قمح ، و قصفها طيران التحالف في (12) مايو الماضي اثناء توجهها إلى ميناء الصليف رغم أنها خضعت للتفتيش في جيبوتي ، الأمر الذي يؤكد أن التحالف حذر في مسألة اخضاع السفن للتفتيش الدقيق إلى درجة الهوس  الذي يدفعه – بناء على مجرد شكوك – إلى قصف سفن تابعة لدول مؤيدة للتحالف مثل تركيا.

الفرق بين أدوية الاطفال والصواريخ الباليستية

وبذريعة تهريب الصواريخ نفذ التحالف حصاراً خانقاً على شعب اليمن ، وصفه مسئول تنفيذ العقوبات الصادرة عن مجلس الأمن “ادريس جزائري” في بيان اصدره في ال(13) من ابريل (2017)   بأنه حصار(حصار تعسفي وغير قانوني) ولابد من رفعه فوراً حسب بيان المسئول الأممي “ادريس جزائري” .

حيث يمنع التحالف وصول الغذاء والدواء ومشتقات الوقود إلى اليمن ، مع أن أدوية الحمى للأطفال ومرضى السرطان والغسيل الكلوي ليست صواريخ باليستية .

وأمام هذه الإجراءات المتشددة حاولت حكومة صنعاء اشراك الأمم المتحدة بشكل مباشر في إدارة موارد الميناء من باب التخفيف من حدة المعاناة التي يريد التحالف مضاعفتها  ضد اليمن  وتفويت الفرصة على التحالف في مساعيه لخلق الأزمات وقتل اليمنيين ، إلا أن قوة الولايات المتحدة اصبحت اكبر من الأخلاق الانسانية والقوانين الدولية.

قد يعجبك ايضا