المصدر الأول لاخبار اليمن

قائد عسكري يكشف عن خفايا وأسرار اعتقال الجيش السعودي عدد من ضباط المحافظات الجنوبية في جيزان

وكالة الصحافة اليمنية // متابعات //   يوم السجن بسنة، مقولة غير صحيحة، لكنها تبدو منطقية عند الجميع، بسبب ظروف السجن التي تسلب الإنسان حريته، وتحصر حركته خلف القضبان وداخل الزنازين، لكن في واقع الحال نجد تعداد أيام الحبس داخل السجون له حسابات مختلفة عن الطبيعي والمألوف.   فبعد مرور خمسة أشهر من وصول “لواء […]

وكالة الصحافة اليمنية // متابعات //

 

يوم السجن بسنة، مقولة غير صحيحة، لكنها تبدو منطقية عند الجميع، بسبب ظروف السجن التي تسلب الإنسان حريته، وتحصر حركته خلف القضبان وداخل الزنازين، لكن في واقع الحال نجد تعداد أيام الحبس داخل السجون له حسابات مختلفة عن الطبيعي والمألوف.

 

فبعد مرور خمسة أشهر من وصول “لواء مكافحة الإرهاب” الذي ينتمي أفراده للمحافظات الجنوبية، إلى جيزان السعودية، ظهر عدد من المشاكل داخل اللواء، إذ بدأت معاناة عناصره تتفاقم، وانتشرت الأمراض وبدأ العناصر وبعض الضباط بالتذمّر.

 

وفي مطلع شهر ديسمبر من العام الماضي 2017، قام قائد اللواء العميد عادل علي بن علي هادي، بإبلاغ الضباط بأنه تلقى توجيهات للاستعداد لنقل اللواء إلى جبهة القتال في منطقة الخوبة السعودية الواقعة على الحدود اليمنية، للمشاركة في القتال الدائر هناك، فرفض الكثير من الضباط والأفراد، وشهد المعسكر وقفات احتجاجية مناهضة للقرار، تطورت إلى مسيرة داخل المعسكر وتمرّد أكثر من نصف اللواء ضد أوامر القيادة.

 

وقد تمكن بعض الضباط والعناصر من مغادرة المعسكر والهرب، رغم التشديدات الأمنية السعودية، واعتقلت قوة عسكرية وأخرى أمنية سعودية 48 ضابطاً وعنصراً واتهمتهم بـ”التحريض والتمرد” ضد قيادة اللواء، بينهم 6 مسلحين من أبناء جزيرة سقطرى حاولوا مغادرة اللواء، لكن القوات السعودية قامت بالقبض عليهم، ليصل عدد المعتقلين لدى السعودية إلى 54 ضابطاً وفرد، أفرجت السلطات السعودية عنهم ورحّلتهم عبر منفذ الوديعة، بعد مكوثهم في السجن ما يقارب 9 أشهر.

 

وفي هذا الصدد، اعتبر مراقبون أن تجنيد الشباب من أبناء المحافظات الجنوبية “استثمار للظروف المعيشية الصعبة، سعياً إلى تحقيق عدة أهداف أولها تقليل عدد الشباب الذين لديهم استعداد للقتال في المحافظات الجنوبية من جهة، ومن جهة ثانية مساعدة السعودية في تقليص خسائرها في جبهات ما وراء الحدود”.

 

قبل مغادرة عدن

 

يقول العقيد الركن حسين القطيبي، وهو ضابط في لواء مكافحة الإرهاب، وقائد كتيبة حرس لدى الرئيس السابق “عفاش”، خلال حديثه لـ”العربي”، إنه ” قبل مغادرة مدينة عدن أكد قائد لواء القوات الخاصة ومكافحة الإرهاب العميد عادل علي بن علي هادي المصعبي، بأن اللواء سينتقل إلى المملكة العربية السعودية لغرض الخضوع لدورة تدريبية في مجال مكافحة الإرهاب وتبادل الخبرات بين الدولتين “اليمن والسعودية” كوننا قوات خاصة ومقرها عدن، حسب القرار الجمهوري الصادر من الرئيس المستقيل بتاريخ 10/10/2015″.

 

لحظة الوصول

 

وبعد وصول مسلحي اللواء إلى السعودية عن طريق مطار جيزان، تم نقلهم إلى معسكر النازحين في بيشة، وهو معسكر وسط الصحراء لا يوجد فيه أبسط مقومات التدريب، كما أن المحليين هناك يعتقدون بأنه مليء بالجن، ويعرف بخبت البقر.

 

ويضيف القطيبي، أنه “بعد مرور ثلاثة أيام، طالب مسلحي اللواء بترحيلهم، وبدأ قائد اللواء بالتهدئة، ووعد بنقلهم إلى الرياض بشكل دفعات، ولم نلمس أي اهتمام من الجانب السعودي، الذي تكفل بدعم اللواء، بصرف الرواتب والتغذية والرعاية الصحية، حيث انتشرت الأمراض الجلدية المعدية وسط تذمّر متزايد لدى مسلحي اللواء.

 

رفض القتال

 

وبعد مرور خمسة أشهر على مكوث مسلحي اللواء في المعسكر، أوضح القطيبي، أن قائد اللواء كشف للأفراد والضباط عن مهمة قتالية في شمال اليمن على الحدود السعودية – اليمنية بمحافظة صعدة، الأمر الذي دفعنا إلى إعلان رفضنا القاطع للقتال في هذه المهمة، وأوضحنا للجهات المعنية بأن الغرض من انتقالنا إلى السعودية كان للتدريب ومن ثم العودة إلى عدن، وأبدينا استعدادنا للقتال في أي جبهة جنوبية منها بيحان، مسقط رأس قائد اللواء، وليس القتال على الحدود السعودية”.

 

لحظة الاعتقال

 

وقال القطيبي، إن القيادة السعودية استدعت عشرات الضباط من اللواء الذين أوضحوا بأنه سيتم الترحيل إلى الجنوب، بعد مقابلة لجنة تحقيق في قيادة قوة جيزان السعودية.

 

وأضاف أنه بعد صعود عشرات الضباط وصف ضباط، إلى الباصات تم محاصرتنا بقوة عسكرية قوامها ثلاثة أطقم وسيارتين دورية، وتم اعتقالنا والزج بنا في غياهب السجن، بطريقة لم يتوقعها أحد، مؤكداً أن خبر مقابلة اللجنة كان للإيهام، ليتمكنوا من اعتقالنا بطريقة تعسفية.

 

الإضراب عن الطعام

 

اعتقال الضباط من أبناء المحافظات الجنوبية بعد رفضهم المشاركة في القتال على الحدود السعودية، كان في أواخر عام 2017م، إذ بيّن القطيبي أنه تم استخدام الحرب النفسية داخل السجن، ولم يتم التحقيق مع أي فرد.

 

موضحاً عن قيام عدد من الضباط بالإضراب عن الطعام والشراب، لكن لم يجدوا من يلتفت إليهم ليشرح لهم حقيقة مصيرهم.

 

وأشار إلى أنه بعد مرور أربعة أشهر داخل السجون، أصدر الأمير فهد بن تركي، قائد العمليات الخاصة المشتركة، أمراً بالإفراج، وذلك في السابع من رجب، ولكن قائد اللواء أخفى القرار، حتى جاء قرار عفو مكلي بعد 9 أشهر، وتم الإفراج بتاريخ 4/9/2018 وتم ترحيل الضباط إلى منفذ الوديعة بدون مستحقات لتسعة أشهر.

 

إدانة جنوبية

 

وكان قد أدان، في وقت سابق، شيخ قبيلة المسعودي في ردفان بمحافظة لحج، الشيخ علي عبد الله بارجيلة، اعتقال الضباط والمسلحين من أبناء المحافظات الجنوبية، والزج بهم في السجون السعودية، ومنهم من أبناء ردفان الذين رفضوا المشاركة في جبهات القتال على الحدود السعودية.

 

والذي أفاد بارجيله أن هذا التصرّف الذي أقدمت عليه القوات السعودية تصرّف غير أخلاقي ومجحف بحق أبناء الجنوب الذين تعرضوا للإنكار من قوات التحالف عندما تم تجاهلهم من حقوقهم على أرضهم والزج بهم في حروب عبثية خارج الحدود.

 

وطالب المسؤولين في حكومة بن دغر وهادي، وقيادة المجلس الانتقالي، بتحديد موقف واضح والقيام بمسؤوليتهم إن كانوا فعلاً مع قضايا الناس، وإلا فإن عليهم الصمت إن كانوا لا يسعون لشيء.

 

دعوات للانسحاب

 

في هذه الأثناء، برزت دعوات من قيادات جنوبية موجّه للشباب الجنوبيين بالانسحاب من جبهات القتال خارج حدود الجنوب.

 

حيث دعا القيادي البارز في ما يسمى بـ “الحراك الجنوبي”، حسن أحمد باعوم، المقاتلين الجنوبيين إلى الانسحاب من بقية الجبهات في المحافظات الشمالية، والعودة إلى حدود ما قبل عام 1990م، وحفظ الدماء والأرواح الجنوبية، مشددا على وجوب ألا يكون الجنوب ساحة حرب بالوكالة لصراع دولي وإقليمي، بحسب العربي.

 

ورفض أي أوامر للزج بهم خارج تلك الحدود، مطالبا جنود وضباط وصف ضباط الجنوبيين في جبهات القتال، بالانسحاب والعودة إلى مناطقهم.

نقلا عن: العربي

قد يعجبك ايضا