المصدر الأول لاخبار اليمن

في ذكرى أكتوبر المشاط يعلن مبادرة لحماية الحرمين: هل يستطيع؟

تحليل خاص/ وكالة الصحافة اليمنية بدأ رئيس المجلس السياسي الأعلى “مهدي المشاط”، خطابه عشية الذكرى الـ 55 لثورة الـ 14 من أكتوبر/ تشرين الأول باستحضار نضالات الثوار الرافضين للاحتلال البريطاني لجنوب اليمن آنذاك، ومراحل تلك النضالات التي أسهم في نجاحها المناضلون من أبناء الشمال وما قدموه في سبيل تحقيق حلم الأجيال المتطلعة إلى التحرر من […]

تحليل خاص/ وكالة الصحافة اليمنية

بدأ رئيس المجلس السياسي الأعلى “مهدي المشاط”، خطابه عشية الذكرى الـ 55 لثورة الـ 14 من أكتوبر/ تشرين الأول باستحضار نضالات الثوار الرافضين للاحتلال البريطاني لجنوب اليمن آنذاك، ومراحل تلك النضالات التي أسهم في نجاحها المناضلون من أبناء الشمال وما قدموه في سبيل تحقيق حلم الأجيال المتطلعة إلى التحرر من العدو الأجنبي الطامع في إذلال وإركاع أصحاب الأرض.

 

وأشار الرئيس المشاط إلى دور صنعاء في الوقوف جنبا إلى جنب مع عدن وكيف تخلت العاصمة عن لقبها وانتقال العاصمة إلى تعز ليكون مركز صناعة القرار قريبا من أبناء مناطق الجنوب وهو ما عزز روح الثورة في نفوس الثائرين ودفع بهم إلى مواصلة نضالهم المسلح حتى تحقيق النصر الذي انتهى بطرد آخر جندي بريطاني.

 

وفي الوقت الذي تخضع فيه المحافظات الجنوبية للقوات الإماراتية بعد نحو 55 عاما من التحرر استهجن الرئيس موقف القيادات الجنوبية حاليا التي رضت بالخنوع للمستعمر الجديد مجهضة حلم الأجيال، وملقية بنضالات الأجداد خلف ظهرها، في سبيل تحقيق مكاسب مادية ومصالح شخصية ما تلبث أن تزول، مؤكدا أن تلك المبادئ التي ضحى الأباء من اجلها، شهدت انحرافا كبيرا وأصبحت مواقف من يدعون اليوم حمايتها مخزية ومعيبة وغير مشرفة.

 

وفي سياق الخضوع والخنوع للعدو الأجنبي استنكر الرئيس المشاط ما تتعرض له المملكة العربية السعودية (قائدة الحرب على اليمن منذ 2015) من إهانات وإذلال على لسان الرئيس الأميركي الحالي “دونالد ترامب”، معلنا أن اليمن ترفض وبشدة ما وصلت إليه الكثير من البلدان العربية من حالات الذل والهوان، وأن هذا البلد الجريح رغم كل ما تعرض له على أيدي الأقربين إلا أنه يقف مع أي طرف عربي يقرر الدفاع عن كرامته.

 

موقف يعبر عن روح الانتصار ويعكس الثقة التي وصلت إليها  اليمن، ويبين ما باتت تمتلكه اليمن من قدرات عسكرية وبشرية تفوق بكثير تلك القدرات التي كان عليهاالوضع قبل الحرب، هذه القدرات التي يمكنها أن تنتصر للكرامة والدم العربي، كما يعكس هذا الموقف حجم الإخاء والتسامح لدى سلطة المجلس السياسي الأعلى وأبناء الشعب اليمني، في تناسي جراحه والوقوف مع من يضعون أيديهم في يده من أجل مواجهة العدو الحقيقي ومحاربة نفوذه، والدفاع عن أرض الحرمين الشريفين وتحريرها من التسلط الأميركي.

 

يأتي ذلك بعد توجيه الرئيس الأميركي خطابا استهدف من خلاله المملكة ودعاها إلى بذل مليارات الدولارات للأميركيين مقابل حمايتها، باعتبار النظام السعودي غير قادر على حماية طائرة واحدة دون التأمين العسكري الأميركي، وهذا ما يؤكد أن أميركا هي من تقود الحرب على اليمن وليست السعودية التي لا تستطيع تأمين طائرة.

 

ولعل السؤال المتبادر إلى ذهن الكثيرين هو هل يستطيع اليمنيون حماية الأراضي المقدسة فيما إذا انتهت الحرب وتوحدت يد العرب؟

وللإجابة نحتاج إلى مراجعة الماضي القريب الذي استطاع اليمنيون أن يقفوا حجر عثرة أمام السعي الأميركي إلى الوصول نحو البحر المفتوح واستطاعوا أن يقفوا لأربع سنوات أمام الحرب التي تقودها أميركا منذ مارس/ آذار من العام 2015 وقدرتهم على الاستفادة من الظروف الحالية في تحقيق الكثير من النجاحات العسكرية بمفردهم، فكيف بهم وهم أكثر قوة إلى جانب إخوانهم العرب؟؟

 

وعلى الرغم من حجم التطور المتسارع للقوات اليمنية والاندفاع الكبير لشباب اليمن نحو جبهات القتال للدفاع عن اليمن ومواجهة المحتل، إلا أن رئيس المجلس السياسي الأعلى أبدى استعداد المجلس وحكومة الإنقاذ للدخول في أي مصالحة يمكنها أن تحقن الدم وتوحد الصف، مؤكدا استعدادهم لأي مبادرة توقف إطلاق النار، وموجها الجهات المعنية للالتزام بقرار العفو العام للمتورطين في الانضمام إلى صف التحالف في حالة مراجعتهم أنفسهم وإعلان عودتهم إلى صف أبناء اليمن ضد من تآمر عليهم وجاء لينفذ مخططات أجنبية.

قد يعجبك ايضا