المصدر الأول لاخبار اليمن

واقع مأساوي و شتاء ينهش اجساد 4 مليون نازح.!

 

استطلاع خاص // وكالة الصحافة اليمنية 

 


في خضم أخر إحصاءيات للمركز القانوني اليمني يوم أمس الأثنين بوجود أكثر من 4 مليون نازح ومشرد  بسبب الحرب الدائرة في اليمن خلال 1300 يوم من الحرب على اليمن، يفتح الشتاء الرابع أبوابه الفصلية بمصراعيها على النازحين في اليمن ، فتتفاقم الأوضاع المعيشية يومًا بعد يوم، لا سبيل للخلاص من هذه الحرب ، الحصار يشد الخناق وبلا رحمة على أولئك البؤساء الذين لا حول لهم ولاقوة غير الإستسلام والخضوع للإمر الواقع،معاناة لن تتوقف، ماساة تنحت في خدود الثكالا، حزُن يلف الأطفال، جوع يعتصر أمعاء الكُهل، حربٍ تلتهم إبتسامة الإرامل، أمراضٍ تنهش في سويداء القلوب ، فلا منظمات ولا مساعدات دوليةٍ أو إقليمية أو أنسانية قد تلف أجساد النازحين من تلك الكوام الخيمية المتناثرة على الشوارع .

 واقع مؤلم في نفحة برد
يعاني الآلاف من النازحين بفعل قصف مقاتلات التحالف العربي والحرب المستعرة التي يراهن على الحديدة أوضاعًا إنسانية مأساوية في ظل شح الدعم الإغاثي ومستلزمات التدفئة، ولاسيما مع اختلاف الجو على النازحين من الحرارة إلى درجات البرودة في العاصمة صنعاء وبدء موجات الصقيع، الأمر الذي دفع إلى إطلاق نداءات استغاثة لمعالجة أوضاعهم واتخاذ التدابير اللازمة للحيلولة دون وقوع كارثة إنسانية تضاف إلى الجوع المُطبق على الجميع

فهذه النازحة “أم رضوان” من محافظة الحديدة ، تقول: تم تقليل المعونة الغذائية التي كانت تصرف لنا من قبل، ولا يوجد تدفئة للحد من صقيع الشتاء ما يجعلني أضطر إلى جلبها عبر التسول على أبواب المنازل والمساجد علَّيّ بذلك أسد فجوة كبيرة قد تدفع عني برد هذا الشتاء، فسعر الغاز مرتفع والحطب كذلك حتى تلك الكراتين والأخشاب التي كنا نسعى لجمعها باتت مخفية فالناس أصبحوا في حالة يُرثى لها.

الحطب بسعر الغاز

لم يكن الحاج “صالح حسين ” يدرك جيدًا ان الحطب الذي لم يكن ينظر إليها في بلادة صعدة قبل النزوح يباع وبأعلى الأثمان، ففي صنعاء صار سعر الأحطاب متقارب بشكلٍ كبير مع سعر الغاز،
يقول صالح :” نزحت من قبلية شدا جراء القصف المدفعي السعودي على بيوتنا ما أجبرني على الرحيل والنزوح إلى العاصمة صنعاء وفي صنعاء ذقتُ الويلات والمأسي فلا غاز ولا بترول ولا ديزل ولا أحطاب ولا يوجد حتى شيءً قد يدفع عني وعائلتي مأساة صقيع الشتاء”

بلا منازل وبلا ملابس 
يبلغ الحاج صالح ناصر ٧٨ عامًا يعول أسرة تتكون من ٨ أولاد وزوجته، نزح صالح من محافظة الجوف إلى العاصمة صنعاء ليستأجر “دكانين” في حي شملان ، فلا منزلٍ ولا ملبسٍ ولا قوتٍ يقتات به ولا حتى تعليم لأطفاله الصغار .

يقول صالح ” كل حلمي في هذه الحياة أن أعود إلى منزلي فقط لا غير ، أعود إلى زراعتي وارضي ومواشيي ، أعود إلى الجوف التي ترعرعت على ترابها وأكلت من خيرها وشربت من مأها، من يوقف هذه الحرب من”

يكاد الحاج صالح ان يتفطر من شدة المعاناة الآي يكابدها ليل نهار بفعل هذه الحرب القاسية، وكيف لا يتفطر وهو يراء فلذات أكباده يموتون جوعًا امام عينية ، يتكللون بردًا دون ملابس تلف أجسادهم ، دون أي كتبٍ أو مناهج دراسية قد تبعث في أرواح أبناءه أي بصيصٍ من الأمل المعدوم ،.
لهذا يناشد الحاج صالح ومثله العديد من النازحين جميع المنظمات الإنسانية الدولية والمحلية والحكومة وفاه لي الخير الوقوف مع أحوال النازحين الصعبة بفعل الحرب القاتلة والمدمرة لهذا الشعب المغلوب على أمره .

قد يعجبك ايضا