هادي يُهين صديقه القديم.. فهل ترضى عنه قيادة التحالف ؟!

تحليل خاص: وكالة الصحافة اليمنية

من المثير للسخرية الحديث عن جدية الرئيس المستقيل عبدربه منصور هادي في محاسبة رئيس حكومته السابق أحمد عبيد بن دغر.. وتوحي جملة “إحالته للتحقيق” التي جاءت في ديباجة قرار الإقالة بمدى حالة التخبط التي يعيشها هادي وتؤثر على قرارته.

فساد بن دغر لا يخفي نفسه، هذا أمر معروف منذ سنوات طويلة وليس في العامين الأخيرين، وهادي يعرف ذلك جيداً، لكن من الإنصاف الإشارة إلى أن قرارات التعيين في حكومة عدن ليس مسئولاً عنها بن دغر، وإنما تفرضها قيادة التحالف (السعودية -الإمارات)وهادي.

التعيينات تفرضها قيادة التحالف، ومن تعيينه اليوم قد ترمي به خارج منصبه الهش غداً وفقاً لما تقتضيه مصالحها، وما على هادي كرئيس صوري إلا التوقيع على قرارات الاقالة والتعيينات الرسمية.

بن دغر كرئيس لحكومة يطلق عليها الشعب اليمني اسم “حكومة الفنادق”، تم التخلص منه والتضحية به، ليس لأنه فاسد أو مهمل، لكن يبدو أن مهمته الخادمة للتحالف قد انتهت، وقد رأت قيادة التحالف أن إقالة من رئاسة حكومة عدن بطريقة مهينة ستخفف من الانفعال والسخط الشعبي ضد سياسات التحالف وهادي وبن دغر ، تلك السياسات الاقتصادية التي ذبحت الاقتصاد اليمني بلا رحمة.

قرار الإطاحة  ببن دغر ومحاسبته، هل يعني أنه الفاسد الوحيد في حكومة عدن وبين المسئولين الذين عينهم هادي سواء بشكل مباشر منه أو بتأثير الضغوط السعودية الإماراتية؟!.

في أوقات الحروب لا معنى لكثرة التغييرات التي تطال وزراء ووكلاء ومسئولين إلا أن ثمة خلل في بنيتها فضلاً عن املاءات خارجية.. وفي كل الأحوال يدفع الشعب والبلد ثمن  تلك “الحماقات” كوارث اقتصادية وانهيار للعملة ووطن بلا سيادة.

وعن المدافعين بغباء عن هادي وقراراته، نقول أليس من الإنصاف والأمانة أن يتم إقالة حكومة بن دغر بأكملها وإحالتها للمحاسبة خاصة وأن فسادها مكشوف ومفضوح؟!..لماذا سكت هادي عن فساد وإهمال بن دغر ثلاثة أعوام ؟.. أليس قرار إقالة بن دغر وتحميله مسئولية التدهور الاقتصادي اعتراف مباشر من هادي وحتى التحالف بأنهم وراء الانهيار الاقتصادي وانحسار العملة الوطنية؟.. ولماذا من طبيعة هادي دائماً تحميل غيره الأخطاء التي يقترفها هو؟! ألم يشتكي رئيس حكومة الوفاق محمد سالم باسندوه لقناة الجزيرة في حوار خاص منتصف العام 2013 ، من استفراد هادي بكل القرارات سواء في ما يتعلق بالتعيينات أو الصرف وغيرها من أمور كثيرة أثقلت ميزانية الدولة ،بينما باسندوه – بحسب كلامه – لا يعلم شيئاً؟!..ألم يضحي هادي بخالد بحاح ، وعبدالملك المخلافي ؟.. ألم يسلم هادي اليمن للاحتلال الإماراتي والسعودي طواعية وصفق لكل الدمار الذي أحدثنه في البلد وكل ذلك القتل الذي لم يستثني حتى الأطفال والنساء وطلاب المدارس؟!.

وثمة سؤال مهم مفاده، هل سيفضل بن دغر السكوت على قرار إقالته المهين، أم سيثأر لكرامته المراقة ويفتح النار على هادي وقيادة التحالف ؟!.

لن يكشف بن دغر خفايا التآمر على الاقتصاد واليمن وأمور كثيرة، لأنها خطوة تحتاج إلى رجل شجاع، ونظيف جداً.. وبن دغر ليس ذلك الرجل.

خبرة بن دغر السياسية تجعله مدركاً تماماً أنه غير قادر على مواجهة هادي صديقه القديم أو التحالف..لقد خرج بن دغر من سلطة ذهب إليها مهرولاً ،  وفي سبيلها قدم وطنه قرباناً ، وها هو الآن وحيداً إلا من تهمة الفساد التي اختارها حلفائه خاتمة سيئة ومهينة لحياته السياسية والعملية.