المصدر الأول لاخبار اليمن

بُسطــاء…يشتـــرون الموت في شـــــوارع صنعاء ، تابع ..!!

تقرير: // وكالة الصحافة اليمنية//


وصفتها التقارير المختصة بـ«القنبلة الموقوتة»، ومع ذلك يتزاحم عليها الناس في طوابير طويلة، إنها اسطوانة الغاز في اليمن، والتي صارت مؤخراً تفتعل من أجلها الازمات الخانقة، في حين يصل ثمن البحث عنها أحياناً حد إزهاق الأرواح .

 

 هماً مؤرقاً، وشراً لابد الوقوع فيه، خصوصاً بعد أن صارت في الأعوام الأخيرة علامة بارزة للكوارث والحوادث نظراً لرداءتها وانتهاء عمرها الافتراضي.

 

الأرقام تبدو مهولة وباعثة للقلق والمخاوف، لاسطوانة الغاز التالفة التي يتداولها يمنيون على طول خارطة البلاد. «وكالة الصحافة اليمنية»، تسللت إلى أحد أحياء العاصمة صنعاء، بعد أن عرفت بأن حادثة حريق لإسطوانة غاز حصل في ذلك المنزل قبل أسابيع، “أم وشقيقتان” كانتا ضحية لحريق غاز ناتج عن تسريب لمادة الغاز المنزلي، انتهى بانفجار اودى بحياة الشقيقتان واصابة الأم….  الأم تخضع للعلاج وعلى ضوء اجراء العديد من العمليات لها، الا انها ماتزال بحاجة الى العديد من العمليات الاخرى.

 

يبدو جسد الأم محترقاً بشكل قاسي، الحادث الاليم، افقدها ملامحها الجميلة، وحولها إلى كومةٍ محروقة… ليست هذه الأسرة وحدها الضحية الوحيدة ، فإلى جانب هذه القصة رصدت وكالة الصحافة العديد من القصص في العاصمة صنعاء ومحافظات أخرى، الجميع يؤكد «على أن الازمة الاخيرة لمادة الغاز ضاعفت من انتشار هذه الاسطوانات وجعلت الناس لا يأبهون بالمخاطر».

 

وكان مركز الحروق والتجميل «المركز الحكومي الوحيد» التابع لمستشفى الجمهوري بالعاصمة صنعاء أعلن في منتصف مارس الماضي عن استقباله أكثر من 6 آلاف حالة حروق مختلفة.

وبحسب مدير المركز فإن العاصمة صنعاء،احتلت المرتبة الأولى من حيث عدد 131 حالة استقبلها المستشفى، تلتها محافظة ذمار بعدد 26 حالة حروق متنوعة.

 

«وكالة الصحافة اليمنية» وقفت في أكثر من حي، أمام الناقلات المحملة بالاسطوانات التي توزع للأهالي ، عن طريق عقال الحارات او غيرهم، ولم تلمح أي اسطوانة غاز جديدة، وبإمكان أي يمني أن يلحظ هذا منذ أول نظرة.. على بائع الغاز توجهنا بسؤال هل هذه الاسطوانات صالحة للعمل؟ ام انها صارت تالفة؟ قهقهه الرجل مطلقاً ضحكاته، وقال بسخرية: «الناس تبحث عن الغاز بأي طريقة كانت».. لكنه لم يهمل الاجابة الحقيقية لسؤالنا، لقد قال أن «جميع هذه الاسطوانات صارت شبه تالفة»، وعليك أن تلقي نظرة على هذه الاسطوانات فستجد عليها علامات التلف بارزة اما من خلال الرأس او جسد الاسطوانة نفسها.

تحدثنا مع بعض المواطنين المصطفين في طابور طويل باحثين عن الغاز، حول هذه الاسطوانات؟ وعن اختيارهم الصائب لها؟ فردوا بالقول أن « الاسطوانة لم تعد تفرق، فالاهم في ظل الوضع الراهن الحصول على الغاز، لا غير ذلك» .

 

حياة قاسية ومعاناة مضاعفة يعيشها ضحايا حريق الغاز في اليمن، تفاصيل تعرضهم للحوادث تجبرك على البكاء، وعلى عدم الوقوف أمامها والزائر الى قسم الحروق في قسم المستشفى الجمهوري بصنعاء لن يتمكن من الصمود ولو للحظة واحدة، أمام كل المشاهد التي تقشعر لها الابدان.. من خلال تتبعنا لطبيعة الضحايا فإن افراد الاسرة ليس وحدهم من يقعون ضحايا بل عمال المطاعم هم الاكثر تضرراً، بحسب حديثنا الى بعض أصحاب المطاعم في العاصمة صنعاء ، فإن هناك العشرات من الحوادث التي عرضت الكثيرين من العمال للحريق نتيجة انفجارات اسطوانات الغاز.

 

تتعدد الاسطوانات المتداولة في الاسواق وتتنوع من حيث الشكل والصنع وفترات الصلاحية لكن المعنيون بالإشراف عن الجودة أكدوا على أن «اغلبية الاسطوانات التالفة هي ذات صناعة يمنية قديمة، وأضحت اليوم غير صالحة للاستخدام» .

واثناء نزولنا الميداني لفت انتباهنا كثيراً حديث البعض عن وجود اسطوانات رديئة الصنع يقال انها تدخل الى البلاد دون ان تخضع للرقابة والاشراف.. أحد بائعي الغاز قال أن «من أسباب كثرة هذه الحوادث عدم وجود مراكز صيانة، لهذه الاسطوانات الامر الذي يضاعف من المشكلة».

تعتبر شركة الغاز اليمنية هي الجهة البارزة التي تقع على عاتقها المسؤولية الكبيرة تجاه هذه المشكلة المعقدة، ولذا كنا حريصين على طرح الموضوع على مسؤولي الشركة، لكن الجميع رفض الادلاء بأي معلومات حول اسطوانات الغاز التالفة، التي باتت تهدد الأسر اليمنية، وهي جريمة لا شك بأن من يتحمل مسؤوليتها شركة الغاز والقائمين عليها، نتيجة توزيع اسطوانات تالفه .

قد يعجبك ايضا