المصدر الأول لاخبار اليمن

في العاصمة صنعاء .. مداخل الحارات تكتظ بالكلاب المسعورة

استطلاع خاص : وكالة الصحافة اليمنية// وصل مهرعاً إلى حوش المستشفى الجمهوري بالعاصمة اليمنية صنعاء، حاملاً مخاوف وفاة ولده الذي عضه كلب مسعور في إحدى مناطق عزلة بني مطر غرب صنعاء،.. على ملامحه يرتسم الخوف والقلق ، ويوقف كل طبيب يرتدي القميص الأبيض، لا يبالي بالتخصصات ، فموقف الرجل في لحظة كهذه لا يرثى له […]

استطلاع خاص : وكالة الصحافة اليمنية//


وصل مهرعاً إلى حوش المستشفى الجمهوري بالعاصمة اليمنية صنعاء، حاملاً مخاوف وفاة ولده الذي عضه كلب مسعور في إحدى مناطق عزلة بني مطر غرب صنعاء،.. على ملامحه يرتسم الخوف والقلق ، ويوقف كل طبيب يرتدي القميص الأبيض، لا يبالي بالتخصصات ، فموقف الرجل في لحظة كهذه لا يرثى له ، يحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه.

 

اقترب موفد ” وكالة الصحافة اليمنية” ، وحاول الحديث مع الرجل، لم يسأل عن إسمه ، بل أكتفى بتقصي المعلومات من خلال تحركاته في المستشفى.. لم يجد العلاج، أو المصل الخاص بداء الكلب، ..  من حنجرة مخنوقة بدموع قهر العاجز عن انقاذ ولده  قال ” ما حصلنا علاج  ” وواصل المسير الى الطبيب وتتبعه عرجة الطفل الذي تبدو على ملامحه قسوة الحياة البائسة  .

وجع كبير يخيم على المكان، قدم مع الطفل الذي تعرض لعضة كلب في عزلة قريته، المكان الذي قدم منه الرجل حاملا طفله وهاربا به من الموت.. وتاركاً أسرة بكاملها  تحت أشباح القلق ، والدته وباقي أسرته الذين سيكملون يومهم واعينهم على طرق ومداخل القرية ، واشباح الخوف والاسئلة  التي تراودهم عن الطفل الذي ذهبوا به إلى مدينة تخلو مرافقها الصحية من الدواء .

 

ثوب ابيض قارب لونه الى الاسود ، هو ما يغطي جسد الطفل  ، وعليه بقع حمراء أثر عضة الكلب ، وعيون تتأرجح بنظرها بين نقطتين فقط،  احدها تنظر لطبيب يحاول انقاذ ما يستطيع وتنتظره عشرات  الحالات التي تتوافد اليه يوميا ، و اخرى تنظر لوالده الذي لن يتمكن  من العودة ورؤية القرية التي خرج منها حاملا لجسد وروح، اذا عاد بجسد طفل دونه الروح .

 

توجد المئات من القصص المشابهة لقصة الطفل المطري، يكفي أن تزور قسم العلاج الخاص بداء الكلب بالمستشفى الجهوري بصنعاء، خاصة بعد الانتشار الكثيف للكلاب الضالة في شوارع وأحياء المدينة.. وفي المقابل عدم وجود ما يسد رمق جوعها في مكبات القمامة، وعدم اتخاذ المعنيين أية اجراءات لتوسع انتشارها وتغولها، يزيد من خطورة انتشارها.

 

مساء 22 أكتوبر الماضي ، هاجمت مجموعة من هذه الكلاب في حي الأعناب الطفلة مرام البالغة من العمر 4 أعوام وكادت تفترسها لولا سماع والدها، صوت صراخها والهرع لانقاذها ، واسعافها فورا إلى المستشفى الجمهوري، يقول والد الطفلة في حديث لـ”وكالة الصحافة اليمنية”، ” أسعفت بنتي الى المستشفى، وهناك تفجأت أن علاج داء الكلب لا يتوفر في مركز علاج داء الكلب، واضطررت للبحث عنه ووجدته بعد معاناة شديدة بأغلى الأسعار”.

 

حالات أخرى كثيرة لمهاجمة هذه الكلاب التي تنتشر في غالبية شوارع وأزقة العاصمة صنعاء، لمهاجمتها أطفال ونساء ومسنين في أوقات وأماكن متفرقة من أحياء المدينة.. وأوضح الدكتور عبده غراب، الطبيب المختص بمكافحة داء الكلب في المستشفى الجمهوري بالعاصمة صنعاء أن عدد الحالات التي تصل الى المستشفى أكثر من 30 حالة في اليوم، تعرضت لعضة كلب، 30% من الحالات المصابة تأتي من أطراف العاصمة.

وأكد أن عدد الوفيات جراء الإصابة بعضات الكلاب وصل إلى 18 حالة، فيما وصل عدد الإصابات إلى 612 من بداية العام 2018م.

 

باتت مداخل الحارات في صنعاء تعج بعشرات الكلاب المفترسة ، خاصة في الأوقات المتأخرة من الليل، الامر الذي شكل خوف وقلق شديدين لدى السكان، فما تكاد تمر يوم الا ونسمع بحادثة كلب هرع بعد مواطن، ويبقى الخطر الأكبر على الأطفال خاصة أنهم يخرجون في أوقات مبكرة للذهاب إلى المدرسة ، ليس الى هذا الحد ، بل أصبحت الكلاب في الحارات والمناطق السكنية في صنعاء تزعج المواطنين، لا سيما الأطفال ،  نتيجة الأصوات التي تصدرها ، وتبث الكثير من الرعب في نفوسهم .

قد يعجبك ايضا