المصدر الأول لاخبار اليمن

اليمنيون في مواجهة أقذر الأسلحة الأمريكية.. (تفاصيل مثيرة)

تقرير وثائقي خاص: وكالة الصحافة اليمنية// تستخدم الولايات المتحدة الأمريكية كل اسلحة الشر خاصته، في سبيل تحقيق أهدافها في السيطرة على اليمن، وخنق الحرية والكرامة المتدفقة من جبالها وسهولها وبحورها، وتوجيه ضربة قاضية للإسلام الذي يسكن صدور اليمنيين ونفوسهم ويقدمون في سبيل عزته ورفعته غاليهم والنفيس من مال وأرواح. وثمة تفاصيل مثيرة وتستحق بل وينبغي […]

تقرير وثائقي خاص: وكالة الصحافة اليمنية//

تستخدم الولايات المتحدة الأمريكية كل اسلحة الشر خاصته، في سبيل تحقيق أهدافها في السيطرة على اليمن، وخنق الحرية والكرامة المتدفقة من جبالها وسهولها وبحورها، وتوجيه ضربة قاضية للإسلام الذي يسكن صدور اليمنيين ونفوسهم ويقدمون في سبيل عزته ورفعته غاليهم والنفيس من مال وأرواح.

وثمة تفاصيل مثيرة وتستحق بل وينبغي الإطلاع عنها من أجل أن يتحصن الشعب اليمني، فأمريكا التي سخرت كل إمكانياتها التسليحية والاعلامية من أجل تقويض مجتمع أصيل ومتماسك مثل المجتمع اليمني، ومع ذلك فإنها مازالت تعاني رغم أنها استطاعت تجنيد كثيرين من أبناء هذا البلد الخونة للأسف، إلا أنها اصطدمت بقوة شعبية محصنة من كل أساليب أمريكا الشيطانية.

ومن أجل أن يستمر أحرار الشعب اليمني في صمودهم الأسطوري، يجب أن يتحصنوا بالمعرفة، فثمة حروب ناعمة قذرة تستخدمها قوى الشر لإخضاع اليمنيين .. وفي ثنايا هذا التقرير الخاص تستعرض “وكالة الصحافة اليمنية” ماهية الحرب الأمريكية الناعمة منذ بداية انطلاقتها وكيفية استخدمتها لتدمير دول إسلامية وعربية.

 

ومن المعروف أن سمعة الولايات المتحدة تراجعت في العالم عموماً والعالم الإسلامي خصوصاً نتيجة الاستخدام المفرط للقوة العسكرية، حيث حمّلتها الحروب التي شنتها في كل من أفغانستان والعراق، والمعاير المزدوجة في المواقف والأفعال التي تبنتها من نشر الديموقراطية والتعددية وحقوق الإنسان التي بررت بها شن هذه الحروب، تكاليف باهظة أوصلتها إلى حافة الهاوية، من تراكم الدين العام الذي هدد مستويات الرفاهة للشعب الأميركي، والتكاليف البشرية التي خلفتها بفقدانها آلاف من الجنود خارج حدودها، لذلك اتجهت نحو خيار استراتيجي آخر هو الحرب الناعمة، لأنها سوف لا تقدم فيها الكثير من التضحيات بل القائمون عليها وهم الشعوب المستهدفة نفسها، فلا حاجة للانغماس فيها وتكون بعيدة عن النقد والتوجس من شعوب العالم التي أضحت ترفض الأسلوب الأميركي في إدارة النظام العالمي.

 

 

 

مفهوم جديد للحروب
ويقول الباحث باسم الحسناوي:يُعد مفهوم الحرب الناعمة من المفاهيم الجديدة التي استحدثت في عالم الحروب وذلك باستخدام وسائل وأساليب للتأثير في الآخرين تخلو من الاستخدام المباشر للقوة العسكرية، وهذا ما عبّر عنه جوزيف ناي المتخصص في الشؤون العسكرية ووكيل وزارة الدفاع الأميركية السابق الذي تحدث عن الحرب الناعمة بقوله: «استخدام كل الوسائل المتاحة للتأثير في الآخرين باستثناء الاستخدام المباشر للقوة العسكرية».

 

ويضيف:لقد لاحظ المختصون إن الولايات المتحدة لم تحقق النتائج التي من أجلها شنت الكثير من الحروب، وهي الهيمنة والسيطرة، لذلك وجدت أن المدخلات في استخدام القوة العسكرية المباشرة تفوق بكثير المخرجات التي تحققها، وهذا ما استدعى إعادة النظر في تلك المدخلات وتنظيمها من جديد وتوجيهها بما يحقق التأثر المتمثل في السيطرة والهيمنة، بالتحول من الحرب الصلبة أو الحرب الخشنة إلى الحرب الناعمة التي تتميز بقلة التكاليف والموارد وبأقصر السبل، خصوصاً أن العالم يعيش اليوم تسابقاً في اختصار الزمان والمكان والتكاليف.

 

 

 

قراءة تاريخية
ويشير الباحث باسم الحسناوي إلى أن هناك مبدأ يقول إن القوة العسكرية أياً كان تأثيرها وسطوتها تبقى تعاني من الضعف أو هي الضعف بعينه، وهذا ما استنتجه الخبراء والباحثون من تلك القوة المهولة للاتحاد السوفياتي السابق وكيف مارسها في فرض هيمنته وإرادته على العديد من الشعوب والحكومات في أوروبا الشرقية وآسيا وغيرهما، لكنها سرعان ما آلت إلى التشظي والانشطار ففقدت الدولة السوفياتية كيانها بسبب استخدامها المجرد الذي لم يكن متوازناً مع مقومات أخرى تحد من تآكلها وانهيارها وبالتالي انهيار منظومة الدولة، كما أرجع بعضهم أسباب تبني القوة الناعمة إلى الخوف والتوجس من ضياع مثلث القوة الذهبي الذي ينحصر في المبادىء والموارد والسلطة. وتمثل هذه المعاير أسس القوة فإن أحسن توظيفها يمكن الحديث عن قوة وإن أسيء استخدامها يحصل الضعف في قوة أي دولة وتتحول القوة إلى ضعف، وهذه تمثل أحد المنطلقات الرئيسة لتبني إستراتيجية القوة الناعمة. لقد عدّت التغيرات الأخيرة في البلدان العربية من الأسباب التي دعت إلى اعادة تنظيم استخدام القوة لغرض الهيمنة والسيطرة عليها بسبب تآكل وشيخوخة الكثير من الأنظمة السياسية فيها، وتعثر البديل الأميركي الذي فرضته في العراق بعد التدخل العسكري المباشر في إسقاط النظام القائم فيه عام 2003، والذي غرق في الفوضى والعنف والحرب الطائفية.

 

 

 

مرتكزات ناعمة
ويلخص الحسناوي مرتكزات التي تقوم عليها الحرب الناعمة في العناصر التالية:
– استخدام الأساليب الأقل تكلفة قياساً إلى تكلفة الأساليب العسكرية والأمنية.

– اعتماد الطرق التي تستدرج الآخرين من دون أدنى مقاومة.

– استخدام البدائل التي غالباً ما تترك أثاراً ايجابية بعيداً عن الأساليب الصدامية.

ويعتبر الإعلام من الأدوات الرئيسة في الحرب الناعمة، بل تجاوز في بعض الأحيان هذا المستوى حتى عده بعض المختصين بأنه كل الحرب
الناعمة، اذ مارس الإعلام هذه الحرب بعدد من المسارات، منها:

– تركيز الإعلام على الخوض في القضايا الداخلية والطائفية والعرقية والقومية والابتعاد عن قضايا إستراتيجية.

– الإكثار من الفضائيات الفنية وغير الفنية في المناطق التي تعارض السياسة الأميركية، خصوصاً في العالم العربي.

– التماهي الإعلامي أي جعل الإعلام للدول نسخة طبق الأصل شكلاً ومضموناً مع الإعلام الغربي.

– زيادة تأثير المواقع الإلكترونية في صناعة وتوجيه الرأي العام بما يتناسق مع الإستراتيجية الغربية والأميركية في الهيمنة والنفوذ.

– توجيه وتحفيز الإعلام بأشكاله المتعددة في التركيز على الأفكار السطحية والابتعاد عن الأفكار التي تتيح اليقظة لدى الشعوب المستهدفة.

– ترويج وتهيئة تقنيات التواصل الذكية بما ينسجم مع تأجيج الاضطرابات والانتفاضات والثورات التي شهدتها البلدان العربية وغيرها.

 

 

نقطة البداية

ويقول الباحث الحسناوي:لقد مثّلت المنطقة الإسلامية والعربية نقطة البداية في شن هذه الحرب من قبل الولايات المتحدة، فبعد اضمحلال دور الدول الكبرى في هذه المنطقة التي تعد أهم المناطق ذات الأولوية الجيوستراتيجية والعقائدية والاقتصادية، خصوصاً بعد تلاشي دور الاتحاد السوفياتي، أخذت هذه الهيمنة في المغالاة في ممارساتها استناداً إلى مبدأ الشعور بالقلق من بروز قوى أخرى تهدد سطوتها فيها وهذا ما ولّد الكراهية والنفور في هذه البلدان من السياسة الأميركية.

ويضيف:فبعد أحداث11 ايلول (سبتمبر) 2001 تبنّت الولايات المتحدة سياسية جديدة في المنطقة هي بناء شرق أوسط جديد ينعم بالأمن والاستقرار وتتحقق فيه الديموقراطية، وحُدد لهذه السياسة شروط منها إسقاط النظام العراقي الأمر الذي تم في 2003، وبعد شن الولايات المتحدة حرباً على العراق وإسقاط النظام فيه لم يتحقق ذلك النظام الذي وعدت به العالم والمنطقة والعراقيين. وبالتالي فإن الفوضى الأمنية والسياسية والاقتصادية في العراق حالت دون تسويق واشنطن لمشروعها في المنطقة، كونها سعت الى ديموقراطية شكليةمبهمة غير مدروسة، كما عدّ الاستخدام العسكري المباشر في تطبيقها من المآخذ في عدم نجاحها.

 

ويواصل:من هنا بدأ الإدراك الأميركي لواقع المنطقة وضرورة التغيير من الداخل وليس من الخارج، فبدأ التحول الأميركي من التدخل المباشر إلى التدخل غير المباشر، وهذا ما يعيشه العراق اليوم: تأجيج إعلامي يغذي التناحر المذهبي والعرقي بين القوميات والمذاهب، ودعم طرف على حساب طرف أخر وجعل الجميع متناحرين وفي الوقت نفسه الجميع في حاجة إلى الراعي الأميركي لهذا التناحر، وتبني إستراتيجية تنظيم الأدوار والإشراف على مساراتها في الصراع.

ومن خلال مشروع الحرب الناعمة في العراق اليوم حققت أميركا ما لم تحققه حربها في إسقاط النظام ولم يكلفها ذلك إي ضحايا في الأرواح والمعدات كما كانت تكلفها قبل عام 2010، بل إنها أبعدت الاتهام المباشر والعنيف الذي كان موجهاً إليها من احتلال وتواجد عسكري أحرج سمعتها ومواقفها في العالم، فضلاً عن تصدير الكثير من الأسلحة والمعدات العسكرية إلى العراق وهذا ما عاد عليها بالكثير من المردودات المادية.

 

فتك بالعقول
وفي ختام هذا التقرير البحثي أكد باسم الحسناوي من فتك الحرب الناعمة بقوله:إن هذا الأسلوب من الحرب فتي في نوعه، لكنه أشد فتكاً في الممارسة والاستعمال، فأميركا لا تستهدف من خلاله المدن والواحات والجبال، كما في الحروب السابقة التي تشنها الدول الكبرى على الأخرى، بل تشمل العقول والمبادئ والقيم التي تعايشت عليها الشعوب منذ زمن طويل، إذ تحاول استبدالها بقيم ومبادئ تلبي أهداف الدول الراعية لها، بل تجعل الشعوب نفسها تتنافر من قيمها وتتجه إلى القيم الأخرى، والعالم الإسلامي، ومن ضمنه العربي، معرّض في كل موروثه الأدبي والأيديولوجي والديني للخطر، ولا توجد حدود وزمان ومكان لهذه الحرب لأنها لا تنحصر في سورية والعراق ولبنان واليمن التي تشهد تشن عليها أمريكا عبر أياديه القذرة في المنطقة حرباً كونية، بل وستشمل كل بلد يسمع فيه للإسلام صوت وتتدفق من سهوله وصحاريه وجباله الكرامة.

 

 

قد يعجبك ايضا