المصدر الأول لاخبار اليمن

مسلحو التحالف.. وقود الحرب وضحايا التصعيد

تقرير خاص/ وكالة الصحافة اليمنية منذ أربع سنوات يقود التحالف بقيادة السعودية حربا على اليمن لاستعادة ما أسماه بـ “شرعية هادي” الذي قدم استقالته في صنعاء قبل فراره إلى سلطنة عمان ومن ثم السعودية، ويبذل فيها الكثير من الأموال والعتاد العسكري لمن جندهم مقابل مبلغ شهري، بعد خسارة العديد من الجنود عقب إعلان الحرب بأشهر. […]

تقرير خاص/ وكالة الصحافة اليمنية

منذ أربع سنوات يقود التحالف بقيادة السعودية حربا على اليمن لاستعادة ما أسماه بـ “شرعية هادي” الذي قدم استقالته في صنعاء قبل فراره إلى سلطنة عمان ومن ثم السعودية، ويبذل فيها الكثير من الأموال والعتاد العسكري لمن جندهم مقابل مبلغ شهري، بعد خسارة العديد من الجنود عقب إعلان الحرب بأشهر.

 

في الرابع من سبتمبر/ أيلول 2015 أطلقت القوة الصاروخية اليمنية في الجيش واللجان الشعبية صاروخا باليستيا من طراز توشكا على اجتماع لقوات التحالف في محافظة مأرب ما أسفر عن مقتل نحو 99 جنديا وضابطا وجرح أكثر من 100 بينهم نجل حاكم دبي.

 

هذه الصفعة القوية التي تلقاها التحالف في أشهره الأولى وما تلتها من هجمات لصواريخ الجيش واللجان في عدة جبهات دفعت بالتحالف إلى اتخاذ طريقة أخرى لاحتلال اليمن بحيث يخرج منها بأقل عدد من الخسائر البشرية في صفوف جنوده، فعمد إلى استيراد مجندين من عدة دول عربية وغربية وأفريقية لكن هذه المجاميع المسلحة سرعان ما تهاوت أمام المقاتلين اليمنيين في الجيش واللجان، حيث وصل الجندي اليمني إلى مشارف مدينة نجران وبسط نفوذه في جيزان وعسير وعاد للسيطرة على الكثير من الجبهات التي يسيطر عليها التحالف.

 

اضطرار ماكر

 

لجأ التحالف بقيادة المملكة السعودية والإمارات بعد خسائره الكبيرة إلى فتح باب التجنيد والارتزاق في مأرب فسارع الكثيرون إلى الالتحاق بتلك المعسكرات والمقاتلة في صف التحالف مقابل أجر مادي لا يتجاوز الـ 1000 ريال سعودي، ليعود بعدها إلى المناطق الحدودية مقاتلا اليمنيين من أبناء وطنه، بينما فتح حزب التجمع اليمني للإصلاح العديد من الجبهات في تعز بتموين سعودي لتتفكك تلك الجبهات معلنة التمرد على بعضها والمقاتلة لأسباب خاصة غير تلك التي انطلقت لأجلها وهو ما أدى إلى انتشار الجماعات المتطرفة في المحافظة.

 

يقول “سامي الشرعبي” من أبناء تعز لـ “وكالة الصحافة اليمنية”: “الكثير من الشباب في شرعب السلام وشرعب الرونة وبعض مديريات تعز ذهبوا إلى السعودية ليعملوا فيها غير أنهم لم يجدوا أعمالا بعد نظام السعودة الذي قلص فرص العمل في المملكة للأجانب فاضطروا إلى الالتحاق بالمسلحين والجيش السعودي في الحدود ليقاتلوا ضد “أنصار الله”، ولحق بهم شباب آخرون، وهم اليوم يعتبرون أنفسهم عمالا يستلمون مرتبات ويرسلون لأهاليهم”، ويضيف: “ليس أبناء تعز وحدهم فهناك شباب من مختلف المحافظات يعملون كمقاتلين في صف السعودية ومنهم المئات لقوا حتفهم”.

 

بدون كرامة

 

ويختلف وضع التجنيد في المحافظات التي تسيطر عليها القوات الإماراتية جنوبي اليمن، حيث عمل الجيش الإماراتي منذ اجتياح عدن أواخر العام 2015 على إجبار المواطنين لتجنيدهم والمقاتلة في صفه مقابل مبالغ زهيدة يدفعها لهم كل ثلاثة أشهر وأحيانا أخرى لا يدفعها، بينما أنشأ سجونا سرية واسعة في عدة محافظات تكون مصير من يخالف سياسته ويرفض القتال معه.

 

وتمارس القوات الإماراتية في تلك السجون مختلف أنواع التعذيب جسديا ونفسيا وجنسيا وبأساليب مرعبة وبعلم حكومة الرئيس المستقيل هادي، التي لم تستطع فعل أي شيء لأبناء جنوب اليمن إزاء هذه الممارسات، خاصة بعد الإهانات التي تعرضت لها قيادات موالية لتلك الحكومة من قبل الجيش والإعلام الإماراتي ومنهم مدير أمن عدن اللواء شلال شايع الذي تعرض لأكثر من إهانة في الميدان وعلى شاشات التلفزيون.

 

كالذين من قبلهم

 

محللون سياسيون قالوا: أن “هذه القيادات وهؤلاء المجندين ليس لهم أي دور سياسي في الساحة اليمنية لأن التحالف يتعامل معهم كأدوات سرعان ما يتخلى عنهم عند انتهاء المهمة الموكلة إليهم أو فشلهم فيها”، ويضيف المحللون: “بعد أن يتخلى التحالف عن المجندين يأتي بغيرهم ويوكلهم نفس المهمة ويصل به الحال إلى التخلي عنهم كما تخلى عن السابقين”.

 

في ديسمبر/ كانون الأول من العام المنصرم تمكن طارق عفاش “نجل الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح عفاش” من الفرار بعد أحداث صنعاء التي انتهت بمقتل صالح بعد انقلابه على الحلفاء، حيث تعمل الإمارات على دعم المسلحين الموالين لطارق بالمال والعتاد من أجل تحقيق تقدم ميداني في الساحل الغربي ضمن سعي الإمارات للسيطرة على ميناء الحديدة.

 

دفع مسبق

 

ومنذ التصعيد الأخير في الساحل الغربي استطاع أبناء الجيش واللجان من تنفيذ مئات الهجمات على القوات التي يقودها طارق عفاش، غير أن الأموال التي تدفعها الإمارات مكنتها من حشد أكبر كم من المسلحين الجنوبيين إلى الساحل دون أي مبالاة بخسائرهم اليومية خاصة أنها دفعت لهم ثمن مشاركتهم في المعارك مسبقا.

 

ويستمر التحالف في التصعيد وتحشيد الشباب في صفه لمقاتلة أبناء بلدهم مقابل القليل من المال، يضمن لهم من خلاله عدم عودتهم إلى منازلهم وعدم مشاركتهم في صناعة القرار أو في الحل السياسي بينما لا يضمن لهم البقاء فقد دفع ثمنهم مسبقا، ليحلوا محله وليقلصوا من خسائره البشرية وإن كان ذلك بشكل غير مباشر.

قد يعجبك ايضا