المصدر الأول لاخبار اليمن

حكايات أسطورية عن نساء يمنيات قدمن أولادهن فداءً للوطن وأخريات سطرن بدمائهن ملاحم خالدة

ضربت المرأة اليمنية أروع أمثلة الصمود والشجاعة.. وقد ناضلت وكافحت وكان لها دورها الهام في دعم ثورة ال21 من سبتمبر، وما تبعها من أحداث تمثلت في مؤامرة استهدفت الشعب اليمني.

ولقد واجهت المرأة اليمنية تلك الصعوبات والتحديات بشجاعة اسطورية لافتة.. “وكالة  الصحافة اليمنية” وعرفان منها بأدوار المرأة اليمنية العظيمة، سلطت الضوء من خلال الاستطلاع التالي على مواقف وانطباعات عدد من القامات النسائية اللواتي قدمن في سبيل الوطن غاليهن والنفيس.

وكالة الصحافة اليمنية: أسماء البزاز:

قدمت أم الشهيد محمد عبدالخالق الحمزي وحيدها من أجل عزة واستقلال وانتصار البلاد ولم تكتفي بذلك فما من فعالية ولا مناسبة إلا وتهب أم محمد في بداية الصفوف ملبية ومتبرعة للمقاتلين من قوات الجيش واللجان في الجبهات بحليها مسترخصة ذلك .. مستعظمه المسيرة القرآنية التي مشى على دربها هؤلاء الأبطال.

تقول لنا أم محمد : والله لو كان معي أبناء غير محمد لدفعتهم واحدا تلو الآخر في سبيل النصر أو الشهادة ولو صح لنا لقاتلنا وجاهدنا بأرواحنا ولكننا بقدر الحال والمستطاع نبادر في دعم القوافل ونصرة المجاهدين الذين أجرهم عند ربهم هو أعظم ثوابا.

واستطردت أم محمد حديثها قائلة : بالرغم من أني حزينة لفراق ابني الوحيد قرة عيني وسندي إلا إن حزني لما عاث به الأعداء في بلادنا وديننا أعظم وأشد ودرب الحرية ثمنه غال ولا ضاع حق وراءه مجاهد! !

الزاد والمعونة

 قصة أخرى من ملاحم العطاء والصمود تجسدها أم محمد غمضان التي سخرت منزلها وكافة طاقاتها وقدراتها في إعداء الكعك والحلوى ضمن قوافل منطقتها للمجاهدين الأبرار.

قائلة بعزيمة وثبات وصمود : لا أريد من أحد أي مساعدة .. فالحمدلله لدينا مال وهذا المال الذي هو حق الله سخرناه في سبيله في دعم الرجال في الجبهات من مأكل أو مشرب ومختلف أنواع الحلوى أنا ومجموعة من النساء الوفيات في الحي .. فتتكفل إحدانا بكيس الدقيق وأخرى بالزيت والبيض وثالثة بالمكسرات. أنا وبناتي الثلاث نقوم بالطبخ والإعداد والتجهيز لمئات الأطباق نسلمها للمشرف والذي يقوم بإيصالها إلى مواطن الشرف والبطولة .

ومضت أم غمضان تقول : مهما ضحينا ونفقنا ودفعنا بالرجال والمال والحلال ألا أن سلعة الله غالية ألا إن سلعة الله هي الجنة.  وما يحدث لنا هو ابتلاء فقد ابتلينا بهؤلاء الأعداء المتربصين بنا وبوطننا وخيراتنا ولهم أطماع استثمارية واستعمارية لن تنجلي إلا بمواجهات عنيفة تتطلب من شبابنا المجاهدين الصبر والثبات ومن خلفهم الدعم والإسناد بجانب الحكومة والمشائخ والشخصيات الاجتماعية والثقافية بكافة الاتجاهات والمجالات.

مجاهدين

التربوية حنان المنصور تعمل مدرسة لمادة اللغة الانجليزية في أحدى المدارس الخاصة براتب لا يزيد عن ثلاثين ألف نذرت  نصفه لصالح المجهود الحربي شهريا رغم ظروفها الصعبة ولكنها لخصت هذا العطاء بعبارات تكتب بماء الذهب قائلة : وهبنا لله إخوتي الثلاثة وفي سبيله يهون حلالنا وحياتنا ولولا الحاجة لوهبت راتبي كله وفاءا وجهادا..

براءة ثائرة

 طفلة لم تتجاوز التاسعة من عمرها هي صفاء العلفي طالبة في الصف الثالث الابتدائي رغم حداثة وصغر سنها إلا إن رجاحة عقلها تفوقها بسنوات ..

 تقول صفاء : أبي مجاهد وأخي مجاهد وأنا أيضا مجاهدة.. ثم تضيف قائلة: اشتريت حصالة بخمسمائة  ريال ومصروفي المدرسي 100 ريال في اليوم الواحد فنصفها لي والنصف الآخر جمعية للتبرع في دعم المرابطين فلولاهم لما شعرنا بأمان ولا ذهبنا لمدارسنا باطمئنان ..داعية جميع زميلاتها وأطفال اليمن لحذو طريقتها في الدفاع عن الأرض والعرض بهذه الصورة البريئة الثائرة .

قيادات فذة

نموذج يُحتذى به

اما الكاتبة وفاء الكبسي بدورها تستعرض لنا عن نموذج صعب من البذل والعطاء للمرأة اليمنية التي تخطت الحدود والحدود في الانتصار للحقيقة وإسناد الجبهات.

وهي أمة الرحمن وهي امرأة ليست ككل النساء، فهي نموذج يُحتذى به للمرأة المؤمنة المجاهدة الصابرة، خَلد ذكرها التاريخ كنموذج فريد من نماذج لا حصر لها من أولياء الله الذين جاهدوا وضحوا بأرواحهم في سبيل الله، فلو كل النساء كمثلها لفُضلتِ النساء على الرجال..

بدأت قصة جهاد أمة الرحمن في الحرب الأولى على صعدة، انطلقت أمة الرحمن في مسيرة جهادها وعطائها في وقت لم تكن ثقافة الجهاد معروفة ؛ لأنها فُقدت وضاعت آنذاك انطلقت أمة الرحمن بثبات وقوة إيمان عظيم، فكانت أشجع من أغلب الرجال الذين خافوا آنذاك.

كانت أمة الرحمن تنقل المونة فوق ظهرها إما كيس القمح أو الحطب، أو مونة الاسلحة التي كانت تخفيها في كيس القمح وتحملها لمسافات طويلة وتمشي بها في جبال وعرة غير آبهة بشجاعة لا نظير لها رُغم دقت التفتيش وكثرة جنود أعداء الله، كانت تصنع الطعام للشهيد القائد والمجاهدين هي ومن معها من المجاهدات حوالي أربع فقط..

إلى أن مرت الأيام وانعدم القمح ولم يبقَ ما يصنع حتى رغيف الخبز، كانت تجاهد وتذهب لجلب الماء ولا تتوقف وليس في بطنها حتى كسرة الخبز لمدة ثلاثة أيام، فلم يكن قوتهم إلاّ أوراق الأشجار ورشفة ماء ؛ لأن الماء كان جلبه صعب وبتخفي مجرد دبة ماء لهم كلهم للشهيد القائد والمجاهدين -عليهم السلام.

ومع هذا فهي الصابرة الثابتة الوفية، بل كانت أحيانا تحمل السلاح وتنكل بأعداء الله عندما كان يستدعي الأمر نِعم المجاهدة كانت -سلام الله عليها.. وقد استشهدت أمة الرحمن وهي واقفة ثابتة تحمل أوراق الشهيد القائد لتأخذها لمحسن غابش ليعطيها للشهيد القائد، حينها لمحها بعض من جنود النظام السابق آنذاك، فرموها برصاصاتهم الغادرة، وانهالت تلك الرصاصات الآثمة على جسدها الطاهر الصابر الثابت أكثر من عشر رصاصات، ارتمت أمة الرحمن وكانت آخر كلماتها قبل أن تستشهد هي: “هذه أوراق سيدي حسين !”

وفاضت روحها إلى بارئها شهيدة عظيمة، وأرتمى جسدها الطاهر وهو ينزف بجراح الظلم والقسوة والاستبداد والطغيان.

أمة الرحمن نِعم الشهيدة التي بذلت روحها في سبيل الله، لم ولن تغب أمة الرحمن عنا فهي الباقية بيننا نتعلم منها الدروس في الجهاد والثبات والتضحية والعطاء وعلى دربها سارت اليوم العديد والعديد من بناتها ونساء حيها بل ووطنها أجمع.

انتصار الثورات

 أمة الملك الخاشب ناشطة يمنية تقول من جهتها : أن دور المرأة اليمنية لم يقتصر منذ بدء العدوان بل كان حليف انتصار ثورات اليمن ومنذ اليوم الأول للعدوان على بلادنا كان دورا لا يقل أهمية عن دور الرجل في كل ميدان المواجهة .

وتتابع حديثها قائلة فقد رأينا المرأة وهي تشارك في التعبئة العامة والحشد للجبهات ورأيناها وهي تدفع بأبنائها وفلذات أكبادها للذهاب إلى الجبهات ورأيناها صابرة محتسبة ثابتة وشامخة شموخ الجبال الرواسي تودع فقيدها ابناً أو وزجاً أو أخاً تزفهم بالزغاريد في موقف يعجز اللسان عن وصفه والقلم عن تبيانه.

وأضافت القول: ورأينا المرأة وهي تجود بما تملكه من مال أو ذهب أو متاع لتجهيز القوافل دعما للمجاهدين الأبطال. ورأيناها وهي تحمل السلاح وتتدرب على فنون القتال وتعد العدة إذا استدعت الضرورة للمواجهة ورأينا المرأة تتوجه إلى المدارس للتطوع في تعليم التلاميذ بعد أن تخلى بعض ضعفاء النفوس من المدرسين عن حمل الأمانة واداء واجبهم التعليمي . فدور المرأة في مسيرة النضال والبذل والعطاء كبير ومشرف وليس بمستغرب فهن شقائق الرجال وهو ناتج عن وعيّهن بخطوة المرحلة والأمانة الملقاة على عواتقهن وهن خير من حملها ولم يزلنَّ يحملنها على خير وجه.

لافته الى ان المرأة اليمنية قد جسدت المقولة الشهيرة “المرأة نصف المجتمع ” بل وتجاوزتها  لتصنع بمواقفها  صمود يشهد له العالم وترتعب منه قوى العمالة والعدوان .

كلمة حق

وقد أشاد قائد الثورة اليمنية السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في خطاب سابق له بصمود المرأة اليمنية وصبرها وثباتها في مواجهة العدوان الأمريكي السعودي الإسرائيلي الإجرامي منذ عام على بدء سفك الدماء البريئة من الأطفال والنساء والرجال .

وأشار السيد الحوثي في رسالة وجهها إلى حرائر يمن الإيمان والحكمة الصامدات في وجه الطغيان إلى الدور المتميز للمرأة اليمنية وهي تقدم أغلى التضحيات من الأبناء والإخوة والآباء والأزواج شهداء في ميادين العزة والشرف ، و تنفق من مالها في القوافل والتبرعات بحسب ما تستطيع ، وتساهم في كل ما أمكنها من المساهمات بحسب قدراتها مع الصبر العظيم على معاناة وظروف الحرب .

وأكد أن الشعب اليمني فخور بالمرأة اليمنية المسلمة و ما تتحلى به من صبر وأخلاق وعفة والتزامها بأخلاق وقيم دينها وموروثها الحضاري وما تقوم به من دور أساسي في البنيان الأسري الذي يقوم به بنيان الأسرة .

وقال السيد عبدالملك الحوثي في رسالته : ” برز الأثر الطيب والمتميز للمرأة اليمنية في تربية النشء والأولاد على قيم الإسلام العظيمة من عزة وإباء وشجاعة وثبات، وبرزت أيضاً مظلومية المرأة اليمنية المسلمة شاهدةً على مظلومية شعبها حيث استشهدت مئات النساء في العدوان الجائر وشاهداً أيضاً على زيف وخداع الغرب فيما يحكيه ويدّعيه عن حقوق المرأة وحقوق الطفل ” .

وأضاف : ” ففي مقابل ( البترو دولار) لم يعد الغرب يحكي عن مظلومية المرأة اليمنية التي هي أكبر مظلومية على وجه الأرض اليوم ، بل إن أمريكا وبريطانيا وفرنسا ودولاً أخرى هي التي تقدم للنظام السعودي سلاح الفتك والتدمير بما في ذلك الأسلحة المحرمة دولياً مثل القنابل العنقودية وغيرها ليقتل بها أهل اليمن نساءً وأطفالاً ورجالاً بأبشع صور الإجرام وحشية “.

وأوضح أن الوقائع والأحداث تكشف الحقائق بما يفوق كل المحاولات الرامية للتزييف والخداع التي يمارسها الأعداء الضالون .

وتمنى السيد عبدالملك الحوثي للمرأة اليمنية مزيداً من الارتقاء في الإيمان والوعي وسُلّم الكمال الإنساني والالتزام بتعليمات الله تعالى في مسيرة حياتها عملا وصلاحا و طهارة وعفةً وحشمة وتحرّزاً من التقليد لعادات وتقاليد الغرب الذي حرص على تجريد المرأة من كل ما يصونها وعمل على دس حالة السفور والتبرج والاختلاط والفوضى والتجرد من الضوابط الأخلاقية ، استهدافاً منه للمرأة وسعياً لتقويض الأسرة والنظام الاجتماعي الأسمى والأرقى في الإسلام.

2027 امرأة

هذا وقد كشفت إحصائية مدنية مستقلة أن عدد الضحايا المدنيين جراء العدوان السعودي الأمريكي على اليمن خلال 1000 يوم قد بلغ 35415 ما بين شهيد وجريح.

وأكدت إحصائية نشرها المركز القانوني للحقوق والتنمية، أن إجمالي عدد الشهداء الموثقين لدية 13,603  من بينهم 2,887 طفلًا، 2,027 امرأة، فيما بلغ عدد الشهداء من الرجال 8,689 رجلًا، مؤكدا أن جميعهم من المدنيين.

وذكر المركز أن عدد الجرحى بلغ 21,812، بينهم 2,722 طفلا، و2,233 امرأة، 16857 رجلًا، فيما تجاوز عدد النازحين اثنين مليون وستمائة وخمسين ألفا أغلبهم من النساء والأطفال .

وأمام هذه التضحيات والمعاناة التي تواجهها المرأة اليمنية يضل الصمود والثبات والصبر هو عنوانها وسر تميزها من بين نساء العالم

قد يعجبك ايضا