المصدر الأول لاخبار اليمن

إلى متى ستستمر الدبلوماسية الدولية في التواطئ مع قتلة اليمنيين؟

تحليل خاص: وكالة الصحافة اليمنية// تصعيد مستمر وحاد للتحالف منذ أكثر من 6 أشهر في الساحل الغربي والغاية دخول الحديدة وبسط الآيادي الآثمة على مينائها الذي يمثل بالنسبة لكل اليمنيين شريان حياتهم الأهم طيلة السنوات الأربع للعدوان. لاجديد تحقق للتحالف رغم هجماته المسعورة على الحديدة، ودائماً ضحايا تلك الهجمات هم مدنيين لم يتمكنوا من مغادرة […]

تحليل خاص: وكالة الصحافة اليمنية//

تصعيد مستمر وحاد للتحالف منذ أكثر من 6 أشهر في الساحل الغربي والغاية دخول الحديدة وبسط الآيادي الآثمة على مينائها الذي يمثل بالنسبة لكل اليمنيين شريان حياتهم الأهم طيلة السنوات الأربع للعدوان.

لاجديد تحقق للتحالف رغم هجماته المسعورة على الحديدة، ودائماً ضحايا تلك الهجمات هم مدنيين لم يتمكنوا من مغادرة قراهم ومنازلهم هناك بسبب أنهم فقراء جداً اضطرهم فقرهم إلى البقاء في لظى الحرب التي اضافتهم إلى سجلات ضحاياها.

منتصف الشهر الفائت أعلنت قيادة التحالف عن هدنة إنسانية بحسب توصيفها، ثم أطلقت العنان لقواتها ومرتزقتها لخرق تلك الهدنة التي كانت كعشرات هدن غيرها مجرد احتيال على العالم أما الجيش اليمني واللجان الشعبية فقد كانوا لكل محاولات الاختراق بالمرصاد.

 

وأمام كل تصعيد للتحالف وعلى الرغم من سقوط ضحايا مدنيين كثيرين بقصف مدفعي أو صاروخي بواسطة طائرات التحالف، تخرج المنظمات الدولية والمجتمع الدولي بتصريحات ظاهرها التعاطف مع المتضررين المدنيين وباطنها تواطؤ مع عدو لا يجد حرجاً في قتل اليمنيين أينما كانوا.

 

قبل أقل من شهر قال المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأدنى والأوسط باللجنة الدولية فابريزيو كاربوني في معرض تعليقه على تصعيد التحالف :” من جديد تقع الحديدة في فخ العنف ويحيق الخطر بمئات الآلاف من اليمنيين، ويجب ألا تتخذ المحادثات المرتقبة ذريعة للاستهانة بقوانين الحرب التي تكفل الحماية لأرواح الشعب اليمني”.

كربوني وضع نفسه كشاهد عيان موجه، يجتزء الحقائق ، كان ذلك واضحاً في تصريحاته الصحفية منتصف الشهر الفائت وقد قال:”لقد شاهدت فرق اللجنة الدولية في الميدان كيف يتنامى الخوف بين أوساط اليمنيين من تعرضهم للإصابة العرضية أو استهدافهم عن عمد.. ويقترب القتال من المراكز الصحية، ما نجم عنه تعطل الخدمات في مستشفى 22 مايو بالحديدة. ولا يفصل مستشفى الثورة، أكبر مستشفيات الحديدة، عن جبهة القتال سوى بضعة أمتار، وتتزايد المخاوف بشأن عدم قدرة المرافق الصحية التي لا تزال تعمل على تقديم الخدمات بانتظام أو مواكبة تدفق محتمل للضحايا على أبوابها إذا ما نجم عن القتال تعطل منشآت صحية أخرى”.

 

وأكد كربوني أن اللجنة الدولية تشجع أي جهود سياسية ترمي إلى إنهاء الحرب التي سببت للعائلات اليمنية شقاء يفوق كل تصور بحسبه، وأضاف:” ملايين السكان اليمنيين باتوا في عداد النازحين والملايين يصاربعون جوعاً لا يرحم تسبب فيه النزاع بصورة مباشرة.. لقد نفد ما في جعبتنا من كلام لوصف مدى بؤس الأوضاع في اليمن، وقد آن الأوان كي نرى بصيص أمل في هذا البلد”.

 

وقال كاربوني:” للحرب قواعد ويجب على أطراف النزاع احترامها حتى في غمرة أشرس المعارك”..كاربوني مسئول دولي كبير، وكل ما قدمه للمدنيين اليمنيين هو شعوراً بالقلق وتذكير خجول بقوانين الحرب التي تكفل الحماية لأرواح الشعب اليمني بحسبه، وهو لم يتحدث بصراحة عن من يستهدف المدنيين فعلاً بصواريخه ومقاتلاته وهذه مسألة تعرض مصداقية المسئولين الدوليين للشك.

 

تستدعي الأمانة والمسئولية الإنسانية أن يتم ذكر حقائق الواقع كما هي وليس بخجل أو مواربة، فحين يُقتل عشرات الآلاف من المدنيين بينهم أطفالاً ونساء يجب أن يتخفف المجتمع الدولي من دبلوماسية تتواطئ مع القتلة، ويجب عليهم أن يقولوا الحقيقة، وقول الحقيقة يحتاج إلى شجاعة وضمير إنساني يرفض أصحابه أن يناموا مثقلين بخطيئتهم بحق شعب تعمد قاتليه الآن أن يجعلوه في هامش الاهتمام الإنساني، وفي أقصى العالم، بينما المفروض أن تكون قضية قتل الشعب اليمني أولوية عالمية لأن اليمن جغرافياً واستراتيجياً تقع في قلب العالم.

على المجتمع الدولي والمنظمات الدولية وحتى شعوب العالم ، الاعتراف بأن اليمن يتعرض لأبشع حرب عدوانية في ال70 العام الأخيرة..وعليهم التعامل مع ما يحيق بالشعب اليمني من قتل وتدمير وهجمات بربرية من أجل تركيعه وسلبه حريته وسيادته وكرامته وثروات بلاده ببجاحة.

 

لايريد الشعب اليمني معونات  غذائية وإغاثية فيما العدو ينتهك كل حقوقه الإنسانية على مرأى ومسمع من المجتمع الدولي .. ولا يريد الشعب اليمني أن يساوم على كرامته فهو قد قرر أن يشب عن طوق جارة سيئة الصيت هي المملكة السعودية.. وفي سبيل عدم التفريط بسيادة وكرامة اليمن يؤكد اليمنيين أنه ما زال بوسعهم المضي قدماً في معركتهم ضد عدو حاقد يجيد الغدر والقتال عن بُعد.. لكنه لن ينتصر أبداً.

قد يعجبك ايضا