المصدر الأول لاخبار اليمن

حامد يفتح الصندوق الاسود للمنظمات الانسانية الدولية ويتعهد بتصحيح اختلالاتها

صنعاء / خاص / وكالة الصحافة اليمنية //

 

فتحت صنعاء اليوم الصندوق الاسود لمنظمات العمل الانساني الدولية التي تشتغل في اليمن واستثمارها معاناة اليمنيين ونكباتهم ، معلنةً عن جملة من نماذج الاحتيال واستغلال المنظمات الدولية لملايين الدولارات المقدمة كمساعدات للشعب اليمني وتبديدها تحت بند النفقات التشغيلية للمنظمات.

 

ووجه مدير مكتب رئاسة الجمهورية اليمنية – رئيس مجلس ادارة الهيئة الوطنية لإدارة وتنسيق الشؤون الانسانية ومواجهة الكوارث / احمد حامد في كلمة له خلال المؤتمر ، رسائل صريحة الى المنظمات الدولية العاملة في اليمن خلال مؤتمر صحافي لإشهار خطة العمل الانساني في اليمن للعام 2019م .

 

وألمح حامد في كلمته الى ما تقدمه بعض المنظمات الدولية للشعب اليمني من أطنان الادوية المنتهية الصلاحية أو قريبة الانتهاء كما حصل في العام الماضي 2018 ، كاشفا عن قضايا اخرى تأتي في سياق التحايلات والعمل غير المسؤول من قبل المنظمات الدولية.

 

وقال حامد إن “منظمة دولية – لم يسمها – حصلت على مساعدة مالية لليمن خمسة ملايين دولار لكنها استولت على مبلغ 3.1 مليون دولار لنفسها تحت مسمى نفقات تشغيلية ، وقدمت للشعب اليمني مساعدات بقيمة أقل من مليوني دولار فقط. فيما منظمة أخرى حصلت على مساعدة دولية باسم الشعب اليمني مقدارها 750 ألف يورو ولم تقدم لليمنيين منها سوى مساعدات بقيمة 50 ألف يورو، وصرفت المنظمة لنفسها بقية المبلغ 700 ألف يورو تحت مسمى نفقات تشغيلية”.

 

وسخر احمد حامد ، من تحايل المنظمات الدولية على المساعدات المقدمة للشعب اليمني بمسمى النفقات التشغيلية، قائلاً إن “هذا ليس وقت النفقات التشغيلية” ومبدياً أمله بأن تلتزم “المنظمات الدولية بتقديم المساعدات للشعب اليمني كاملة لا أن تستنزفها باسم التشغيل وتحرم الشعب اليمني من ذلك”.

 

وتعهد مدير مكتب رئاسة الجمهورية اليمنية – رئيس مجلس ادارة الهيئة الوطنية لإدارة وتنسيق الشؤون الانسانية ومواجهة الكوارث بـ “أن هذا الوضع سيتم معالجته وتصحيحه في العام الحالي 2019م ليكون عاماً لتصحيح الاخطاء”.

 

وقال: “حين نطالب بعلاج ومحاليل الغسيل الكلوي؛ لا نريد أن يصل الينا علاج الديدان والاسكارس”. موضحا أن “المحاليل الخاصة بالغسيل الكلوي التي تقدمها بعض المنظمات الدولية لليمن غير مطابقة للمواصفات وتتسبب في تلف أجهزة الغسيل الكلوي”.

 

وأكد حامد أنه “يجب فحص أي مادة أو مساعدات تقدمها الامم المتحدة ومنظماتها الانسانية في جميع القطاعات بما فيها قطاع الزراعة الذي “قامت احدى المنظمات الدولية بتقديم مادة ملح الطعام على أنها أسمدة زراعية أو مواد غذائية فاسدة وغيرها” .

 

وكشف رئيس مجلس ادارة الهيئة الوطنية لإدارة وتنسيق الشؤون الانسانية ومواجهة الكوارث / احمد حامد بأنه سيتم العمل على دراسة أي مشروع في الهيئة بالتنسيق مع الجهات المعنية في الوزارات المختصة وبعد مراجعتها يتم الإشراف ومتابعة تنفيذ المشاريع لضمان تلاشي أي أخطاء قد تحدث.

 

وطالب المنظمات الدولية العاملة في اليمن بأن “تعمل بمثالية ومصداقية بحيث تكون الاحتياجات مدروسة ومنظمة وتلبي الاحتياج الفعلي للشعب اليمني المنكوب، وليس الرؤية الخاصة للمنظمات التي لا تخدم واقع العمل الانساني”.

 

كما عبر عن أمله في أن “تكون المساعدات المقدمة من المنظمات الدولية للنازحين والمواطنين اليمنيين نقدية بدلاً عن العينية وبما يضمن توفير الكثير من المبالغ لتجنب المخالفات التي تحدث بسبب النفقات التشغيلية الباهظة، خاصة ما يتعلق في مسميات استئجار مخازن وطواقم عمل”.

 

وأوضح حامد إن وضع خطة العمل الانساني للعام 2019م جاء بعد دراسات كثيرة حول حقيقة الوضع الانساني في اليمن واحتياجاته الفعلية، ومواجهة كل السلبيات أو أي مخالفة. متوعداً بـ “إحالة المتلاعبين للقضاء، ونيابة الاموال العامة بعد تشكيل لجان تحقيق خاصة”.

 

وتحدث أنه “لا بد لهذا العدوان من شعب يقف في وجهه، وأمة تتصدى له وصوت صادق يوضح الحقيقة للعالم” ، وأكد ان “الشعب اليمني اذا ما امتلك قراره وحريته استطاع ان يقف على قدمه دون الحاجة الى مساعدة احد”.. منوهاً بأن “هدف هذا العدوان هو مصادره حرية وقرار الشعب اليمني والتحكم بسيادته واستقلاله”.

 

وكان رئيس حكومة الانقاذ / الدكتور عبدالعزيز بن حبتور، قد ألقى كلمة راعي مؤتمر اشهار الخطة، أشاد فيها بالدور الإنساني الكبير الذي تضطلع به المنظومة الإنسانية الأممية والدولية في التخفيف من المأساة الإنسانية اليمنية .

 

وأكد بن حبتور أهمية هذه الخطة الإنسانية المشتركة بين حكومة الإنقاذ والمنظمات الإنسانية التي يسعى الجميع عبرها إلى مواصلة المواجهة المشتركة للمأساة التي صنعها تحالف العدوان والحد من آثارها السلبية المتعددة على اليمنيين. لافتا إلى حجم المسؤولية الإنسانية والأخلاقية الواقعة على عاتق المسؤولين الأمميين والدوليين في نقل حقائق الجرائم التي يرتكبها تحالف العدوان بحق الشعب اليمني .

 

من جانبها أقرت ممثلة الامم المتحدة للشئون الانسانية بصنعاء / ليزا غراندي بأن “معاناة الشعب اليمني كبيرة جدا وغير مسبوقة على مستوى العالم، ولا ينبغي السكوت عنها”.

 

وقالت: “80 بالمائة من سكان اليمن يحتاجون بشكل من الأشكال للمساعدة أو الحماية الاجتماعية، فهناك “24 مليون شخصا في اليمن يحتاجون للمساعدة بينهم 20 مليون يعانون من انعدام الأمن الغذائي و14 مليون يمني في أوضاع معيشية صعبة”.

 

وأضافت: “سيكون هناك اجتماع لدول العالم جميعها في جنيف نهاية فبراير الجاري بحضور الأمين العام للأمم المتحدة لمناقشة الوضع الانساني في اليمن، وستطلب الأمم المتحدة من دول العالم أربعة مليار دولار لدعم خطة الاستجابة وهو أكبر مبلغ مقدم لدعم خطة واحدة في بلد واحد”.

قد يعجبك ايضا