المصدر الأول لاخبار اليمن

مجلة “رولينغ ستون”: السعودية خططت لغزو قطر عام 2015

مجلة “رولينغ ستون”: السعودية خططت لغزو قطر عام 2015

الخليج//وكالة الصحافة اليمنية//
كشفت مجلة “رولينغ ستون” الأمريكية، تفاصيل مدوية عن أن الإمارات والسعودية، ظلتا لسنوات طويلة يخططان من أجل السيطرة على دولة قطر والتحكم فيها.

 

المجلة أوضحت في عددها اليوم الخميس، أن الملك السعودي الراحل عبدالله بن عبدالعزيز كان يخطط لغزو قطر قبل وفاته عام 2015.

كما كشفت المجلة الأمريكية بحسب ما نقلت عنها صحيفة “الشرق القطرية”، عن محتوى رسالة إلكترونية مسربة من بريد السفير الإماراتي في واشنطن يوسف العتيبة، أكد فيها أن غزو قطر سيحل مشاكل الجميع.

 

وسلط التقرير أيضاً، الضوء على المليارات التي أنفقتها أبوظبي والرياض من أجل حث الولايات المتحدة على قطع علاقتها مع قطر .

 

وأبرزت المجلة في تقريرها المطول خفايا متعلقة بالبيت الأبيض والإدارة الأمريكية برئاسة دونالد ترامب وطريقة عمل واشنطن، على الملفات الحساسة في المنطقة والشرق الأوسط، وذلك من خلال تقرير وثائقي تحت عنوان: “كيف يعمل مستنقع ترامب الآن.. واشنطن مليئة بالأموال الأجنبية وجماعات الضغط الغامضة المرتبطة بإليوت برويدي”.

 

وفي هذا التقرير فضحت الدور الكبير الذي لعبه رجل الأعمال الجمهوري برويدي، في تمكين الامارات والسعودية من التأثير على السياسة الخارجية الأمريكية، وتحريكه ورغبتهما في توجيهها وفقاً لأجندتهما الخاصة وضد قطر على وجه الخصوص.

 

وأكدت “رولينغ ستون” في تقريرها أن حملة ترامب الرئاسية شارك فيها عدد من أصحاب السوابق والفضائح ولديهم صلات مشبوهة بولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد، وولي عهد السعودية محمد بن سلمان، مثل برويدي الذي يعتبر أحد أكبر جامعي التبرعات للحزب الجمهوري، والذي كان يعمل في عهد إدارة الرئيس جورج دبليو بوش قبل أن يخرج من الحياة السياسية الأمريكية بسبب فضيحة رشوة.

 

وعقب فوز ترامب بالانتخابات الرئاسية عام 2016، إلتقى برودي بطلب من أبوظبي والرياض معه، وخلال الإجتماع بدأ في الترويج لمحمد بن زايد ومحمد بن سلمان وبدا واضحا أنه متأثر بهما من أجل تحقيق أهدافه الإستثمارية كما يهدف بالزيارة الى إستمالة الرئيس الأمريكي لصالحهما، خاصة أنهما يقومان بتكوين قوة إسلامية لمكافحة الإرهاب مؤلفة من 5000 جندي عربي لمحاربة طالبان وتنظيم القاعدة.

 

وذكرت “رولينغ ستون” في تقريرها أن الفكرة وجدت قبولاً لدى الرئيس الأمريكي، مضيفة أنه علم أن لدى برويدي مصالح تجارية في الشرق الأوسط، وما لم يعرفه ترامب خلال المقابلة ولم يكشفه برويدي وفقاً لملاحظاته التفصيلية عن الاجتماع.

 

وعندما سأل ترامب، برويدي حول ما يعرفه عن قطر، وجه برويدي انتقادات للقطريين واتهمهم بتمول الإرهاب وضمها الى كوريا الشمالية وايران ووصفهم بأنهم “محور الشر الجديد”.

وكان برويدي أيضاً قد بدأ في شن حملة علاقات عامة وممارسة ضغوط سرية في واشنطن لإقناع إدارة ترامب بمعاقبة قطر، عدو الإمارات والسعودية، ولكن في نفس الوقت حليف الولايات المتحدة الأمريكية.

 

وفيما كان الاجتماع على مشارف النهاية كان ترامب لديه سؤال أخير لبرويدي، حول رأيه في ريكس تيلرسون وزير الخارجية؟، وكان تليرسون الرئيس التنفيذي السابق لشركة إكسون موبيل داعماً لموقف دولة قطر.

وبدا برويدي غاضباً من تليرسون، وأخبر ترامب بأن أداءه في الخارجية ضعيف، ويجب أختيار الوقت المناسب لإقالته من منصبه.

 

وقالت “رولينغ ستون” في تقريرها: “رغم كل ذلك الا أن الجائزة الحقيقية والصيد الثمين الذي حصل عليه برويدي كان من أغنى بلدان العالم (السعودية والامارات) فقد تساوي العقود التي ستبرمها شركته الأمنية مع وزارات الدفاع بهذه الدول الغنية مئات الملايين ومليارات الدولارت، فلسنوات طويلة وقبل أن يفوز ترامب بالرئاسة ظل برويدي يسعى الى الفوز بعقود عمل مع العائلات المالكة في الرياض وأبوظبي”.

 

واقترح برويدي وفق المجلة على إدارة ترامب، العمل مع جماعات غير ربحية التي يمكن أن تدير إعلانات سياسية صريحة وأن يفسح لها مجالاً كبيراً تتحرك فيه لتصل الى المشرعين الأمريكيين عبر جلسات الاستماع وغيرها من الفعاليات الرسمية، وإثارتهم لمعارضة دولة قطر والاخوان المسلمين، كما نظم برويدي مؤتمراً من أجل التأثير على المشرعين الأمريكيين والرأي العام الأمريكي في إتجاه معاقبة قطر وعزلها عن المجتمع الدولي.

 

وسعى برويدي لتصنيع موجة من المظاهرات للديمقراطيين والجمهوريين بأن قطر ليست حليفة للولايات المتحدة، وأن إدارة ترامب يجب أن تتخذ إجراءات عقابية في شكل عقوبات ضد أفراد قطريين أو تعيين “إرهابي” أجنبي لجماعة الإخوان المسلمين بأكملها.

 

واعتمد برويدي في حملته على بعض الشخصيات الرئيسية في واشنطن للمساعدة في تنفيذ خطته ضد قطر، أحدهم كان النائب إد رويس، الرئيس الجمهوري للجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، برويدي ساعد زوجة رويس في الحصول على وظيفة في وزارة الخارجية.

كما أشرف رويس على مؤتمر في مايو 2017 حول قطر والإخوان المسلمين، والذي نظمته على الأقل على الورق، مؤسسة بحثية هي مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية ومعهد هدسون.

 

وفي واشنطن وأمام عشرات الصحفيين في الحضور في فندق “فيرمونت”، أعلن رويس عن تشريع قادم يتهم قطر بتمويل حركتي حماس وفتح وعن إمكانية فرض عقوبات عليها، وفي رسالة بريد الكتروني قال برويدي لنادر إن هذا سيكون أول مشروع ضد قطر.

 

وكانت لجهود برويدي من وراء الكواليس تأثيرات واضحة حيث اختار ترامب القيام بأول رحلة خارجية له إلى الرياض في مايو 2017، وشارك في حفل مع الملك سلمان بن عبدالعزيز وتعهد بالعمل مع السعوديين والإمارات لدعم مركز جديد لمكافحة الإرهاب في الشرق الأوسط.

 

وفي تصريحات له في السادس من يونيو 2017 أي في اليوم التالي لحصار قطر من قبل الإمارات والسعودية والبحرين ومصر، قال ترامب إنه خلال رحلته الأخيرة الى الشرق الأوسط أكد على أنه لايمكن السماح بـ “تمويل الفكر الإرهابي”.

وقالت المجلة الأمريكية أن خطة برويدي كانت في الطريق الصحيح واستخدم نجاحه الذي حققه على ووليي عهد أبوظبي والسعودية من أجل تنفيذ عقود مع شركته الأمنية والدفاعية.

رسائل مسربة

وورد في رسائل البريد الإلكتروني المتسربة من برويدي مذكرة كتبها لجورج نادر، صديق ترامب المقرب من محمد بن زايد، ويبدو أنها كانت موجهة إلى محمد بن سلمان، قال فيها “لقد حققت رحلة ترامب إلى الرياض نجاحاً باهراً، كما أنها شكلت نقطة تحول رئيسية في العلاقات الأمريكية السعودية، ثم لفت الى الطريقة التي تستطيع بها شركته “سيركينيوس” من توقيع عقود مع الحكومة السعودية”، مضيفا له بأن “أهداف شركته تتوافق مع اهداف السعودية تماماً”.

في بريد إلكتروني بعنوان “سري للغاية” تم إرساله إلى نادر في 10 نوفمبر 2017 ، حدد برويدي جهودًا مختلفة جارية للضغط على إدارة ترامب إلى وحثها على القيام بأفعال ضد قطر.

وفي مضمون الرسالة: “سوف يوقع عدد قليل من المشرعين الجمهوريين والديموقراطيين قريبا على رسائل إلى السفيرة بالأمم المتحدة نيكي هالي ووزير الخزانة منوشين “صديق مقرب لي” ، كما زعم برودي” الذي كان ينتقد قطر.

وقالت رولينغ ستون إنه بحلول أواخر عام 2017 ، كان برويدي قد وصل الى ذروة مفاوضاته مع المسؤولين الإماراتيين لتوقيع صفقات مع شركته الدفاعية تصل قيمتها إلى 120 مليون دولار ، وفقاً لبريد إلكتروني أرسله برويدي إلى محاميه.

بعد شهر ، أرسل برويدي بريد إلكتروني إلى نادر ليقول أن الدفعة الأولى من الإمارات قد وصلت “36 مليون دولار”، وحينها كان نادر يستعد للسفر الى فلوريدا للانضمام الى برويدي في الاحتفال بمرور عام على تنصيب ترامب، ووفقا لوكالة أسوشيتد برس، فإن عملاء من مكتب التحقيقات الفيدرالي الذين يعملون لحساب المحقق روبرت مولر قد اعترضوا نادر.

وفي 29 فبراير 2018 ، نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” قصة بعنوان “مخبأ لرسائل البريد الإلكتروني من حسابات السيد برودي وزوجته” التي كشفت عن خطة برويدي للضغط على وزارة العدل لإنهاء تحقيقها في فضيحة صندوق الاستثمار الماليزي.

وبعد فترة وجيزة ، كشفت “التايمز” قصة ما اسمته “حملة برويدي ونادر” لصالح الإمارات والسعودية ضد دولة قطر، مستشهدة بمذكرة برويدي التي تصف اجتماعه مع ترامب في أكتوبر الماضي ، والذي تم تقديم نسخة منه من قبل “شخص ينتقد النفوذ الإماراتي في واشنطن”.

قد يعجبك ايضا