المصدر الأول لاخبار اليمن

جرائم وانتهاكات مروعة في سجون حفتر.. نسخة دولية لمعتقلات عدن وتعز

تقرير: وكالة الصحافة اليمنية//

يبدو أن كل القيادات العسكرية الموالية والمدعومة من الإمارات سواء في اليمن أو ليبيا وحتى السودان، تجمعهم جرائم حرب وانتهاكات لحقوق الإنسان.. وما كشف عن اليوم المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان عن إعدامات بشعة خارج القانون في العاصمة الليبية طرابلس يشبه تماماً ما يحصل في محافظة عدن المحتلة.

وكشف المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان عن “حالات إعدام خارج إطار القانون، وتعذيب وتنكيل بالجثث”، خلال معركة طرابلس، مؤكداً أنها “قد ترتقى لجرائم حرب”.

وقال المرصد (دولي مقره جنيف) في تقرير موجز، اليوم الأربعاء: “إن الاشتباكات في طرابلس أسفرت عن مقتل أكثر من 600 شخص، وإصابة نحو 3 آلاف آخرين”.

وأضاف أنها دفعت بأكثر من 82 ألف مدني إلى النزوج من المناطق التي تشهد عمليات قصف واشتباكات متبادلة جنوبي العاصمة طرابلس.

وثق التقرير شهادات تؤكد تنفيذ قوات حفتر عمليات إعدام خارج إطار القانون، وتمثيلاً مشيناً بجثث مقاتلين تابعين لحكومة الوفاق (معترف بها دولياً) وهم أحياء.

وحصل المرصد على مقاطع صوتية لمكالمة هاتفية بين مقاتلي “الوفاق” قبل قتلهم تحدثوا فيها عن ظروف أسرهم وطلبوا فيها مبادلتهم بأسرى من قوات حفتر.

عذيب بآلة حادة حتى الموت
ويستعرض التقرير شهادة محمد الفقيه، المقاتل في صفوف قوات حكومة الوفاق، والذي أكد أسر أحد زملائه ويدعى عبد السلام أبو دبوس، من قبل قوات حفتر، قبل أن يتم التفاوض عليه مقابل عناصر من تابعة لحفتر في مدينة الزاوية.

وبحسب شهادة الفقيه فإنه تحدث إلى آسري أبو دبوس وأوصاهم بالحفاظ على سلامته حتى تتم عملية التبادل، كما أن الآسرين زودوه بمعلومات حول مكان وجوده واسم آمر السجن.

وبعد تاريخ الخامس من أبريل الماضي، حتى الـ29 من نفس الشهر، فُقد الاتصال مع عبد السلام، إلى أن سيطرت الكتيبة 166 التابعة لحكومة الوفاق الوطني على مستشفى “السبيعة” جنوبي طرابلس، حيث وجدوا أبو دبوس جثة هامدة في إحدى ثلاجات الموتى التي فُصلت عنها الكهرباء عمداً.

ويؤكد الفقيه أن شهادة الطبيب الشرعي كشفت حدوث الوفاة بتاريخ 15 أبريل (بعدما تحدث معه عبر الهاتف بعشرة أيام)، موضحاً أن أبو دبوس تعرض للتعذيب بآلةٍ حادة تم وخزه بها في أرجله وأذنيه، وإحداث حفر في مناطق متفرقة من جسده.

وفي ذات السياق يقول شقيق الضحية إنه صُدم عند استلامه جثة أخيه لإتمام مراسم الدفن، حيث كانت تظهر عليها علامات التعذيب الوحشي والانتقامي، وآثار طلقات نارية أُطلقت من مسافة قريبة، وحروق بأعقاب السجائر حول العين، وضرب على جميع مفاصل الجسم، إضافةً لعلامات تعذيب بالسوط وآلات حادة.

ربط الجسد بأسفل دبابة
وفي حادثة أخرى وثّق التقرير شهادة شقيق محمد جبريل، المقاتل في الكتيبة 166 التابعة لرئاسة الأركان العامة بحكومة الوفاق، وهو أحد الضحايا الذين تعرّضوا للتعذيب والتنكيل بعد أسره على يد قوات حفتر بالقرب من عين زارة جنوبي طرابلس.

ويقول شقيق الضحية في شهادته إن أخاه تلقّى تكليفاً عسكرياً، في 4 أبريل 2019، للالتحاق بالقوات المدافعة عن العاصمة طرابلس، لكنه تلقى نبأ مقتله بعد 5 أيام في المعارك التي شهدتها منطقة كوبري الزهراء جنوبي العاصمة.

وبحسب شهادة شقيق الضحية فإن السيارة العسكرية التي كانت تُقلّ محمد تعرضت لقذيفة صاروخية وبقيت في مناطق الاشتباك، وقبل وصول قوات حكومة الوفاق الوطني للسيارة كان محمد قد اختفى من السيارة وبقيت جثتان لصديقيه، ما أثار شكوكاً حول مقتله.

وبعد وقت قصير وصلت إلى العائلة صورة لمحمد مقتولاً ومعلقاً على ظهر دبابة وقد رُبطت ساقه بحبل، في حين تدلى جسمه أسفل الدبابة، وقد تم التنكيل بجثته بشكل بشع، وسط ضحك واستهزاء من مقاتلين تابعين لقوات حفتر ظهروا في الصورة.

وبين شقيق الضحية أنهم لم يستعيدوا جثته إلا بعد سيطرة قوات تابعة لحكومة الوفاق على مستشفى السبيعة الذي يحوي جثث القتلى، وقد وصلوا إلى الجثة وهي آخذة في التحلل نتيجة فصل الكهرباء المتعمّد عن ثلاجات حفظ الموتى.

 

تصويرهم عُراة تحت التعذيب
وفي شهادة أخرى حصل عليها الأورومتوسطي يقول محمد أوسبيحة إن ستة من رفاقه وقعوا بالأسر قرب مدينة العزيزية جنوبي طرابلس، على أيدي قوات حفتر، وقد أُعدموا ميدانياً بشكل متتابع، حيث كانت القوات تقتل كل يوم أسيراً بعد تعريضه لتعذيب وحشي بالضرب بالآلات الحادة والسياط.

كذلك كان يتم إذلالهم وذويهم بتصويرهم عراة تحت التعذيب وإرسال الصور ومقاطع الفيديو إلى أهلهم، ويؤكد أوسبيحة إضرام النار بجثة أحد الأسرى بعد قتله تحت التعذيب.

ومنذ 4 أبريل الماضي، تشهد طرابلس معارك مسلحة إثر إطلاق خليفة حفتر عملية عسكرية للسيطرة عليها، وسط تنديد دولي واسع ومخاوف من تبدد آمال التوصل إلى أي حل سياسي للأزمة.

(المصدر: الخليج أون لاين/ وكالة الصحافة اليمنية)

قد يعجبك ايضا